نشرت "معاريف" الإسرائيلية تقريراً قالت فيه إنَّ ردّ إيران السلبي على المقترح الأميركي حول القضية النووية كان متوقعاً، حيث أن الولايات المتحدة لا تعترف بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، وفي غياب حل للقضية، يبدو أن الطرفين سيجدان صعوبة في تجنب الصدام المباشر.
وذكرت الصحيفة أنَّ القرار
الإيراني بالرّد السلبي على المقترح الأميركي بشأن القضية النووية بعد 4 جولات من المفاوضات لم يكن مفاجئاً، نظراً لأنه يُلزم إيران بتجميد التخصيب في منشآتها النووية، لأن المقترح لم يعترف بحق إيران في التخصيب على أراضيها.
وأشارت الصحيفة إلى أنه على الرغم من ضعفها، فإنَّ إيران بقيادة المرشد الأعلى علي خامنئي، تعتبر تخصيب اليورانيوم على أراضيها "خطاً أحمر"، ولا تزال تطالب الإدارة الأميركية برفع
العقوبات عنها، مقابل تنازلات معينة تقدمها طهران بشأن برنامجها
النووي.
وتقول الصحيفة إنه من الواضح في ضوء تهديدات الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، أن رد إيران السلبي الظاهر على المقترح الأميركي يزيد من احتمالية شن
إسرائيل أو الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً على المواقع النووية
الإيرانية، ومع ذلك، فمن المرجح، رغم هذا الرد السلبي، أن رغبة الأطراف في مواصلة المفاوضات ستدفعهم، هم والوسطاء بقيادة عُمان، إلى جولات تفاوضية إضافية في محاولة لسد الفجوة بينهم.
وعلاوة على ذلك، يُظهر فحص تفاصيل المقترح في ضوء "الخط الأحمر" الإيراني، أن الأطراف ليست بعيدة عن الوصول إلى "نقطة تفاهم" بشأن مسألة التخصيب، إذ يبدو أن الولايات المتحدة، خلافًا لتصريحاتها، مستعدة لقبول شكل من أشكال التخصيب على الأراضي الإيرانية، وأوضحت الصحيفة أن هذا الواقع لا يضمن التوصل إلى اتفاق، ولكن مع عدم رغبة الأطراف في التصعيد العسكري بينهما، ستُعقد جولات تفاوضية إضافية بين إيران والولايات المتحدة في محاولة للتوصل إلى حل سياسي للمشكلة النووية.
مع ذلك، تقول الصحيفة إن من المهم التذكير بأن المفاوضات تُجرى ضمن مهلة زمنية محددة، على أساس تفاهم مفاده أنه في حال عدم توصل الأطراف إلى اتفاق، ستقود دول E3 (فرنسا وألمانيا وبريطانيا) تحركًا لإعادة فرض العقوبات على إيران بطريقة تُجبر
إيران على الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، وتزيد بشكل كبير من احتمالية التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران.
لذلك، فإن رد إيران السلبي الظاهر لا يُمثل "إغلاقًا للحلقة" في العملية الدبلوماسية بين إيران والولايات المتحدة، لا سيما وأن تفاصيل المقترح الأميركي تُظهر أن الطرفين ليسا بعيدين عن التوصل إلى حل وسط بشأن مسألة التخصيب في إيران، وأشارت الصحيفة إلى أن التصعيد بين الطرفين لا يزال وارداً، لا سيما في ظل ضيق الإطار
الزمني للتوصل إلى اتفاق، ولكن على الرغم من الرد الإيراني السلبي الظاهر، فإنه ليس تقصيراً من الطرفين.
وقالت الصحيفة إنَّ "على الحكومة الإسرائيلية، التي تسعى لمنع التوصل إلى اتفاق بين الطرفين لا يتضمن التفكيك الكامل للبنية التحتية للتخصيب في إيران، أن تشعر بالقلق رغم الرد الإيراني السلبي، حيث إنه لا يزال بإمكان الطرفين التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران بالتخصيب على أراضيها". (24)