Advertisement

خاص

بعد الضربات الأميركية.. إيران تسعى لعلاقات أوثق مع هذه الدول الأوروبية

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
11-07-2025 | 05:30
A-
A+

Doc-P-1389828-638878312989310488.jpg
Doc-P-1389828-638878312989310488.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكرت صحيفة "The Hill" الأميركية أنه "في أعقاب الضربات الأميركية على مواقعها النووية، استغلت إيران وقف إطلاق النار الهش مع إسرائيل كهدنة استراتيجية، في ظل سعي النظام إلى إعادة تسليح نفسه وتنظيم صفوفه وقمع المعارضة. وكما ذُكر، تعمل طهران أيضًا على تعزيز مكانتها الدبلوماسية، من خلال محاولة استغلال الخلافات بين صناع القرار الغربيين، والتقرب من الصين، وتقويض الوكالة الدولية للطاقة الذرية. إن أحد عناصر هذه الاستراتيجية التي ظهرت بعد الحرب والتي حظيت باهتمام أقل هو سعي إيران إلى تعزيز العلاقات والحصول على التزامات أقوى من بيلاروسيا وصربيا، حلفائها الأوروبيين الرئيسيين".
Advertisement

وبحسب الصحيفة، "منذ بدء الغزو الكامل لأوكرانيا في عام 2022، سعت إيران بشكل متزايد إلى الاندماج في النظام المتعدد المنبوذ الذي تقوده روسيا، حيث نظرت إلى العلاقات مع الأنظمة المعزولة على نحو مماثل كوسيلة لتخفيف الضغوط الدبلوماسية والاقتصادية. ومع ذلك، فإن عدم تقديم روسيا الدعم العلني لإيران في صراعها مع إسرائيل دفع البعض إلى التكهن بأن النظامين ربما يكونان في خلاف. إن هذا الخلاف الواضح يقدم الدافع المحتمل وراء الجهود التي تبذلها إيران مؤخرا لتعزيز العلاقات مع أنظمة منبوذة أخرى، سواء لضمان عدم تكرار هذا النمط أو للتعويض عن أوجه القصور في شراكتها مع روسيا. وتعتبر مثل هذه الإجراءات ضرورية للجمهورية الإسلامية، إذا سعى النظام إلى استئناف الأعمال العدائية المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل كجزء من حرب أطول أمداً".

وتابعت الصحيفة، "لقد سعت بيلاروسيا منذ فترة طويلة إلى إقامة علاقات أوثق مع إيران، لكن هذه الجهود توقفت إلى حد كبير حتى قدم الدعم المشترك لحرب روسيا في أوكرانيا وسيلة للتوافق الاستراتيجي. عندما بدأت إسرائيل وإيران تبادل الضربات، ردّد نظام الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو ردّ موسكو الغامض إلى حدّ كبير. ومع ذلك، في أعقاب وقف إطلاق النار، ضغطت طهران على مينسك لاتخاذ موقف أكثر حزمًا. وفي الأسبوع عينه، عقدت وزارتا الدفاع في النظامين محادثات رفيعة المستوى في الصين على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون، مما دفع بيلاروسيا إلى تأكيد رغبتها في تعزيز التعاون الدبلوماسي والعسكري".

وأضافت الصحيفة، "لتسهيل هذه العملية، افتتحت إيران ملحقية عسكرية دائمة داخل سفارتها في مينسك. وبعد أن عرضت بيلاروسيا الأسلحة والخبرة النووية على إيران في السابق، فإنها قد تكون في وضع يسمح لها بمساعدة الجمهورية الإسلامية على استعادة موطئ قدمها قبل استئناف الصراع. ومنذ ذلك الحين، سعى لوكاشينكو إلى توضيح موقف نظامه، من خلال التنديد بالإجراءات الإسرائيلية والأميركية والإشادة بـ"المقاومة الإيرانية"، وهذا يوفر دعمًا أوروبيًا صريحًا وضروريًا للجمهورية الإسلامية، التي شهدت انهيار شبكتها من وكلائها وحلفائها الإقليميين في الأشهر الأخيرة. وعلاوة على ذلك، بدأت بيلاروسيا في الضغط من أجل تحقيق تكامل أوثق بين إيران والاتحاد الاقتصادي الأوراسي، وهو ما قد يوفر شريان حياة حاسما لاقتصاد النظام المتعثر".

