تتواصل المشاورات الرئاسيّة لبلورة الرد اللبناني الرسمي على الورقة التي حملها المبعوث الأميركي توماس برّاك، وتقول مصادر متابعة إن النقاش يجري بينما لبنان على صفيح ساخن في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية عبّر عدد من الغارات التي شنّها طيران الاحتلال في عدد من مناطق الجنوب، واستهدفت سيارة في خلدة على أبواب العاصمة بيروت.
ووضعت مصادر سياسية العدوان
الإسرائيلي أمس، في إطار الضغط العسكري على لبنان وعلى
حزب الله لمواكبة الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المستمرة والمكثف في ضوء التفاوض على موضوع الورقة الأميركية وقبل وصول برّاك الى بيروت .
وكتبت" النهار": بدا واضحاً أن الاندفاعة الديبلوماسية المفاجئة التي تمثلت في وصول الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان إلى بيروت من دون إعلان مسبق، والذي تلاه اجتماع للجنة سفراء المجموعة الخماسية المعنية بمتابعة الوضع في لبنان، والتي تضم سفراء
الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والمملكة العربية
السعودية ومصر وقطر في السفارة الأميركية في عوكر مع غياب السفير السعودي لوجوده في بلاده، إنما عكست تحركاً دولياً بارزاً لمواكبة الاهتزاز الذي يخشى أن ينجم عن تعثر حركة إعداد لبنان لردّه الرسمي على الورقة التي قدمها الموفد الأميركي توم برّاك في زيارته الأولى لبيروت. واتخذ وصول بن فرحان كما اجتماع اللجنة الخماسية دلالات بالغة الأهمية، لجهة ما تردد في الكواليس السياسية
اللبنانية من أن هذه الحركة تهدف إلى "إسناد" الاتجاه اللبناني عبر اجتماعات لجنة المستشارين للرؤساء الثلاثة لإنجاز تصوّر جاد وملتزم ومبرمج زمنياً بهدف إتمام بسط سيادة
الدولة على كل أراضيها واحتكار السلاح ونزعه من "حزب الله" وكل الفصائل غير اللبنانية أيضاً. وبرز توقيت هذه الحركة قبل أيام قليلة من عودة الموفد الأميركي إلى بيروت الاثنين المقبل، بما عكس وفق المعطيات التي ترددت في الكواليس السياسية تنامي الخشية، وتالياً التحذيرات الدولية من معالم تصعيد "حزب الله" لرفضه تسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية بما تعين بازائه إطلاق حركة ديبلوماسية تهدف إلى تنبيه لبنان من مغبة المحاذير التي يرتبها هذا الرفض. وتعتقد جهات معنية أن الساعات المقبلة ستشكل اختباراً مفصلياً لأركان السلطة الثلاثة في حسم وجهة الردّ الرسمي على الورقة الأميركية بعد أن يكون
رئيس مجلس النواب نبيه بري قد تلقى الردّ النهائي المفترض من "حزب الله" على مضمون التصوّر الرسمي الذي وضعته اللجنة الرئاسية. ويأتي هذا التطور وسط انطباعات قاتمة أثارها، أولاً التاخر المتعمّد من جانب الحزب في إبلاغ بري موقفه من التصور الجاري وضعه كردّ على ورقة برّاك، ومن ثم تالياً التصعيد المتدرج المتعمّد للأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم لمواقفه الرافضة تسليم سلاح الحزب من دون تمييز أو تفرقة بين تسليمه إلى الدولة اللبنانية أو
إسرائيل، كأنه يساوي بينهما لتكبير حجر الرفض وتبريره.
وكانت معلومات أفادت أن بري استقبل موفداً من الحزب وتبلّغ منه جواباً غير كامل ضمن مجموعة ملاحظات للحزب ونقلت الملاحظات إلى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها على أن يتبعها جواب رسمي. وتحدثت المعلومات عن أنه يفترض أن يكون الحزب أبلغ في الساعات الماضية إجابته النهائية على التعديلات اللبنانية على ورقة برّاك إلى الرئيس بري، وحينها تجتمع اللجنة الرئاسية مجدداً لمناقشته تمهيداً لإنجاز الرد اللبناني الرسمي.
وكتبت" نداء الوطن": تعكس مروحة الاتصالات الجارية على خط بعبدا – السراي – عين التينة ولعب الرئيس نبيه بري دور الوسيط مع "حزب الله"، مدى التخبط الحاصل والتعقيدات التي تواجه اللجنة الرئاسية المنكبة على صياغة الرد اللبناني الرسمي على ورقة المبعوث الأميركي توم براك الذي يلتقي المسؤولين اللبنانيين في السابع والثامن من الجاري، لتسلم الرد الرسمي.
"الحزب" وعلى الرغم من كل التسريبات والمصادر التي أوحت بموافقته على مبدأ "خطوة مقابل خطوة" واقتراحه انسحاب الإسرائيلي من التلال الـ 5، بعدها ينسحب شمالاً، فهي ليست إلا عناوين مطاطة، يحاول من خلالها كسب المزيد من الوقت. فـ "الحزب" وإن كان مستعداً لبحث تخفيض جدي لما يعتبره أسلحة استراتيجية صاروخية بشكل خاص، فهو لن يتخلى عن معظم سلاحه انطلاقاً من مبدأ رفضه تعرية هيكله العسكري بالكامل. وعليه قد ينتهي "الحزب" إلى التسليم الجزئي بالشروط المطروحة حول سلاحه، وسط خلاف داخل قياداته وكوادره السياسية والعسكرية بين من يؤيد تسليم السلاح ومن يرفض بالكامل.
وتلفت معلومات الى ان عين التينة غير متفائلة حتى الآن برد إيجابي من "الحزب" على ورقة لبنان وتشير إلى أن الرئيس برّي تحدث بصراحة مع المعاون السياسي للأمين العام السابق لـ "الحزب" حسين الخليل وقال له "ادرسوا المقترح جيداً ما عندكم خيارات وسأكون صريحاً معكم إن تعرقلت الأمور وبقيتم على مواقفكم المتصلبة فلن يتوانى الإسرائيلي عن ضرب لبنان مجدداً على قاعدة يا بتمشوا بالدبلوماسية يا بتمشوا بالحرب".
وعلم أن عشاءً جمع عون وبري في بعبدا أمس الأول خصص لبحث ورقة الرد، حيث أكد بري الإيجابية والعمل لتذليل العقبات وإقناع "حزب الله" بالسير بها، في حين لم يصل رد "الحزب" على الورقة ولا يزال يدرسها ولا يريد التسرع بالإجابة أو إعطاء جواب سلبي أو إيجابي حاليًا.
وأكدت مصادر مطلعة أن ورقة براك، تتضمن خريطة طريق، تنص على انحساب "الحزب" من كل الجنوب إلى البقاع، وبعدها من كل البقاع. على أن تضمن المرحلة الثانية الانسحاب من بيروت الكبرى، يتبعها ترسيم الحدود مع إسرائيل وبعدها مع
سوريا.
وكتبت" اللواء": في حين ينتظر الجميع رد حزب الله على ورقة براك ذكرت المعلومات ان الرد سيكون بين اليوم الجمعة او غدا السبت عبر الرئيس بري. واضافت المعلومات: ان لجنة ممثلي الرؤساء سلمت الحزب عبر الرئيس بري صيغة اولية للرد على ورقة براك، وأن الرئيس بري استقبل موفداً من الحزب يوم الثلاثاء هو المعاون السّياسي للأمين العام حسين الخليل وتبلغ منه مجموعة ملاحظات. ونقل ممثل بري المستشار علي حمدان الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في اجتماع الثلاثاء على أن يتبعها جواب رسمي. وبناء لذلك، عادت اللجنة الممثلة للرؤساء عون وبري وسلام الى الاجتماع مجدداً امس، لدرس الملاحظات الاولية للحزب.
وكان الرد
اللبناني على الورقة الاميركية الى جانب مواضيع الساعة مدار بحث بين الرئيسين عون بري في عشاء عائلي مساء الاربعاء.
وحسب مصدر مطلع ان براك لم يأتِ بجرس انذار أو بتهديد، بل بخطة واضحة تربط بين «العصا والجزرة» على حدّ تعبيره.
وفهم أن حزب الله، حسب ما تردّد بعد اجتماع الرئيس بري مع الحاج حسين خليل ان الحزب غير جاهز للرد بعد على ورقة براك، وأن ثمة تبايناً ومشاورات داخل قيادة الحزب، وأن الأمر، ربما يحتاج ليومين أو اكثر.
وبدا من الاجواء التي رشحت حتى الساعة، ان حزب الله لن يدخل في بازار تسليم السلاح قبل الحصول على ضمانات اميركية كافية لتحقيق الانسحاب الاسرائيلي من المناطق المحتلة واطلاق سراح الاسرى ووقف كل الانتهاكات وصولا الى ضمان اعادة الاعمار. وقد فرض منطق الحزب نفسه على الدولة التي طالبت ايضا بضمانات اميركية صريحة وواضحة بإلزام اسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق وقف اطلاق النار كاملة من جانبها.
وكتبت" الديار":اذا كان الرؤساء الثلاثة يجهدون لكي يكون الموقف اللبناني موحدا، عبر تكثيف اجتماعات اللجنة الثلاثية التي عقدت بالامس اجتماعا جديدا، ويفترض ان تعقد لقاء آخر اليوم، بانتظار تسلم موقف المقاومة اليوم او غدا. الا ان الكثير من النقاط الاساسية باتت واضحة وتم وضع اطارها العام خلال العشاء الذي جمع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري في بعبدا مساء الاربعاء، حيث حضر ملف الرد على الطروحات الاميركية، وكذلك حضر ملف التعيينات المالية والقضائية.
اضافت" الديار": من ينتظر جواب حزب الله على «ورقة» بارّاك، فهو يتوهم ان يكون الجواب مغايرا لما يقوله مسؤولو الحزب يوميا، لجهة رفض الاذعان الى صك الاستسلام المعروض على «الطاولة»،وبات واضحا ان الحزب يرفض نقاش ملف السلاح الا ضمن حوار وطني داخلي يناقش استراتيجية الدفاع الوطني، وذلك بعد انسحاب قوات الاحتلال، واعادة الاسرى، ووقف العدوان، والافراج عن اموال اعادة الاعمار، وهو بحسب مصادر مطلعة على موقفه، لن يرضخ لاي ضغوط داخلية او خارجية تريد ان تكشف البلاد امام التغول الاسرائيلي، دون اي ضمانات جدية يمكن الركون اليها في ظل التواطؤ
الاميركي –الاوروبي مع اسرائيل. ولا يوجد في هذا السياق اي خلاف جدي مع رئيس الجمهورية ومجلس النواب اللذين يدركان خطورة المرحلة ويعملان على تدوير الزوايا للاستفادة من مرونة شكلية اظهرها بارّاك خلال زيارته الاخيرة لجهة عدم الضغط بوضع جدول زمني، وتحدث عن افكار يجب مناقشتها، لا فرضها، وهو هامش قد يتيح ايجاد قواسم مشتركة لادارة المرحلة بعيدا عن موجة الضغوط الحالية التي تتولاها جهات لبنانية وخارجية، باعتبار ان «الورقة» تعتبر اتفاقا جديدا سيبنى عليه للمرحلة المقبلة، ولا يجب التسرع في صياغته. اما رئيس الحكومة نواف سلام فمع ابداء مرونة اكبر في صياغة الرد اللبناني.