في سابقة طبية هي الأولى من نوعها على مستوى
لبنان والمنطقة، شهد مستشفى المشرق – Hopital Francais du Levant بالتعاون مع مركز Ircad Liban، إجراء أول جراحة روبوتية متقدمة للكبد بنجاح كامل، ما يمثّل قفزة نوعية في عالم الطب والجراحة في لبنان.
تم الإعلان عن هذا الحدث خلال
مؤتمر صحفي حضرته شخصيات طبية وعلمية وإعلامية بارزة، وشكّل مناسبة للإضاءة على التطور الكبير الذي يشهده القطاع الطبي اللبناني، رغم الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة.
الجراحة الروبوتية، كما تم شرحها خلال المؤتمر، تُمثل ثورة حقيقية في الطب الحديث، إذ تتيح للجراح إجراء عمليات دقيقة جداً من خلال ثقوب صغيرة، دون الحاجة إلى شقوق كبيرة في جسد المريض. هذه التقنية تُقلل بشكل كبير من الألم، وتُسرّع وقت الشفاء، وتُحسّن النتائج بشكل ملحوظ، خصوصاً في الجراحات المعقدة كجراحات الكبد والبنكرياس.
ويكمن أحد أبرز جوانب هذه الجراحة في قدرة الروبوت المزود بكاميرا ثلاثية الأبعاد على تكبير الأوردة أو الأورام داخل الجسم بمعدل عشرة أضعاف، مما يسمح للطبيب بإجراء تدخلات دقيقة تتجاوز قدرات اليد البشرية.
الطبيب
اللبناني العالمي الدكتور
أحمد أبو عباس، مدير جراحة الكبد والقنوات الصفراوية في
كاليفورنيا، حضر خصيصاً من
الولايات المتحدة للمشاركة في العملية وتدريب
الفريق اللبناني على استخدام الروبوت، مشددًا على أن هذه التقنية تشكّل أملًا كبيرًا لمرضى سرطان الكبد والبنكرياس، كونها تتيح لهم التعافي سريعًا والعودة بسرعة إلى العلاج الكيميائي، وهو ما لم يكن ممكنًا في الجراحات الكلاسيكية التي تتطلب فترات نقاهة طويلة.
من جانبه، أكد البروفسور أنطوان
معلوف، مدير مستشفى المشرق ومركز Ircad Liban، أن الإرادة والرغبة في التعلم هي الأساس لأي طبيب يرغب في الدخول إلى عالم الجراحة الروبوتية. وأوضح أن التدريب في مركز Ircad Liban يتم بإشراف أكاديمي صارم ومعترف به دوليًا، يبدأ بخياطة الجروح افتراضيًا ثم ينتقل إلى العمل الجراحي على جسد المريض بعد اجتياز مراحل محددة.
وأشار معلوف إلى أن هذا الإنجاز ليس حدثًا فرديًا بل خطوة ضمن مشروع استراتيجي يعيد للبنان دوره الريادي كمركز طبي إقليمي. كما يُشكّل مركز Ircad Liban منصة لتبادل الخبرات وتدريب الأطباء من مختلف
الدول العربية، بما يُعزز فرص التعاون الإقليمي في مجال الجراحة المتقدمة.
رغم الأزمات المتعددة، يثبت لبنان مجددًا قدرته على احتضان التكنولوجيا الطبية الحديثة، ووضع اسمه بين الدول المتقدمة في مجال الرعاية الصحية والجراحة المتطورة.