وبحسب الصحيفة، "في غضون ذلك، لجأت إيران إلى صربيا كبوابة اقتصادية أخرى، مستغلةً توتر علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي وانحرافها الملحوظ نحو روسيا. وفي الأشهر القليلة الماضية، أبرمت طهران مجموعة من الاتفاقيات التجارية الثنائية مع بلغراد. ومع مقاومة صربيا للالتزام بسياسات العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، فقد تستخدم طهران هذه الاتفاقيات أيضاً كأداة للتحايل، من خلال توجيه السلع والأموال الخاضعة للعقوبات عبر شبكات البلقان. مع ذلك، قاومت حكومة ألكسندر فوتشيتش تاريخيًا طلبات طهران بتوثيق العلاقات الأمنية، استنادًا إلى حد كبير إلى دور صربيا كمورد رئيسي للأسلحة لإسرائيل. ومع ذلك، فقد بدأت هذه الديناميكية في التغير بعد الضربات الأميركية، وقد عملت وسائل الإعلام الموالية للجمهورية الإسلامية على تضخيم التضامن المفترض بين الناشطين الصرب والسياسيين القوميين مع إيران، ونشرت تحذيرات من النظام بأن الموردين لإسرائيل سوف يعاملون كخصوم".

وتابعت الصحيفة، "ردّ فوتشيتش على الضغوط الإيرانية بإدانة الضربات الأميركية وتعليق مبيعات الأسلحة لإسرائيل، وقد يفتح هذا التحول المحتمل الباب أمام علاقات دبلوماسية وتجارية وعسكرية أوثق مع إيران. ونظراً لاستمرار صربيا في توسيع صادراتها من الأسلحة، قد تُشكّل الجمهورية الإسلامية في نهاية المطاف سوقاً جاذبة، خاصةً إذا ابتعد فوتشيتش أكثر عن الاتحاد الأوروبي. وقد يستغلّ تجار الأسلحة الصرب معاملات السوق السوداء لتسهيل هذه العملية، كما حدث سابقاً. ويبقى أن نرى ما إذا كانت الجمهورية الإسلامية ستحصل على المزيد من التنازلات الملموسة من صربيا وبيلاروسيا. لهذه الشراكات قيود لوجستية واستراتيجية واضحة، تمامًا مثل علاقة طهران بموسكو، مع ذلك، تُشكّل علاقات إيران المتنامية مع الدول الأوروبية المنبوذة تحديًا للمصالح الأميركية والأوروبية".

وأضافت الصحيفة، "بالنسبة لواشنطن، تهدد هذه المبادرات بتآكل فعالية فرض العقوبات، وخاصة إذا نجحت إيران في إنشاء مسارات مالية جديدة عبر صربيا أو تعميق التكامل مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي بدعم من بيلاروسيا. وبالنسبة لأوروبا، لا يقل التحدي حدةً. فبينما لا تزال علاقة صربيا مع بروكسل متوترة، فإن توثيق العلاقات مع طهران قد يزيد من المخاطر الأمنية في البلقان. مع تكيف إيران مع مرحلة جديدة من المواجهة مع الغرب، قد تصبح علاقتها مع الدول المنبوذة في أوروبا سمةً أكثر ديمومةً في الموقف الاستراتيجي للنظام. وهذا قد يُعقّد جهود إرساء الردع، ويُشكّل تهديدًا أمنيًا، ويُعزّز صمود الجمهورية الإسلامية في ظلّ عزلتها المُستمرة".
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban