Advertisement

عربي-دولي

تجنيد جواسيس وطمع بالأراضي.. ماذا تفعل الصين في روسيا؟

Lebanon 24
08-06-2025 | 06:00
A-
A+
Doc-P-1372013-638849698505624136.png
Doc-P-1372013-638849698505624136.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
فيما يبدو تحالف موسكو وبكين في أوج ازدهاره علنًا – عسكريًا واقتصاديًا واستراتيجيًا – تكشف وثيقة استخباراتية روسية سرية عن وجه آخر للعلاقة، قائم على الشك العميق والريبة المتبادلة.
Advertisement

بحسب تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن الوثيقة أعدّتها وحدة استخبارات سرية داخل جهاز الأمن الداخلي الروسي (FSB)، وتصف الصين بشكل مباشر بـ"العدو"، في مؤشر نادر على توتر خفي بين الجانبين، لم يُكشف عنه سابقًا.

وتحذّر الوثيقة من تنامي التهديدات الصينية للأمن القومي الروسي، بما في ذلك محاولات تجنيد جواسيس روس، واستهداف العلماء الغاضبين لاستدراجهم إلى التعاون، إضافة إلى محاولات مستترة للحصول على تقنيات عسكرية روسية متقدمة.

اللافت أن الوحدة الاستخباراتية تتهم الصين أيضًا بالتجسس على العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، بهدف فهم آليات الحروب الغربية وأسلحتها. ويخشى ضباط الاستخبارات أن يكون الأكاديميون الصينيون الذين يزداد نشاطهم في المناطق الروسية الحدودية، يُمهّدون لمطالب إقليمية مستقبلية، لا سيما في الشرق الأقصى الروسي الغني بالموارد.
 
كما حذّروا من أن عملاء المخابرات الصينية يُمارسون أعمال تجسس في القطب الشمالي باستخدام شركات التعدين ومراكز البحوث الجامعية كغطاء.

وُضِعَت التهديدات في وثيقة تخطيط داخلية لجهاز الأمن الفيدرالي، من ثماني صفحات، تُحدِد أولويات التصدي للتجسس الصيني، لكنّ الوثيقة غير مؤرخة؛ ما يُرجح أنها مسودة، مع أنها تبدو من سياقها وكأنها كُتِبَت في أواخر 2023 أو أوائل 2024، بحسب "نيويورك تايمز".

حصلت مجموعة آريس ليكس، وهي مجموعة متخصصة في جرائم الإنترنت، على الوثيقة، لكنها لم توضح كيفية حصولها عليها، وهذا يجعل التحقق النهائي منها مستحيلاً، بحسب "نيويورك تايمز" التي أطلعت ست وكالات استخبارات غربية على الوثيقة، وقد أكدت جميعها صحتها. 

وتقدم الوثيقة الرؤية الأكثر تفصيلاً حتى الآن لما يدور وراء الكواليس حول تفكير أجهزة مكافحة التجسس الروسية تجاه الصين، منذ بدء الحرب بأوكرانيا في شباط 2022، عندما غيّرت العلاقة الجديدة بين موسكو وبكين ميزان القوى العالمي. 

معركة استخباراتية
تتحدث الوثيقة الروسية عن معركة استخباراتية "متوترة ومتطورة بشكل ديناميكي" في الظل بين الدولتين الصديقتين ظاهريًّا.

قبل ثلاثة أيام من الحرب في أوكرانيا، وافق جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على برنامج جديد لمكافحة التجسس يُسمى "الوفاق 4"، وفقًا لما تكشفه الوثيقة. الاسم الرمزي، وهو إشارة ساخرة على ما يبدو إلى صداقة موسكو المتنامية مع بكين، يُخفي الهدف الحقيقي للمبادرة: منع الجواسيس الصينيين من تقويض المصالح الروسية.

كانت روسيا تُحوّل جميع مواردها العسكرية والتجسسية تقريبًا إلى أوكرانيا، على بُعد أكثر من 4000 ميل من حدودها مع الصين، وعلى الأرجح كانت قلقة من أن بكين قد تحاول استغلال هذا التشتيت.

منذ ذلك الحين، ووفقًا للوثيقة، لاحظ جهاز الأمن الفيدرالي الروسي  قيام الصين بذلك تحديدًا. وكثّف عملاء الاستخبارات الصينية جهودهم لتجنيد مسؤولين وخبراء وصحفيين ورجال أعمال روس مقرّبين من السلطة في موسكو، وفقًا للوثيقة.

ولمواجهة ذلك، أصدر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي تعليمات لضباطه باعتراض "التهديد" و"منع نقل معلومات استراتيجية مهمة إلى الصينيين". 

وصدرت أوامر للضباط بإجراء اجتماعات شخصية مع مواطنين روس يعملون عن كثب مع الصين، وتحذيرهم من أن بكين تحاول استغلال روسيا والحصول على أبحاث علمية متقدمة، وفقًا للوثيقة.

أمر جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB) بـ"التجميع المستمر لمعلومات المستخدمين" على تطبيق المراسلة الصيني "وي تشات". وشمل ذلك اختراق هواتف أهداف التجسس وتحليل البيانات باستخدام أداة برمجية خاصة بحوزة وحدة تابعة للجهاز، وفقًا للوثيقة.

أثار التحالف المحتمل طويل الأمد بين حكومتين استبداديتين، يبلغ عدد سكانهما معًا نحو 1.6 مليار نسمة، وهما مسلحتان بنحو 6000 رأس نووي، قلقًا بالغًا في واشنطن.

يعتقد بعض أعضاء إدارة دونالد ترامب أنه من خلال التواصل مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يمكن لواشنطن أن تبدأ في إبعاد روسيا عن الصين، وتجنب ما وصفه وزير الخارجية ماركو روبيو بـ "قوتين نوويتين متحالفتين ضد الولايات المتحدة".

قال دونالد ترامب قبيل انتخابه في تشرين الثاني: "سأضطر إلى تفكيكهما، وأعتقد أنني أستطيع فعل ذلك أيضًا. يجب أن أفككهما".

العلماء وأسرار الحرب 
بعد وقت قصير من دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، بدأ مسؤولون من شركات ومعاهد دفاعية صينية مرتبطة بالمخابرات الصينية بالتوافد على روسيا. وكان هدفهم، وفقًا لوثيقة جهاز الأمن الفيدرالي، هو فهم الحرب بشكل أفضل.

تمتلك الصين علماء من الطراز العالمي، لكن جيشها لم يخض حربًا منذ صراعه الذي استمر شهرًا مع فيتنام عام 1979. والنتيجة هي قلق في الصين بشأن أداء جيشها في مواجهة الأسلحة الغربية في صراع على تايوان أو بحر الصين الجنوبي. ويتطلع مسؤولو الاستخبارات الصينيون إلى فهم معركة روسيا ضد جيش مدعوم من الغرب.

وتقول وثيقة جهاز الأمن الفيدرالي: "إن المعلومات المتعلقة بأساليب القتال باستخدام الطائرات دون طيار، وتحديث برامجها، وأساليب مواجهة أنواع جديدة من الأسلحة الغربية، ذات أهمية خاصة لبكين"، مضيفة أن بكين تعتقد أن الحرب في أوكرانيا ستطول. وقد أحدث الصراع ثورة في تقنيات وتكتيكات الحرب.

لطالما تخلفت الصين عن روسيا في مجال خبرتها في مجال الطيران، وتشير الوثيقة إلى أن بكين جعلت من ذلك هدفًا ذا أولوية. تستهدف الصين الطيارين العسكريين والباحثين في مجال الديناميكا الهوائية والهيدروديناميكية، وأنظمة التحكم، والمرونة الهوائية. ووفقًا للوثيقة، تسعى الصين أيضًا إلى توظيف متخصصين روس عملوا على طائرة إيكرانوبلان المتوقفة عن الإنتاج، وهي سفينة حربية من نوع الحوامات استخدمها الاتحاد السوفيتي لأول مرة.

آسيا الوسطى والقطب الشمالي
لا تقتصر المخاوف بشأن توسع نفوذ الصين على المناطق الحدودية في الشرق الأقصى الروسي.

كانت دول آسيا الوسطى تخضع لموسكو خلال الحقبة السوفيتية. واليوم، يفيد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي بأن بكين قد وضعت "استراتيجية جديدة" لتعزيز القوة الناعمة الصينية في المنطقة.

بدأت الصين بتطبيق هذه الاستراتيجية في أوزبكستان، وفقًا للوثيقة. ولم تُذكر تفاصيل الاستراتيجية في الوثيقة سوى الإشارة إلى أنها تتضمن تبادلًا إنسانيًّا. وتُولي أوزبكستان والدول المجاورة أهمية بالغة لبوتين، الذي يرى في استعادة النفوذ السوفيتي جزءًا من إرثه.
 
وتسلّط الوثيقة الضوء أيضًا على اهتمام الصين بالأراضي الروسية الشاسعة في القطب الشمالي وطريق بحر الشمال، الذي يُحيط بالساحل الشمالي لروسيا. تاريخيًّا، كانت هذه المياه شديدة البرودة لدرجة يصعب معها إجراء عمليات شحن موثوقة، ولكن من المتوقع أن تزداد ازدحامًا بسبب تغير المناخ.

ويؤكد جهاز الأمن الفيدرالي الروسي أن جواسيس صينيين ينشطون في القطب الشمالي أيضًا. وتذكر الوثيقة أن المخابرات الصينية تحاول الحصول على معلومات حول تطوير روسيا للقطب الشمالي، من خلال مؤسسات التعليم العالي وشركات التعدين على وجه الخصوص. (ارم نيوز)



مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك