في خطوة تثير اهتمام المجتمع الصحي الدولي، أعلنت السلطات
الهندية عن اكتشاف متحور جديد من
فيروس كورونا يُعرف باسم NB.1.8.1، وهو من السلالات الفرعية لمتحور أوميكرون، ورُصدت الحالة الأولى في ولاية
تاميل نادو في نيسان 2025، وتم إرسال العينة إلى تحالف INSACOG، المختص بتسلسل الجينوم في
الهند، ضمن جهود التتبع الجيني للمتحورات، وفقًا لموقع the Indian express.
صنّفت
منظمة الصحة العالمية هذا المتحور ضمن "المتحورات قيد المراقبة"، وهو تصنيف يُمنح للسلالات التي تحمل طفرات قد تؤثر على سلوك
الفيروس، مثل سرعة الانتقال أو قدرة التهرب من المناعة، لكن دون أن تكون هناك دلائل كافية بعد على خطورتها.
ويحمل NB.1.8.1 طفرات متعددة في البروتين الشوكي، وهو الجزء المسؤول عن دخول الفيروس إلى خلايا الجسم. هذه التغيرات قد تزيد من قدرته على الانتقال، إلا أن الدراسات لا تزال جارية لتحديد مدى ذلك.
لا تختلف أعراض الإصابة بمتحور NB.1.8.1 كثيرًا عن أعراض متحورات أوميكرون الأخرى، إذ يشكو المصابون من أعراض تنفسية خفيفة مثل التهاب الحلق، السعال، الرشح، وارتفاع طفيف في درجة الحرارة. وحتى الآن، لم تُسجل زيادة في حالات الدخول إلى المستشفيات أو الوفيات المرتبطة به.
حتى منتصف ايار 2025، تم تسجيل أكثر من 518 تسلسلًا جينيًا لهذا المتحور في 22 دولة، ما يمثل أكثر من 10% من إجمالي التسلسلات التي تم تحليلها في تلك الفترة. ورغم هذا الانتشار، فإن الخبراء لا يرون فيه تهديدًا فوريًا، بل يشددون على أهمية المتابعة الدقيقة.
ماذا عن فعالية اللقاحات؟
رغم عدم توفر لقاح مخصص لهذا المتحور، يرى علماء الفيروسات أن اللقاحات الحالية، خاصة المعززة والموجهة لأوميكرون، ما تزال فعالة في تقليل شدة الأعراض ومنع المضاعفات. كما تلعب الذاكرة المناعية الناتجة عن إصابات سابقة دورًا في الحد من شدة العدوى.
توصيات الصحة العامة
ينصح الأطباء، خاصة للأشخاص الأكثر عرضة للخطر مثل كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة، بالاستمرار في الإجراءات الوقائية، وتشمل:
ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة
غسل اليدين بانتظام
تهوية الأماكن المغلقة
تحديث التطعيمات حسب الإرشادات الصحية
المتابعة مستمرة
حتى الآن، لا يبدو أن NB.1.8.1 يمثل خطرًا أعلى من سابقيه، لكن سرعة ظهوره وانتشاره تؤكد أهمية الاستمرار في الرصد والتأهب. ويبقى الالتزام بالتطعيم والوقاية أداة فعالة في مواجهة أي متحور جديد. (اليوم السابع)