ذكر موقع "الإمارات 24"، أنّه رغم أن الصراع الأخير بين
إسرائيل وإيران لم ينقض عليه أكثر من أسابيع، فإن تداعياته باتت محسوسة في أنحاء
الشرق الأوسط، بل وتجاوزت حدوده الإقليمية.
وفي هذا الإطار، يرى إيلان بيرمان،
نائب الرئيس الأول في مجلس السياسات الخارجية الأميركية في
واشنطن، في مقاله بموقع مجلة "نيوزويك": أن هذه الحرب، التي استمرت 12 يوماً، أعادت رسم توازنات الردع، وكشفت عن هشاشة التحالف الثلاثي بين
إيران وروسيا والصين.
وأشار بيرمان إلى أن الحملة العسكرية
الإسرائيلية أسفرت عن إلحاق ضرر بالغ ببرنامج إيران
النووي، مما أخّر طموحاتها النووية لسنوات مقبلة. وفي الوقت عينه، أعادت إسرائيل ترسيخ موقعها الإقليمي، من خلال حملة عسكرية حاسمة ضد الجمهورية الإسلامية، بعد أشهر من الارتباك في غزة.
أما
الولايات المتحدة، فقد أثبتت، بحسب بيرمان، جديتها في منع إيران من امتلاك سلاح نووي "بأي وسيلة كانت"، وهو ما استوقف العواصم الإقليمية، ودفع بعضها إلى إعادة التفكير في الآمال المرتبطة بتوسيع نطاق اتفاقات أبراهام.
أما المفاجأة الأبرز في هذا الصراع، حسب الكاتب، لم تكن في ما وقع، بل في ما لم يقع. فبالرغم من المخاوف السابقة من أن تدخل إسرائيل في مواجهة مباشرة مع إيران قد يستدرج
روسيا أو
الصين للدفاع عن طهران، فإن أياً من القوتين لم تتحرّك بشكل فعلي.
ولفت الكاتب النظر إلى أن
موسكو لم تمدّ إيران بأي أنظمة دفاع جوي نوعية كانت لتُحدث فرقاً في مواجهة الطائرات الإسرائيلية. كما أن بكين لم تُشغّل قدراتها الهائلة في الحرب الإلكترونية لحماية حليفها
الإيراني، رغم توقيعها مع طهران اتفاقاً استراتيجياً طويل الأمد بقيمة 400 مليار دولار عام 2021.
هذا الغياب عن ساحة المعركة يثير تساؤلات جوهرية، حسب بيرمان، حول مدى عمق التحالف الثلاثي الذي كانت معالمه تبدو أكثر تماسكاً في السنوات الأخيرة.
ونوّه بيرمان بالدور الذي لعبته إيران في دعم روسيا خلال غزو
أوكرانيا، من خلال تزويد موسكو بتكنولوجيا الطائرات المسيّرة ومواد عسكرية أخرى، كان لها تأثير بالغ في العمليات ضدّ كييف. أما الصين، فقد قدمت دعماً لوجستياً وصناعياً واسعاً لصناعة الدفاع الروسية، تحت مظلة الشراكة "بلا حدود" بين البلدين.
يرى بيرمان أن التفسيرات متعددة. فبعض المحللين، مثل آنا بورشيفسكايا من معهد واشنطن، يعتبرون أن روسيا تفضل بقاء الأنظار منشغلة في الشرق الأوسط، مما يمنحها هامشاً أوسع للتحرّك ضدّ أوكرانيا دون تدخل دولي ضاغط. والأمر عينه ينطبق على الصين، التي تزداد طموحاتها العلنية بشأن تايوان. (الامارات 24)