في تطوّر غير مسبوق في الحرب السيبرانية بين
أوكرانيا وروسيا، أعلنت وكالة الاستخبارات العسكرية
الأوكرانية عن اختراق واسع النطاق لشركة توبوليف الروسية، العمود الفقري في صناعة القاذفات الاستراتيجية الروسية، ما وصفته
كييف بأنه "اختراق لا يمكن المبالغة في أهميته"، حسب صحيفة "The Kyiv Independent".
وقال التقرير أن خبراء الأمن السيبراني في أوكرانيا تمكنوا من الوصول إلى أكثر من 4.4 غيغابايت من البيانات الداخلية من شبكة "توبوليف"، بما في ذلك مراسلات رسمية، ملفات موظفين، عناوين منازل، سير ذاتية، سجلات مشتريات، ومحاضر اجتماعات مغلقة.
وقال مصدر رفيع في الاستخبارات العسكرية الأوكرانية: "لم يعد هناك أسرار في أنشطة توبوليف. لدينا الآن خريطة مفصّلة للبنية البشرية والتقنية التي تدير
الطيران الاستراتيجي الروسي".
وتعد طائرات "توبوليف"، مثل Tu-95 وTu-160، من العناصر الأساسية في
الثالوث النووي الروسي، وقد استُخدمت على نطاق واسع في قصف المدن الأوكرانية بصواريخ
كروز منذ اندلاع الحرب.
وأظهرت الحرب السيبرانية وجهها الساخر أيضًا، حين استُبدلت الصفحة الرئيسية لموقع شركة "توبوليف" بصورة بومة تحمل
طائرة روسية، في إشارة إلى شعار الاستخبارات العسكرية الأوكرانية (HUR)، التي تبنت الاختراق.
يتزامن هذا الاختراق مع تنفيذ عملية نوعية أطلق عليها اسم Spiderweb، قام بها جهاز الأمن الأوكراني، واستهدفت أربع قواعد جوية روسية عبر طائرات مسيّرة طويلة المدى، ما أدى إلى تدمير أو إعطاب 41 طائرة، من بينها طائرات من طراز Tu-95 وTu-22M3، حسب المصادر الأوكرانية.
وتشير تقارير إلى أن الطائرات المسيّرة استُخدمت انطلاقًا من شاحنات مخفية داخل
روسيا، في واحدة من أعمق العمليات الهجومية داخل الأراضي الروسية منذ بداية الحرب. (كييف اندبندنت)