Advertisement

خاص

بعد وقف إطلاق النار.. "Middle East Eye": إيران تستعد للحرب الطويلة مع إسرائيل

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
05-07-2025 | 05:00
A-
A+
Doc-P-1387060-638873092383395189.jpg
Doc-P-1387060-638873092383395189.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "وقف إطلاق نار هشّ، بوساطة أميركية، بين إسرائيل وإيران أنهى تبادلًا للضربات استمر 12 يومًا، ما دفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لإعلان النصر. ومثّلت هذه الحرب إحدى أقصر الحروب في القرن الحادي والعشرين. ولكن إيران أيضاً أعلنت النصر، تماماً كما فعلت في نهاية الحرب الإيرانية العراقية من عام 1980 إلى عام 1988، وهي أطول حرب تقليدية في القرن العشرين، عندما أعلن الرئيس العراقي آنذاك صدام حسين النصر أيضاً. وفي كلتا الحالتين، كانت إيران هدفاً للهجوم، ووصفت الصراعات بأنها "حروب مفروضة"، زاعمة أنها انطلقت بعد أن حصلت على "الضوء الأخضر" من الولايات المتحدة. وفي كلتا الحالتين أيضاً، قرنت إيران إعلانها عن النصر بموقف الصبر الاستراتيجي، وهو مبدأ ضبط النفس الذي يهدف إلى تغيير موازين القوى مع مرور الوقت. ورغم الترحيب العلني بوقف إطلاق النار الحالي، فإنه يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره مجرد توقف تكتيكي وليس سلاماً مستداماً". 
Advertisement

وبحسب الموقع، "بالنسبة لإيران، فإن وقف إطلاق النار مع إسرائيل يخدم هدفاً استراتيجياً واضحاً. تماشياً مع نهجها الراسخ المتمثل في الصبر الاستراتيجي، فإن الوقت موردٌ ثمين. إذاً، ستعيد إيران ضبط استراتيجيتها النووية، وتوسّع تحالفاتها الإقليمية، وتختبر حدود العزيمة الدولية. وخلال هذه الفترة، من المتوقع أن يعيد المخططون الإيرانيون النظر في مبادئ الردع الخاصة بهم، والتي قد تشمل القدرات البحرية غير المتكافئة والعمليات السيبرانية، في حين يقومون بصياغة موقف انتقامي طويل الأمد. إن الوقت يمنح طهران مساحة حاسمة للتنفس من أجل: أولاً، إعادة هيكلة قيادتها، ثانياً، تجديد أسلحتها، وثالثاً، التخطيط لهجوم دبلوماسي دولي".

وتابع الموقع، "في صباح يوم الجمعة 13 حزيران 2025، شنت إسرائيل أوسع عملية عسكرية لها ضد إيران حتى الآن. وتجاوزت ضربات إسرائيل المنشآت النووية والصاروخية بكثير، إذ استهدفت كبار القادة العسكريين والعلماء، وكان من بين القتلى اللواء محمد باقري، وقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، ورئيس هيئة الفضاء والطيران أمير علي حاجي زاده، إلى جانب عدد من العلماء النوويين والمسؤولين العسكريين. ومع ذلك، كانت إيران لا تزال قادرة على شن هجمات صاروخية ضد إسرائيل. ويمكن لإيران الآن أن تحول تركيزها نحو إعادة البناء وإعادة التسليح. وقد أدت الحرب إلى استنزاف مخزونات إيران من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، وإلحاق الضرر بالبنية الأساسية لإطلاق الصواريخ، والتي تم استهداف الكثير منها في الموجات الأولى من الضربات الإسرائيلية والأميركية".

وأضاف الموقع، "في هذه المرحلة الجديدة من الهدوء، من المتوقع أن تعطي إيران الأولوية لتجديد وتحديث ترسانتها الصاروخية، بما في ذلك فئات أحدث مثل صواريخ فاتح وخيبر شيكان الأسرع من الصوت، في حين تعزز دفاعاتها الجوية لاستباق أي هجمات مفاجئة في المستقبل. ومن بين أهم الدروس التي تعلمتها إيران من هذه الحرب الأخيرة هو أن النصر في صراع حديث لا يمكن تحقيقه من دون قوة جوية قادرة ومتقدمة. وفي حين أظهر اعتماد إيران على الردع القائم على الصواريخ والطائرات من دون طيار بعض نقاط القوة التكتيكية، فإنه كشف أيضاً عن ثغرة خطيرة، فمثل هذه الأنظمة وحدها تصبح هشة عندما تواجه قدرات الحرب الجوية والإلكترونية المتقدمة".

وبحسب الموقع، "لمعالجة هذه الفجوة الاستراتيجية، من المتوقع الآن أن تسعى إيران بشكل عاجل إلى الاستحواذ على أنظمة الدفاع الجوي الروسية من طراز S-400 وطائرات Su-35 المقاتلة. وفي الوقت عينه، يتم النظر بجدية في الطائرات المقاتلة الصينية، مثل J-10 وJ-20 من الجيل الخامس، والتي أظهرت قدراتها في المواجهة الأخيرة بين الهند وباكستان. وإلى جانب هذه المنصات، أقر المخططون العسكريون الإيرانيون بوجود عيب كبير آخر، وهو الافتقار إلى أنظمة الإنذار المبكر المحمولة جواً. حتى أكثر أنظمة الدفاع الجوي الأرضية تطورًا تُصبح محدودة للغاية من دون أنظمة الإنذار والتحكم الجوي (أواكس)، وهي أنظمة أساسية للكشف والتنسيق الفوري. لذا، أصبح الحصول على طائرات أواكس من الصين أو روسيا أولوية ملحة في أجندة طهران لتحديث دفاعها".

وتابع الموقع، "تعمل إيران أيضًا على تمهيد الطريق لهجوم مضاد على الصعيدين القانوني والدبلوماسي. وقد أعلن المسؤولون الإيرانيون بالفعل عن نيتهم تقديم شكوى شاملة إلى محكمة العدل الدولية، محملين إسرائيل والولايات المتحدة مسؤولية الشروع في حرب غير معلنة وانتهاك السيادة الإيرانية من خلال استهداف المنشآت النووية المحمية بموجب القانون الدولي. وحتى تصل هذه العملية القانونية إلى مرحلة الاعتراف الرسمي والحكم، أوضحت طهران أنها لن تعود إلى طاولة المفاوضات النووية. في الواقع، هذا الابتعاد عن المفاوضات ليس تراجعًا، بل مناورة مدروسة. في غضون ذلك، يبقى متغيرٌ حاسمٌ آخر مخفيًا عن الأنظار الدولية: وقّع الرئيس الإيراني قانونًا يُعلّق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة مديرها العام رافائيل غروسي، مُشيرًا إلى رقابةٍ مُتحيزة وضغوطٍ سياسية". 

وأضاف الموقع، "قبل الحرب، ومن دون علم معظم أجهزة الاستخبارات، ورد أن طهران نقلت كميات كبيرة من اليورانيوم المخصب من فوردو ونطنز إلى مواقع آمنة غير معلنة. وظلت هذه الاحتياطيات بمنأى عن الضربات الأميركية والإسرائيلية، إذ لم تُبلّغ إيران عن أي إشعاعات، مما يُشير على الأرجح إلى أن المخزون لم يتضرر. كما يُمكن لإيران أن تختار عدم الكشف عن مكان مخزونات اليورانيوم هذه، مُستخدمةً إياها كأداة ردع استراتيجية في المواجهات أو المفاوضات المستقبلية. وفي ضوء كل هذه العوامل، فإن وقف إطلاق النار الحالي ليس حلاً، بل هو فصل في قصة أكبر بكثير لم تكتمل بعد. وتُؤكد أفعال إيران، أثناء الحرب وبعدها، على عقيدة متماسكة ومنضبطة: امتصاص الضربة، والرد بدقة مُدروسة، واستخدام الوقت كأداة للقوة. إن الصبر الاستراتيجي، بالنسبة لطهران، هو شكل من أشكال الحرب النفسية والسياسية الطويلة الأمد".

وختم الموقع، "إن صمود وقف إطلاق النار أو انهياره تحت وطأة التوترات غير المحلولة سوف يعتمد ليس فقط على الصواريخ أو المفاوضات، بل أيضا على الجانب الذي يفهم قيمة الوقت بشكل أفضل". 
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban