نشر معهد "ألما" الإسرائيليّ تقريراً جديداً قال فيه إن "قيادة حزب الله الجديدة تُواجه اختباراً استراتيجياً" لاسيما بعد الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان.
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ
"لبنان24" إنه "بينما يُجدّد الجيش
الإسرائيلي حربه في غزة، يجدر دراسة كيفية تصرف
حزب الله في مثل هذا السيناريو"، وأردف: "يختلف حزب الله في عهد أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله اختلافاً جوهرياً عنه بعد اغتيال الأخير واستهداف إسرائيل قيادة المنظمة العليا. يمكن للمرء أن يلاحظ أن حزب الله، تحت القيادة البديلة برئاسة نعيم قاسم، لا يزال يتجه نحو إعادة تنظيم نفسه، كما أنه يفتقر إلى الخبرة والثقة، ويعيد بناء علاقات شخصية مع إيران. حتى الآن، كانت هذه العلاقات تُدار من قبل كبار مسؤولي حزب الله، وفي مقدمتهم نصرالله وإبراهيم عقيل وعلي كركي. الآن، يجب على القيادة الجديدة لحزب الله وإيران (مع التركيز على
فيلق القدس) تعزيز العلاقة للسماح بالتعاون المتقدم بين الطرفين".
وأكمل: "أول قرار استراتيجي سيتعين على قيادة حزب الله اتخاذه الآن هو الانضمام إلى الحرب في غزة. في الواقع، في الأسابيع الأخيرة، ظهرت بالفعل تعبيرات علنية عن الخلاف بين الدولة
اللبنانية وحزب الله بشأن مسألة مشاركة حزب الله
في الحرب. في لقائه في 23 شباط مع الوفد الإيراني الرفيع على هامش جنازة نصرالله، أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون أن
لبنان سئم حروب الآخرين على أرضه. وفي مقابلة في 2 آذار مع صحيفة الشرق الأوسط، أعلن عون عن تطلعه إلى ضمان أن تكون الحكومة
اللبنانية وحدها هي المخولة باتخاذ القرار بشأن دخول البلاد
في الحرب أو السلم، وبالتالي معارضة ضمنية لسياسة حزب الله المغامرة التي تجرُّ
لبنان إلى حروب ضد إسرائيل وتجعل الشعب اللبناني رهينة لسياساته".
وتابع: "إنَّ الضغط من الدولة اللبنانية على حزب الله، وحثه على عدم جر لبنان إلى حرب أخرى مع إسرائيل، واضح بالفعل. في الواقع، يبدو أن نعيم قاسم يفضل التركيز الآن على المهام العاجلة التي تنتظره: إعادة بناء قوة حزب الله، وإعادة تنظيم المنظمة في أعقاب الضربة التي تلقاها من إسرائيل، وإعادة تأهيل أضرار الحرب التي لحقت بالمجتمع الشيعي، القاعدة الاجتماعية التي يعتمد عليها حزب الله. لذلك، من الممكن الافتراض أن قاسم نفسه لن يتسرع في إشراك حزب الله في حرب غزة".
وأردف: "أما بالنسبة لإيران، فمن المتوقع أنها ستترك القرار لقيادة حزب الله، متفهمةً ضائقة التنظيم في ظل ضعفه السياسي في ظل النظام السياسي الجديد في لبنان بعد نصرالله. إلى جانب ذلك، وفي ظل المراجعة
الداخلية المستمرة التي يجريها حزب الله لتحديد إخفاقات الحرب ومعاقبة المسؤولين عنها، يبدو أن طهران ستتفهم وتقبل على الأرجح قرار حزب الله بالبقاء على الحياد في القتال حتى يعالج إخفاقاته الأمنية والاستخباراتية التي مكّنت إسرائيل من توجيه ضربات قاسية ضده. كذلك، ستُدرك طهران التقييم الذي سيُجريه حزب الله نفسه، حول مدى قدرة قاعدته الاجتماعية على تحمّل الخسائر الناجمة عن أشهر إضافية من القتال ضد إسرائيل".
واستكمل: "إلى جانب هذه الاعتبارات، التي تُملي على حزب الله تجنب الدخول في الحرب، يجب على إسرائيل أن تأخذ في الاعتبار دوافع إضافية قد تدفع قيادة المنظمة إلى اتخاذ قرار مختلف. من المتوقع أن تشعر قيادة حزب الله بضغط من ثلاثة عوامل ستدفعها إلى استنزاف قوة إسرائيل ومساعدة حماس: أولاً، في ضوء الانضمام المتوقع للحوثيين والجماعات الشيعية في العراق إلى الحرب، قد تخشى قيادة المنظمة على مكانة حزب الله كمنظمة رائدة في محور المقاومة. هذه المكانة مهمة لحزب الله لتبرير المساعدة المالية الواسعة التي يحتاجها حالياً من إيران لإعادة تأهيله. ثانياً، قد تشعر القيادة أنها لا تستطيع أن تخيب آمال راعيها الإيراني، الذي يتوقع منها بذل أقصى جهد لمساعدة حماس، وفقًا لمكانتها كدرة التاج في نظام الوكلاء الإيرانيين".
وتابع: "أخيراً، يمكن التقييم بحذر أن حزب الله في حالة صدمة عميقة بعد القضاء على نصرالله والقيادة العليا للمنظمة، وبالتالي فإن قرارات القيادة الحالية لا تحظى بموافقة شاملة كما حدث في أيام نصرالله وأعضائه المخضرمين وذوي الخبرة في مجلس الجهاد (هيئة الأركان العامة لحزب الله). وقد انعكست الصدمة التي يعيشها حزب الله بشكل جيد في حالة نواف الموسوي، المسؤول عن الموارد والحدود في المنظمة. ففي مقابلة مع قناة الميادين، في 3 آذار، انتقد الموسوي بشدة مسؤولي الأمن في المنظمة لتقاعسهم، والذي انعكس في هجوم أجهزة النداء والاتصالات. ورداً على تصريحاته، أفادت التقارير أن قيادة المنظمة تدرس اتخاذ إجراءات تأديبية صارمة ضده، والتي قد تشمل تجميد عضويته وإلغاء صلاحياته. وفي ضوء هذه الضغوط مجتمعة، فمن الممكن أن تقرر قيادة المنظمة، وخاصة قاسم، الذي تقل مهاراته بشكل كبير عن مهارات نصرالله، الانضمام إلى القتال في نهاية المطاف".