Advertisement

خاص

تقرير لـ"Foreign Policy": هل سيواجه خامنئي مصير الأسد؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
26-03-2025 | 07:30
A-
A+
Doc-P-1338651-638785793711430619.png
Doc-P-1338651-638785793711430619.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "في عام 1979، عندما تأسست الجمهورية الإسلامية في إيران، حظي النظام الديني الجديد بدعم شعبي واسع في المجتمع الإيراني، لكنه فقد هذه القاعدة تدريجيًا على مدار العقود الأربعة التالية. والآن، مع بلوغ الثورة الإسلامية عامها السادس والأربعين، تشير أدلة جديدة إلى أن حتى آخر أنصارها الأساسيين بدأوا يتخلون عن النظام. ولأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية، تُطرح الآن تساؤلات حول ما إذا كان أعضاء "القاعدة الصلبة" سيواصلون الدفاع عن النظام من دون تردد في حال اندلاع الاضطرابات مرة أخرى. وقد أثارت هذه التساؤلات بالفعل ذعرًا في صفوف النخبة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية، الذين يدركون جيدًا أن انهيار النظام البعثي في سوريا كان نتيجةً لانهيار معنويات الرئيس السوري السابق بشار الأسد، ثم تخليهم عنه في نهاية المطاف". 
Advertisement

وبحسب المجلة، "منذ العام 2019، ومع مرور 40 عامًا على الثورة، أصبحت قاعدة دعم الجمهورية الإسلامية التي كانت تحظى بشعبية واسعة تعتمد بشكل شبه كامل على قاعدة أيديولوجية ضيقة للغاية ومتشددة. تدعم هذه الدائرة الاجتماعية، المعروفة باسم القاعدة الصلبة، النظام لأسباب أيديولوجية إسلامية متشددة، ويتركز دعمها على فرض سياسات إسلامية متشددة في الداخل والخارج، والتي تعتبرها عدالة إسلامية. وتشمل هذه السياسات مراقبة الأخلاق الأيديولوجية في إيران، ودعم "محور المقاومة" التابع للحرس الثوري الإسلامي مثل حزب الله وحماس، والالتزام بالقضاء على إسرائيل بدافع معاداة السامية، ومعاداة أميركا، والسعي لتطوير أسلحة نووية".

وتابعت المجلة، "على مدار العام الماضي، هزت سلسلة من الخيانات ما اعتبره خامنئي والقيادة العليا للحرس الثوري الإيراني قاعدة مطيعة بلا تفكير. وبدأت الشقوق في الظهور أولاً بعد الوفاة المفاجئة للرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي كانت دائرته الانتخابية وإدارته تعتمد بالكامل على هذه القاعدة الصلبة. وبعد وفاة رئيسي، كان من المتوقع أن يخلفه سعيد جليلي، الحليف المقرب للرئيس الراحل، لكن من المرجح أن خامنئي والقيادة العليا للحرس الثوري الإيراني تدخلوا لمنع جليلي من أن يصبح رئيسًا ونصبوا بدلاً من ذلك "الإصلاحي" مسعود بزشكيان. وقوبل هذا القرار بردود فعل واسعة من القاعدة الشعبية، التي اعتبرت رئاسة يزشكيان خيانةً أيديولوجية للتعهد بمواصلة نهج رئيسي، لدرجة أن الشكوك أثيرت حول سبب تحطم المروحية الذي أدى إلى مقتل الرئيس الإيراني السابق، مع انتشار شائعة مفادها أنه كان عملاً داخليًاً".

وأضافت المجلة، "لكن الخيانات كانت على وشك أن تتفاقم. فجاءت الضربة الكبرى التالية عندما أعطى المرشد الأعلى الضوء الأخضر لبزشكيان لتعيين وزير الخارجية السابق جواد ظريف نائبًا للرئيس للشؤون الاستراتيجية. على مدى ثماني سنوات، حشد خامنئي والحرس الثوري الإيراني القاعدة الصلبة لمهاجمة ظريف وتنفيذ عمليات حرب نفسية ضده، كما واتهموه بالتجسس لصالح أميركا وخيانة للنظام، كما وبإهانة قائد فيلق القدس الراحل في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، الذي يعتبرونه محاربًا شيعيًا مخلصًا. وتفاقمت هذه الانتكاسات المحلية عندما تدخل المجلس الأعلى للأمن القومي الذي يديره خامنئي لتأخير تطبيق قواعد ضبط الأخلاق الصارمة التي أُقرت حديثًا. أثار هذا القرار هجمات على قيادة النظام، حيث اتهمت القاعدة الصلبة الطبقة الحاكمة في الجمهورية الإسلامية علنًا بالفساد الأيديولوجي والتخلي عن أحد أهم ركائز الثورة الإسلامية".

وبحسب المجلة، "لكن هذا الشعور بخيبة الأمل لا يقتصر على الشؤون الداخلية الإيرانية. فقد أغضب نجاح إسرائيل في استهداف ما يُسمى بمحور المقاومة، بما في ذلك حماس وحزب الله، واغتيال كبار قادة الحزب والحرس الثوري الإيراني أعضاء هذه القاعدة، وبدأوا يُشككون علنًا في الالتزام الأيديولوجي لحكم الحرس الثوري الإيراني وتردد القيادة في ضرب إسرائيل، وأشاروا إلى تواطؤهم مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وحتى عندما شن الحرس الثوري الإيراني هجمات مباشرة غير مسبوقة على إسرائيل، فإن عدم فعالية صواريخ النظام وطائراته المسيّرة، التي لطالما تباهى بها القادة الإيرانيون، زاد من إحباط القاعدة الصلبة التي لطالما صدقت دعاية النظام حول قدرات الحرس الثوري الإيراني". 

ورأت المجلة أن "القشة التي قصمت ظهر البعير كانت على بُعد أكثر من 700 ميل من إيران، مع انهيار نظام الأسد في سوريا. فقد أجج سقوط الأسد من جديد الغضب تجاه خامنئي وقيادات الحرس الثوري الإيراني. فبالنسبة للقاعدة المتشددة، اعتُبر قرار خامنئي بالوقوف متفرجًا ومشاهدة سوريا تسقط في أيدي المتمردين بقيادة هيئة تحرير الشام خيانة أخرى. والآن، يغضب هذا التيار المتشدد من إشارة قيادة الجمهورية الإسلامية إلى انفتاحها على التفاوض مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي أمر باغتيال سليماني خلال ولايته الأولى. ومنذ مقتل سليماني، تعهد خامنئي وقادة الحرس الثوري الإيراني بالانتقام الشديد واغتيال ترامب وجميع المتورطين في الضربة. وقد زاد احتمال أن يفكر النظام حتى في مصافحة قاتل سليماني من غضب هذه المجموعة". 

وبحسب المجلة، "من المرجح أن تكون لتآكل القاعدة الشعبية الأيديولوجية الصلبة آثارٌ عميقة على الجمهورية الإسلامية. يدرك خامنئي والحرس الثوري الإيراني تمامًا أن تآكل القاعدة الشعبية الصلبة، أكثر من أي فئة سكانية أخرى في إيران، يُعرّض وجود الجمهورية الإسلامية للخطر، إذ إن أعضاء هذه القاعدة الشعبية الصغيرة، وإن كانت متطرفة أيديولوجيًا، هم جنود النظام الذين يقمعون الإيرانيين في كل مرة تندلع فيها احتجاجات مناهضة للنظام. وفي ظل هذه الخلفية، لم يُضيّع خامنئي والحرس الثوري الإيراني وقتًا يُذكر في محاولة معالجة هذه الأزمة الوجودية، مع أن خياراتهم، بلا شك، محدودة. لاستعادة دعم القاعدة الشعبية الصلبة، لا خيار أمام الجمهورية الإسلامية سوى إعادة تنشيط سياساتها الأيديولوجية في الداخل والخارج. ومع ذلك، يُدرك خامنئي أن هامش المناورة في الشرق الأوسط سيكون محدودًا، إذ سارعت إدارة ترامب الجديدة إلى إعادة فرض أقصى قدر من الضغط على النظام الإيراني لتقييد قدرته على تمويل وكلائه. كما أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل لن تكتفي بالسماح لطهران بإعادة تسليح الفصائل التي أعلنت الحرب عليها جماعيًا بعد 7 تشرين الأول 2023". 

وتابعت المجلة، "إن محدودية خيارات خامنئي لتلبية احتياجات القاعدة الشعبية في الشؤون الخارجية تعني أنه من المرجح أن يسعى لإرضائها داخليًا، ويبدو أن ظريف وعبد الناصر همتي، وزير الاقتصاد في حكومة بزشكيان، هما أول ضحايا هذه القضية. لكن هذا وحده لن يُرضي هذه القاعدة الشعبية. فعلى الصعيد المحلي، لاستعادة الدعم، سيحتاج خامنئي إلى تكثيف فرض السياسات الأيديولوجية الإسلامية، لا سيما الرقابة الأخلاقية. وبالطبع، هذه لعبة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لآية الله، لأنها ستؤدي إلى رد فعل عنيف بين عامة الشعب، مما يزيد من احتمال اندلاع اضطرابات جماعية ضد النظام مجددًا. وهنا تكمن المفارقة بالنسبة لخامنئي: إما أن يُضعف سياساته الأيديولوجية ويُخاطر بفقدان جنود جهازه القمعي، أو يُكثّفها ويُزيد من احتمال اندلاع احتجاجات جماهيرية. يُشكّل كلا السيناريوهين تهديدًا وجوديًا للجمهورية الإسلامية، وقد يُؤديان إلى أن يُواجه خامنئي مصير الأسد المحتوم".
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban