نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية تقريراً جديداً تحدثت فيه عن اللحظات الأخيرة قبل إغراق الحوثيين لسفينيتن تجاريتين خلال 48 ساعة فقط وذلك قبل أيام قليلة.
ويعد الهجوم الذي نفذه الحوثيون "الاكثر دموية" من بدء حملتهم على الملاحة الدولية، إذ استخدموا لعمليتهم الصواريخ والطائرات المسيرة وقذائف "آر بي جي".
وأسفر الهجوم عن مقتل ثلاثة بحارة على الأقل، فيما لا يزال آخرون في عداد المفقودين أو محتجزين كرهائن، دون أن تتدخل أي سفن حربية أميركية أو تابعة لحلفاء
واشنطن لإنقاذهم.
وقال ضابط في شركة "Cosmoship Management"، المشغلة لسفينة اتيرنتي سي، أنه ناشد البحرية
البريطانية والقوة البحرية الأوروبية للتدخل خلال الهجوم، لكنه تلقى رداً يفيد بعدم وجود أي سفن قريبة.
الهجوم الذي بدأ ظهر الأحد باستهداف السفينة ماجيك سي، التي كانت ترفع علم ليبيريا ومحمّلة بالأسمدة والصلب في طريقها إلى
تركيا، يعد أول نجاح حوثي في استهداف سفن تجارية منذ تشرين الأول، والأكثر فتكاً منذ بداية الحملة التي أطلقها الحوثيون احتجاجاً على الحرب في غزة.
وفقاً لتقرير صادر عن "مركز المعلومات البحرية المشترك" التابع للبحريتين الأميركية والبريطانية، فقد تعرّضت السفينة لهجوم من 4 إلى 5 زوارق صغيرة مسلحة تبادلت إطلاق النار مع فريق الحراسة على متنها، ثم انضمت زوارق إضافية، وأُطلق صاروخ على
الجسر البحري للسفينة، تلاه قصف بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
ورغم
المقاومة، تضررت غرفة المحركات، وبدأت السفينة بالغرق، ما أجبر الطاقم على مغادرتها.
ولاحقاً، صعد مقاتلو
الحوثي على متن السفينة، وزرعوا متفجرات في هيكلها قبل أن يرسلوها إلى قاع البحر.
وفي اليوم التالي، وعلى مسافة قريبة، هاجم الحوثيون سفينة اتيرنتيي سي، وكانت فارغة.
واستُهدفت السفينة مجدداً بزوارق مسلحة وصواريخ، وتم شل حركتها بعد تدمير غرفة المحركات، ورغم إطلاق نداء استغاثة، لم يصل أي دعم عسكري.
أحد أفراد الطاقم أطلق نداءً عبر الراديو: "نحن تحت الهجوم"، بحسب تسجيل صوتي حصلت عليه "
وول ستريت جورنال".
وأكد ناطق باسم بعثة أبيدس الأوروبية أن محاولة تجارية لإنقاذ الطاقم أُحبطت بعد أن طوّق الحوثيون السفينة ومنعوا الاقتراب منها.
ولاحقاً، أطلقت شركة "Cosmoship" عملية إنقاذ خاصة تمكّنت من إنقاذ 10 من البحارة، بينما بقي 15 في عداد المفقودين، من بينهم ثلاثة على الأقل تأكد مقتلهم. (24)