Advertisement

لبنان

سوريا اعتقلت القاتل.. حقائق مثيرة عن كمال جنبلاط ولحظات اغتياله

Lebanon 24
09-03-2025 | 13:00
A-
A+
Doc-P-1330993-638771191023409794.jpg
Doc-P-1330993-638771191023409794.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يشهد لبنان يوم 16 آذار الذكرى الـ48 لاغتيال الزعيم الدرزي البارز كمال جنبلاط في جبل لبنان، وذلك على يد مسلحين تابعين للنظام السوري السابق.
الذكرى هذه تتزامن مع تطور لافت حصل مؤخراً، إذ أعلنت السلطات السورية اعتقال اللواء إبراهيم حويجة، الرئيس السابق للمخابرات العامة، والمتهم بالضلوع في اغتيال جنبلاط.
Advertisement
 
ويُعتبر كمال جنبلاط من أبرز الشخصيات السياسية والفكرية في تاريخ لبنان الحديث، حيث جمع بين العمل السياسي والفكر الفلسفي، وكان لاعبًا رئيسيًا في المشهد السياسي اللبناني والإقليمي. 

وترك جنبلاط إرثًا غنيًا من الفكر والسياسة والنضال من أجل العدالة الاجتماعية، كما كان له دورٌ بارز في دعم القضية الفلسطينية ورفضه لـ"الأنظمة القمعية" في المنطقة.

المولد والنشأة
 
وُلد كمال فؤاد جنبلاط في 6 كانون الأول 1917 في بلدة المختارة بقضاء الشوف، وهي معقل الزعامة الجنبلاطية التاريخية للدروز. 

وتعود أصول العائلة إلى كردستان، حيث يُعتقد أن أجداده قدموا إلى لبنان خلال العهود الأيوبية، ويعني اسم جنبلاط" باللغة الكردية "صاحب الروح الفولاذية".
 
كان والده، فؤاد جنبلاط، قائم مقام قضاء الشوف في عهد الانتداب الفرنسي، لكنه اغتيل عام 1921 عندما كان كمال لا يزال طفلاً في الرابعة من عمره. 

ولعبت والدته، نظيرة جنبلاط، دوراً محورياً في تربيته وفي إدارة شؤون العائلة، وبرزت كقيادية حكيمة أثّرت في مسيرة ابنها السياسية.

ونشأ كمال في بيئة مفعمة بالثقافة والسياسة، حيث تلقى تعليمه الأولي على يد مربية خاصة، ثم التحق بمعهد عينطورة للآباء اللعازاريين في كسروان عام 1926. 

وهناك، أظهر تفوقاً أكاديمياً، خصوصاً في الرياضيات والعلوم التطبيقية، كما أنه كان مولعاً بالفلسفة والأدب، حيث بدأ بكتابة الشعر باللغتين العربية والفرنسية منذ صغره.

التعليم العالي والتوجه الفكري
 
ورغم ميله للعلوم والهندسة، أصرّت والدته على أن يتجه لدراسة الحقوق، حيث التحق بجامعة السوربون في فرنسا عام 1937، وحصل على شهادات في علم النفس وعلم الاجتماع والتربية المدنية.

وعاد إلى لبنان مع اندلاع الحرب العالمية الثانية عام 1939، وأكمل دراسته في جامعة القديس يوسف في بيروت، حيث حصل على إجازة في الحقوق عام 1940.

وخلال دراسته في فرنسا، تتلمذ جنبلاط على يد العالم الاجتماعي غورفيتش، ما أثر في تكوينه الفكري والسياسي، حيث  كان مهتمًا بالفلسفات الشرقية، وقرأ في الفيدا الهندية، كما كان ملمًا بالتصوف الإسلامي واليوغا والفكر الاشتراكي الأوروبي.

تأسيس الحزب التقدمي الاشتراكي
بعد وفاة ابن عمه حكمت جنبلاط، نائب جبل لبنان، عام 1943ـ توجه كمال الذي بدأته مسيرته كمحامٍ، نحو العمل السياسي.

وفي عام 1949، أسس الحزب التقدمي الاشتراكي، حيث  إلى الحفاظ على حقوق العمال، وحق التعليم المجاني، وضمان حقوق المرأة، ورفض الطائفية السياسية، وتحقيق دولة ديمقراطية علمانية.
 
ودخل جنبلاط البرلمان اللبناني عام 1951، ومنذ ذلك الوقت أصبح شخصية مركزية في الحياة السياسية اللبنانية، إذ تولى عدة وزارات، منها وزارة الداخلية في العام 1951، ووزارة التربية الوطنية سنة 1960، ووزارة الأشغال العامة في العام 1961.

مواقفه السياسية 
 
كان كمال جنبلاط داعمًا قويًا للقضية الفلسطينية، ووقف إلى جانب الفصائل الفلسطينية في لبنان، مما وضعه في مواجهة مباشرة مع العديد من القوى الإقليمية، لا سيما النظام السوري برئاسة حافظ الأسد آنذاك.

وخلال الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990)، قاد جنبلاط الحركة الوطنية اللبنانية، وهي تحالف من الأحزاب اليسارية والقومية التي واجهت "الجبهة اللبنانية"، التي كانت تمثل القوى اليمينية المسيحية. 

ودعا جنبلاط أيضاً إلى إلغاء الطائفية السياسية وإصلاح النظام السياسي اللبناني، الذي كان قائماً على المحاصصة الطائفية.

كان موقفه المعارض للنفوذ السوري في لبنان واضحًا، حيث رفض سياسات حافظ الأسد، واعتبر التدخل السوري في الشؤون اللبنانية تهديدًا لاستقلال البلاد. 

اغتياله.. والتداعيات
 
في 16 آذار 1977، تعرض كمال جنبلاط لعملية اغتيال أثناء توجهه من قريته المختارة، حيث وقع الهجوم في منطقة الشوف، بعد أن تم إطلاق النار عليه وهو داخل سيارته، مما أدى إلى مقتله ومرافقيه على الفور.

وجاء الاغتيال في سياق توترات سياسية كبيرة، وعقب دخول قوات النظام السوري إلى لبنان  في العام 1976.
 
وفي وقائع الإغتيال، فإن جنبلاط غادر منزله في المختارة بعد ظهر يوم 16 آذار قاصداً مدينة عاليه وكان يقود سيارته مرافقه حافظ الغصيني وفي المقعد الخلفي مرافقه الآخر العريف في قوى الأمن الداخلي فوزي شديد.
 
 
وسلكت السيارة طريق بعقلين نزولاً نحو دير دوريت في اتجاه بيروت، وعند منعطف دير دوريت كمنت له سيارة بونتياك تحمل لوحة عراقية وفي داخلها 4 مسلحين قاموا بإيقاف سيارة جنبلاط وأنزلوا السائق والمرافق ونقلوهما إلى سيارة البونتياك فيما قاد مسلح سيارة جنبلاط وجلس في المقعد الخلفي مسلح آخر، ولسبب غير معروف توقف سائق سيارة جنبلاط فجأة ما أدى إلى اصطدامها بسيارة البونتياك التي كانت تسير خلفها.
 
 
عندها، أقدم أحد المسلحين على إطلاق النار على جنبلاط وأنزلوا من السيارة الأخرى سائق ومرافق جنبلاط وأطلقوا عليهما الرصاص وتابعوا سيرهم في سيارة البونتياك لكنهم اصطدموا بحاجز ترابي ما عطل السيارة فتركوها في مكانها واستقلوا بالقوة سيارة فيات كانت تمر مصادفة في المنطقة وطالبوا من سائقها سليم حداد نقلهم إلى مستديرة الصالومي في سن الفيل.
 
 
ويروي العميد الركن المتقاعد عصام أبو زكي أن لسيارة البونتياك قصة غريبة، ويقول: "لقد ضبطت جمارك مرفأ بيروت في 8-1-1977 سيارة بونتياك وبداخلها 79 كلغ من حشيشة الكيف وقد أوقف صاحب السيارة ومعقب المعاملات الجمركية بناء لأمر القضاء. وعندما حضرت دورية من قوى الأمن لتسلم السيارة والموقوفين والمخدرات، أوقفها حاجز القوات السورية عند المرفأ وصادرها ووقع آمر القوة السورية الملازم أحمد سكابا وثيقة بهذا الأمر، وبعد ذلك نقلت السيارة إلى سوريا وأعيد إدخالها إلى لبنان بواسطة الرائد ابراهيم حويجي وكانت تحمل لوحة عراقية رقمها 72719 - بغداد مسجلة باسم حسين جعفر كاظم جواد".
 
 
وتابع: "كذلك، أفاد شهود أن السيارة كانت في منطقة الحمرا يستقلها المسلحون الأربعة وتسير عكس السير وعندما اعترضهم شرطي أجابوه (نحن مخابرات افتح لنا الطريق)".
 
 
وبينت التحقيقات أيضاً أن المسلحين الأربعة كانوا في فندق لورنزو موزارت في الحمرا وان اثنين منهم سجلا اسميهما في الفندق وهما حسين جعفر كاظم جواد وساهر محمود جبيلي.
 
وأدى اغتيال جنبلاط إلى اندلاع موجة من الغضب بين أنصاره، وأثارت الحادثة تداعيات واسعة في لبنان، حيث وقعت عمليات انتقامية في الشوف، مما زاد من تعقيد الصراع الطائفي.

ورغم مرور عقود على اغتياله، لا يزال كمال جنبلاط شخصية محورية في الوجدان اللبناني، ويُنظر إليه كأحد القادة القلائل الذين حاولوا تجاوز الطائفية السياسية وسعوا إلى بناء دولة حديثة قائمة على مبادئ العدالة والديمقراطية، حسب الكثير من المؤيدين لأفكاره.

وتخليدًا لذكراه، تحمل العديد من الشوارع والساحات في لبنان اسمه، كما يُقام سنويًا احتفال تأبيني في ذكرى اغتياله، حيث يجتمع أنصاره ومحبو فكره لإحياء إرثه السياسي والفكري. (الحرة)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك