حالة من الغضب تشهدها فرنسا منذ أسبوعين وذلك بسبب إعلان ظهر في موقع "إنستغرام" ونشرته ماركة ملابس متخصصة بصنع الزي الإسلامي، وفيه يظهر برج إيفل مُغطّىً بحجاب، مع تعليق يقول: "الحكومة
الفرنسية تكره قدوم مرّاشي" في إشارة إلى الماركة، وهو ما أثار استياء في فرنسا المحظور الحجاب في مدارسها ودوائرها
الحكومية.
وأعرب معلقون عبر وسائل إعلام عدة عن غضبهم مما اعتبروه شعاراً مناهضاً للحكومة يتم استخدامه للتسويق، فقال Laurent Neumann من قناة "BFM" الإخبارية التلفزيونية: "الحجاب ممنوع فقط في المدارس، والادعاء بأنهم يبيعون أزياء محتشمة وخالية من أي دلالة دينية هو باطل أيضاً". فيما كتبت Géraldine Woessner المحررة في مجلة "Le Point" الأسبوعية أن الإعلان "قد يؤجج العداء، ويروّج لفكرة بأن الحجاب محتشم بينما نحن غير محتشمات. أعتقد أنه أمر عدواني وخبيث"، وفق تعبيرها.
ومع أن الإعلان لم يشر صراحةً إلى الديانة، إلا أنه كشف عن انقسامات ثقافية ودينية، حيث أعرب سياسيون من "حزب التجمع الوطني" عن اعتراض شديد على مثل هذا التصوير لأحد رموز فرنسا
الوطنية، وقالت Lisette Pollet
النائب عن الحزب في منصة "X" التواصلية: "هذه إهانة لبرج إيفل. من خلال تغليفه بحجاب إسلامي"، بحسب رأيها.
وتبيع "Merrachi" الملابس عبر الإنترنت، وافتتحت قبل أسبوعين فرعا في حي راق بباريس. لكن لم يتسن الحصول على تعليق فوري من الشركة التي ترأسها الهولندية من أصل مغربي "ندى ميراشي" البالغة 26 عامًا، للتعليق على هذا الخلاف في بلد علماني يمنع موظفي الخدمة المدنية والمحامين وضباط الشرطة وتلاميذ المدارس
الحكومية والمعلمين وضع أي رموز دينية، بما في ذلك الحجاب والصلبان والكيباه اليهودية، والنقاب الإسلامي الكامل بالأماكن العامة، كما منع في 2023 العباءة في المدارس
الحكومية.
ويشير موقع الحكومة
الفرنسية الإلكتروني إلى أن العلمانية "تفرض المساواة بين الجميع أمام القانون دون تمييز على أساس الدين أو المعتقد". أما الملابس الإسلامية، فهي سوق عالمية سريعة النمو، تحرك أكثر من 83 مليار دولار سنويًا، وفقًا لبعض التقديرات، ومن المتوقع أن يرتفع الحراك في 2031 إلى أكثر من 130 ملياراً على الأقل.(العربية)