Advertisement

لبنان

هل تستطيع الحكومة التجاوب مع المطلب الاميركي؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
26-03-2025 | 12:01
A-
A+
Doc-P-1338666-638785807621181718.jpeg
Doc-P-1338666-638785807621181718.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
لطالما كان ملف سلاح الحزب محوراً أساسياً في المشهد اللبناني، حيث تتداخل فيه العوامل الداخلية بالتوازنات الإقليمية والدولية. اليوم، يبرز هذا الملف مجدداً في سياق الضغوط الأميركية التي تشترط سحب السلاح في مقابل تقديم الدعم المالي وإعادة الإعمار وتعزيز قدرات الجيش اللبناني. ولكن هذه المعادلة تصطدم بواقع شديد التعقيد، حيث إن الحزب يرفض هذا الطرح بالمطلق، مما يجعل أي محاولة لتنفيذه محفوفة بالمخاطر.
Advertisement

لكن ماذا لو قررت الحكومة اللبنانية السير في هذا الاتجاه ضمن خطة عملية وهذا ما يوحيه كلام رئيس الحكومة نواف سلام؟ أولى التداعيات ستكون تفكك الحكومة فوراً، مع انسحاب وزراء الثنائي الخمسة، ما يعني فقدان الغطاء السياسي لأية خطوة مماثلة. فالواقع السياسي اللبناني قائم على التوازنات الدقيقة، وأي إخلال بهذه التوازنات قد يؤدي إلى سقوط الحكومة، وربما دخول البلاد في أزمة حكم مفتوحة.

في الشارع، لا شك أن خطوة بهذا الحجم ستدفع إلى تحركات واسعة. جمهور الحزب سيكون في الشارع للاعتراض على قرار يرى فيه استهدافاً مباشراً له، مما يعني خروج تظاهرات واعتصامات قد تتحول إلى مواجهات إذا برزت تحركات مضادة من الشارع المناهض للحزب. ومع التجارب السابقة، من الواضح أن أي توتر في الشارع يمكن أن يخرج عن السيطرة سريعاً، خصوصاً في ظل الاستقطاب الحاد في البلد.

أما السيناريو الأخطر، فهو احتمال وقوع صدام بين الحزب والجيش . إذ إن تنفيذ قرار سحب السلاح يتطلب قوة قادرة على فرضه، ولا يوجد طرف داخل لبنان قادر على القيام بهذا الدور سوى الجيش. ولكن الجيش، الذي يضم في صفوفه تنوعاً طائفياً وسياسياً يعكس تركيبة البلد، قد يجد نفسه أمام اختبار غير مسبوق، حيث إن أي مواجهة مع الحزب ستؤدي إلى شرخ داخلي كبير وربما إلى انقسامات خطيرة داخل المؤسسة العسكرية نفسها.

في المقابل، من الواضح أن اتخاذ مثل هذا القرار لا يمكن أن يحصل من دون شبه إجماع داخلي، وهو أمر غير متوفر حتى بين بعض خصوم الحزب، الذين يدركون أن طرحاً كهذا غير واقعي في الظروف الحالية. لذلك، فإن مجرد طرح هذا الخيار قد يكون جزءاً من الضغوط السياسية أكثر من كونه مساراً قابلاً للتنفيذ فعلياً، وإلا فإن لبنان سيكون أمام سيناريوهات شديدة الخطورة قد تعيد البلاد إلى مرحلة من الفوضى لا يمكن التنبؤ بتداعياتها.

هذا السيناريو الذي قد يكون بعيد التحقق، دليل على التعقيد في المشهد اللبناني، وعدم قدرة الاطراف بعد على استعادة التوازن في ظل التحولات المتسارعة..
مواضيع ذات صلة
تابع

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash