Advertisement

عربي-دولي

هكذا تبدلت سياسة إسرائيل تجاه سوريا.. تقرير من تل أبيب يكشف

Lebanon 24
14-07-2025 | 16:50
A-
A+
Doc-P-1391369-638881340097347878.jpg
Doc-P-1391369-638881340097347878.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشر معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي (INSS) تقريراً جديداً تحدث فيه عن التحولات السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا.
Advertisement
 
ويقولُ التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إن "تقارير المحادثات بين سوريا وإسرائيل تحدث تحولاً جذرياً في السياسة الإسرائيلية تجاه سوريا، وتُشير إلى مرحلة جديدة في نهج إسرائيل تجاه النظام الجديد هناك"، وأضاف: "خلال الأشهر الـ7 التي انقضت منذ صعود النظام الجديد في دمشق، بقيادة أحمد الشرع، تطورت السياسة الإسرائيلية عبر عملية تتألف تقريباً من ثلاث مراحل: في المرحلة الأولى، تبنت إسرائيل سياسة عسكرية عدوانية، وشمل ذلك الاستيلاء على أراضٍ في جنوب سوريا، وحملة جوية واسعة النطاق تهدف إلى تدمير الأسلحة الاستراتيجية للبلاد، ودعماً صريحاً ونشطاً للأقليات، وخاصة الدروز".
 
وأكمل: "رافقت الحملة العسكرية تصريحات مشبوهة وتهديدية من كبار المسؤولين الإسرائيليين موجهة إلى الرئيس الجديد، الذي اتهموه بأنه جهادي لم يتخلَّ عن آرائه المتطرفة".
 
 
واستكمل: "خلال هذه الفترة، تمركزت إسرائيل في المنطقة العازلة ومرتفعات الجولان السورية، ونفذت غارات في جنوب سوريا بهدف إضعاف القدرات العسكرية السورية، على الرغم من أن هذه الغارات أدت أحياناً إلى اشتباكات مع الجماعات المسلحة والسكان المحليين. واصلت إسرائيل عملياتها في مناطق كانت تُعتبر سابقاً منزوعة السلاح، وطالبت بنزع السلاح الكامل في جنوب دمشق، ونفذت ضربات داخل سوريا، بما في ذلك بالقرب من القصر الرئاسي في دمشق، رداً على الاشتباكات بين النظام والسكان الدروز. أيضاً ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) في عمق سوريا، بما في ذلك في قاعدتي T4 وتدمر الجويتين، بعد أن أعربت تركيا عن نيتها في إنشاء موطئ قدم عسكري هناك، مستخدمة هذه الضربات للإشارة إلى أن إسرائيل لن تتسامح مع الإجراءات التركية التي قد تهدد حرية عملياتها الجوية".
 
 
وقال: "في المرحلة الثانية (نيسان - أيار 2025)، لوحظ تراجعٌ في نهج إسرائيل العدواني، انعكس في انخفاض الضربات وتخفيف حدة الخطاب المتشدد تجاه الشرع، ووردت أنباء عن اتصالات أولية بين ممثلين رسميين لإسرائيل وسوريا. وبسبب المخاوف من الاحتكاك مع تركيا عقب الضربات الإسرائيلية على قواعد كانت تركيا تنوي ترسيخ وجودها العسكري، بدأ حوار في أذربيجان بين إسرائيل وتركيا، وأسفر هذا الحوار عن اتفاق على إنشاء آلية لفض النزاع".
 
وتابع: "في المرحلة الثالثة (أيار - تموز 2025)، أصبح من الواضح أن إسرائيل وسوريا تجريان محادثات مباشرة، تتجاوز التنسيق الأمني المحدود. بعد زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الرياض، نوقشت إمكانية انضمام سوريا إلى اتفاقيات أبراهام. خلال اجتماع ترامب والشرع، أعرب الرئيس ترامب عن توقعه بأن سوريا ستنظر في تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام. وفي نهاية حزيران، كشف رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي أن إسرائيل منخرطة في حوار مباشر مع النظام السوري ومع رئيس الدولة أحمد الشرع. وفي ما يتعلق بالتنسيق الأمني والسياسي، صرح هنغبي أنه يدير هذه الجهود بنفسه، بالنظر إلى إمكانية إقامة علاقات بين إسرائيل وسوريا، مشيراً إلى أن سوريا ولبنان هما الدولتان الأكثر احتمالًا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل".
 
وقال: "في ذلك الوقت، اندلعت حرب الـ 12 يوماً بين إيران وإسرائيل. وخلال الصراع، لم يكتفِ نظام الشرع بالامتناع عن إدانة الهجوم الإسرائيلي على إيران، كما فعلت معظم الدول العربية، بل اختار أيضاً عدم التعليق على الإطلاق على العمليات الإسرائيلية المكثفة داخل الأراضي السورية. وخلال الحرب، عملت إسرائيل بحرية في المجال الجوي السوري، حيث حلقت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي فوق سوريا في طريقها لضرب إيران، واعترضت قوات الدفاع الجوي السورية طائرات من دون طيار وصواريخ متجهة نحو إسرائيل. ربما كان هذا حالة من العمى المتعمد، أو ربما حتى تنسيق ضمني متفق عليه بين البلدين. على أي حال، أبرز سلوك سوريا خلال المواجهة المصلحة المشتركة بين سوريا وإسرائيل - إضعاف موقف إيران الإقليمي وتحييد تهديداتها العسكرية".
 
 
واستكمل: "مع ذلك، يبدو أن الدافع الرئيسي وراء هذا التحول الإسرائيلي هو احتضان أميركا للشرع، إلى جانب محاولتها دفع إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة. ومن المحتمل أيضاً أن إسرائيل بدأت تدرك أن استمرار سياستها العدوانية تجاه سوريا قد يُورّطها أكثر مما يُفيدها، فالأعمال التي تهدف إلى إحباط التهديدات المحتملة بالوسائل العسكرية، بدلاً من ذلك، غذّت المعارضة لإسرائيل، وقوّضت شرعية الشرع، وعززت الأصوات المتطرفة داخل سوريا التي انتقدت سياسة الشرع المتساهلة تجاه إسرائيل. كذلك، فإنَّ هذه الديناميكيات زادت من احتمالية المواجهة العسكرية - وهو السيناريو الذي سعت إسرائيل إلى منعه من خلال تدخلها في سوريا".
 
وتابع: "من المرجح جدًا أن يكون رد الفعل العسكري الإسرائيلي الأولي في سوريا عقب سقوط نظام الأسد مدفوعاً، من جهة، بصدمة السابع من تشرين الأول 2023، وعزم إسرائيل على منع تطور تهديد شمالي قد يؤدي إلى هجوم مفاجئ، على غرار ما حدث مع تمركز حماس في قطاع غزة. من جهة أخرى، كان النهج العدواني متجذرًا في الشعور الإسرائيلي المتزايد بالأمن، بالنظر إلى الإنجازات العسكرية التي حققها الجيش الإسرائيلي خلال العام الماضي ضد محور المقاومة بقيادة إيران، بدءًا من عملية تفجير أجهزة البيجر المحمولة من قبل عناصر حزب الله في لبنان والضربات في إيران، واغتيال أمين العام حزب الله حسن نصر الله".
 
وأضاف: "إلا أن التحول في النهج الأميركي تجاه سوريا، واحتضان الرئيس ترامب للشرع - الذي تُوّج بقرار رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا - صعّب على إسرائيل مواصلة موقفها المتشدد ضد الشرع ومعاملته كزعيم غير شرعي. لقد تفاقم هذا الوضع بضغط ترامب على إسرائيل لإنهاء الحرب في قطاع غزة. وكان الحافز الذي وعد به ترامب إسرائيل في المقابل هو انضمام دول أخرى، بما فيها سوريا، إلى اتفاقيات إبراهام".
 
 
ورأى التقرير أنه "مع ذلك، لا ينبغي أن تُعزى المسؤولية الكاملة عن هذا التحول في نهج إسرائيل إلى الدور الأميركي وحده، إذ بدأ تقليص النشاط العسكري في سوريا بالفعل قبل اجتماع ترامب والشرع في الرياض في أيار"، وأضاف: "لعل هذا التغيير نابع من إدراك إسرائيل أن سياستها العدوانية وضرباتها المستمرة قد تزيد من الاحتكاك مع سوريا بدلاً من تقليصه. علاوة على ذلك، لم يعد بإمكان إسرائيل تجاهل ضبط النفس والاعتدال اللذين أظهرهما الشرع تجاهها، بالإضافة إلى العديد من الإجراءات التي اتخذها والتي خدمت إلى حد كبير مصالحها الأمنية - مثل اعتقال فلسطينيين تابعين لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وجهوده الحثيثة للحد من نقل الأسلحة والحشد العسكري لحزب الله في سوريا".
 
 
وختم: "إن الجمع بين هذه العوامل ــ إلى جانب حقيقة أن إسرائيل كانت تدخل المفاوضات من موقع قوة في ضوء إنجازاتها العسكرية، بما في ذلك الضربة الناجحة في إيران ــ جعل احتمال التوصل إلى اتفاق مع سوريا أسهل في الاستفادة منه، وتعزيزه، واستيعابه".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك