Advertisement

لبنان

كلام برّاك "المفخّخ"

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
10-07-2025 | 09:00
A-
A+
Doc-P-1389287-638877343198899417.jpg
Doc-P-1389287-638877343198899417.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
مهما قيل وسيقال عن زيارة الموفد الأميركي الرئاسي توم برّاك إلى لبنان لن يضاهي أي كلام تحليلي أهمية ما أدلى به من تصريحات تتراوح بين الديبلوماسية اللينة وبين التحذيرات المبطّنة، وهي كثيرة. وهذا يعني باللغة الديبلوماسية أن ما قاله الرجل ليس من "عندياته"، بل يمكن الجزم بأن لكل كلمة معنىً سياسيًا عميقًا وبعيد الأهداف، وهي مدروسة سلفًا ومعدّة من قبل أن يقوم بزيارته للبنان، خصوصًا أن في كلامه الكثير من "النفس الترامبي"، عندما ذكّر في أحاديثه العلنية مع الصحافيين وفي لقاءاته السياسية بالمواقف التي اتخذها رئيسه دونالد ترامب تجاه لبنان، وهي مواقف لم يتخذها أي رئيس أميركي منذ عهد ايزنهاور.
Advertisement
وسيبقى كلام برّاك، الذي حمل في طياته أكثر من رسالة، حديث الصالونات السياسية من الآن وحتى عودته المتوقعة بعد أسبوعين على الأكثر حاملًا معه ردًّا مفصّلًا على الردّ اللبناني، الذي لم يزعجه للوهلة الأولى، ولكن هذا لا يعني أن يبقى هذا الانطباع هو السائد عندما يُدرس هذا الردّ بدقة وعناية من قِبل المختصّين في الخارجية الأميركية، وذلك حتى يأتي الردّ الأميركي منسجمًا مع السياسة التي تنتهجها الإدارة الأميركية حيال أزمات المنطقة، خصوصًا أن لبنان هو جزء من بين أجزاء كثيرة في "البازل" الإقليمي.
وفي هذا الوقت المستقطع، وفي انتظار الجواب الأميركي النهائي غير المحتاج إلى مساعدة أي "صديق"، يبقى ما أدلى به برّاك من تصريحات مثيرة للجدل محلّ أخذ وردّ على المستويين الجماعي والفردي، خصوصًا في ما يتعلق بثلاث نقاط مفصلية وردت في تصريحه عقب لقائه رئيس الجمهورية، وهي:
أولًا، أن موضوع "حزب الله" وسلاحه هو شأن لبناني بحت. وهذا يعني أن برّاك تقصّد، وبتوجيهات عليا، رمي هذه الكرة الملتهبة في الملعب اللبناني، خصوصًا أن الجانب الأميركي يعلم علم اليقين أن الداخل اللبناني هو أعجز من أن يعالج مسألة كثيرة التعقيد بهذه البساطة، مع استمرار إعلان أكثر من مسؤول في "حزب الله"، وعلى رأسهم أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، أن تسليم السلاح ليس واردًا لا اليوم ولا غدًا. وهذا الأمر يقود المراقبين إلى أن يتوقّعوا جدلًا سياسيًا داخليًا واسعًا. مع الإشارة إلى أن هذا الموضوع نوقش في السابق على طاولات الحوار، التي دعا إليها كل من الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، وكانت نتيجة ساعات طويلة من المناقشات جملة وحيدة قيلت للرئيس سليمان على لسان النائب محمد رعد عندما قال له عن وثيقة بعبدا "بلّها وشراب ميتّها".
فالأميركيون يعرفون قبل غيرهم استحالة أن يتوصّل اللبنانيون لوحدهم إلى حلّ نهائي ومقبول لموضوع سلاح "حزب الله"، الذي لا يزال يُعتبر من قِبل البيئة الحاضنة له حاجة لبنانية لا يمكن الاستغناء عنها، في الوقت الذي تستمر فيه إسرائيل في استهدافاتها، التي وصلت أول من أمس إلى مشارف طرابلس.
ثانيًا، إن ما ورد على لسان برّاك في تكرار متعمّد من أن لا أطماع لإسرائيل بلبنان قد أثار موجة من التساؤلات عن مغزى هذا الكلام وتوقيته المثير للجدل في الوقت، الذي تحدّث فيه عن بدء المحادثات السوريةالإسرائيلية الآيلة في نهاية المطاف إلى شيء من التطبيع بين البلدين الأكثر عداوة في تاريخ علاقاتهما المتوترة على امتداد سنوات طويلة.
ثالثًا، تحميل اللبنانيين مسؤولية عدم ركوبهم في قطار التغيير الحاصل في المنطقة. وهذا التحذير فيه الكثير من الحرص الأميركي على ما كان يعنيه لبنان، وهو لؤلؤة البحر الأبيض المتوسط، وكجسر تواصل وتفاعل بين الشرق والغرب، ولكن فيه أيضًا الكثير من التهديد المبطّن مع ما يعنيه من تركه يقّلع شوكه بيديه، خصوصًا إذا لم يبادر لبنان، وفي أقصى سرعة، إلى مواكبة تطّور المسار التغييري الحاصل في المنطقة بسّلة من الإصلاحات الضرورية والملحة.
وفي الاختصار فإن لبنان مطالب بأن يصعد في أول قطار تغييري قبل أن تفوته الفرصة السانحة، والتي ربما لن تتكرر.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas