Advertisement

لبنان

مشكلة "حزب الله" مع الحكومة ككلّ.. لا مع رئيسها فقط؟!

حسين خليفة - Houssein Khalifa

|
Lebanon 24
02-06-2025 | 12:30
A-
A+
Doc-P-1369317-638844581540599437.jpeg
Doc-P-1369317-638844581540599437.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تصاعد في الأيام الأخيرة الحديث عمّا وُصِف بـ"التوتر" بين رئيس الحكومة نواف سلام و"حزب الله"، على خلفية التصريح الذي أطلقه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد من قصر بعبدا، حين تحفّظ على التعليق على تصريح صحفي للأخير اعتبر فيه أنّ "عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى"، وذلك "حفاظًا على ما تبقّى من ودّ"، وهي جملة نالت أصداء أكثر بكثير ممّا كان أيّ تعليق فعليّ سيناله، برأي كثيرين.
Advertisement
 
وعلى الرغم ممّا أثير عن "وساطات" دخل على خطّها رئيس الجمهورية جوزاف عون من أجل "ضبط العلاقة" بين الجانبين، وهو ما تُرجِم عمليًا ربما بكلام عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شرّي، الذي أكّد أنّ العلاقة لم تنقطع، وأنّ قنوات التواصل ما زالت فاعلة، داعيًا إلى الكفّ عن محاولات الاصطياد في الماء العكر، إلا أنّ ذلك لم يحجب وجود "خلافات"، عبّر عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري أيضًا بصورة أو بأخرى.
 
لكن، أبعد "ممّا تبقى من ودّ"، وفق تعبير النائب محمد رعد، ثمّة من يرى أنّ مشكلة "حزب الله" ليست "شخصية" مع سلام، أي أنّها لا ترتبط بشخصه، ولو ربطها كثيرون بتحفّظه من الأساس على تسميته رئيسًا لمجلس الوزراء، بل هي مع الحكومة ككلّ، وهو ما ألمح إليه النائب حسن فضل الله في احتفال لـ"حزب الله"، حين اتهمها بـ"التنصّل من مسؤولياتها"، وفق تعبيره، فكيف يُفهَم موقف الحزب، وهو الذي يشكّل جزءًا لا يتجزّأ من الحكومة؟!
 
إعادة الإعمار أولاً..
 
صحيح أنّ كثيرين ربطوا موقف النائب محمد رعد من رئيس الحكومة نواف سلام، بعدم ارتياح الحزب لشخص سلام، وهو الذي رفض تسميته أساسًا، بل اعتبر تسميته خلافًا لرغبته بمثابة "غدر"، كما فُهِم من التصريح الشهير لرعد في قصر بعبدا، وهو انطباعٌ يتعزّز أكثر، بحقيقة أنّ ما يرفضه الحزب من سلام، خصوصًا على مستوى حصر السلاح بيد الدولة، يقبله من رئيس الجمهورية، بل يصفّق له، ويبدي كلّ انفتاح على نقاشه معه بجدّية.
 
لكنّ الأصحّ من ذلك وفق ما يقول العارفون، هو أنّ مشكلة الحزب هي مع الحكومة ككلّ، التي لم تُبدِ حتى الآن الجدّية المفترضة في مقاربة ملفّ إعادة الإعمار، حيث تبدو في مكانٍ ما وكأنّها تبنّت المعادلة الغربيّة التي تربط هذا الملف، بأمور واستحقاقات أخرى، من بينها سحب سلاح "حزب الله"، وهو ما يشكّل في مكانٍ ما هروبًا من المسؤولية، خصوصًا أنّ الحكومة حصلت على ثقة مجلس النواب، بناءً على بيان وزاري كانت إعادة الإعمار بنده الأول.
 
وإذا كان المحسوبون على الحكومة يلفتون إلى أنّ الربط لا تتحمّل الحكومة مسؤوليته، باعتبار أنّ المجتمع الدولي هو الذي يرفض تقديم المساعدات لإعادة الإعمار، قبل تحقيق خطوات ملموسة، من بينها إنجاز سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية، فضلاً عن المباشرة بحصر السلاح بيد الدولة، فإنّ العارفون بأدبيّات الحزب يقولون إنّ هناك في المقابل من هو جاهز لتقديم المساعدة، لكنّ الحكومة لم تقم حتى الآن بما يتوجّب عليها لإطلاق المسار من أساسه.
 
"جدلية" البيان الوزاري
 
لا تبدو مشكلة "حزب الله" مع الحكومة، وإن كان جزءًا أساسيًا منها، أو مع رئيسها، محصورة بملف إعادة الإعمار، الذي يشكّل "الهاجس الأول" للحزب في هذه المرحلة، انسجامًا مع الشكاوى التي ترده من جمهوره وبيئته الحاضنة، ولكن أيضًا مع تعامل هذه الحكومة مع مختلف الملفّات التي تعنيه، فسحب السلاح يتصدّر "أجندة" معظم الوزراء، الذين يتعاملون في المقابل مع الخروقات والاعتداءات الإسرائيلية اليومية للسيادة، على أنّها "روتين"، أو ربما "حقّ دفاع".
 
ولعلّ "امتعاض" الحزب من أداء وزير الخارجية يوسف رجّي أكثر من واضح في هذا السياق، هو الذي يخصّه بتعليقات وردود بين الفينة والأخرى، آخرها ما صدر عن النائب إبراهيم الموسوي قبل أيام، حين اعتبر أنّ كلامه "لا يليق أبدًا بموقع رئيس الدبلوماسية اللبنانية"، واضعًا إياه في خانة "العيب والخزي"، إلا أنّ العارفين يشدّدون على أنّ الامتعاض يشمل وزراء آخرين أيضًا، لا يستنفرون ضدّ اعتداءات إسرائيل بقدر استنفارهم لسحب السلاح مثلاً.
 
وتحضر هنا "جدلية" البيان الوزاري بصورة خاصة، إذ يرفض "حزب الله" وفق ما يقول العارفون بأدبيّاته، ما يردّده البعض عن أنّه ينصّ على "حصر السلاح بيد الدولة"، وبالتالي أنّ رئيس الحكومة ووزير الخارجية منسجمان معه، وأنه هو أيضًا يجب أن ينسجم معه طالما وافق عليه، إذ يعتبر الحزب أنّ على هؤلاء أن يقرأوا البيان الوزاري بتمعّن، لا أن يختاروا منه فقط ما يناسبهم، وبالتالي أن ينفذوا سائر البنود، ثمّ يطالبوا الحزب بتنفيذ ما يتوجّب عليه.
 
ينفي المحسوبون على "حزب الله" ما يُحكى عن خلاف أو قطيعة مع رئيس الحكومة، فما قاله النائب رعد يعكس برأيهم وجود "ودّ باقٍ" مع سلام، وليس العكس، كما فهم كثيرون، كما أنّ الحزب كان أول من استنكر في بيان رسمي، الهتافات المسيئة للرجل قبل فترة. لكنّهم لا ينفون في المقابل، اعتراض الحزب على أداء الحكومة، التي وضعت إعادة الإعمار هدفًا أساسيًا، لكنّها لم تترجم ذلك بأيّ خطوة حتى الآن، وهنا بيت القصيد!
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

حسين خليفة - Houssein Khalifa