قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في مقال تحليلي نشرته مساء السبت، إن حركة حماس لن تنهار حتى بعد "السنوارين" في إشارة إلى يحيي السنوار وشقيقه محمد.
وقالت الصحيفة إن "محمد السنوار زعيم حماس في غزة قُتل في 13 أيار وقد تأكدت وفاته"، وأضافت: "ووسط شائعات سادت على نطاق واسع خلال الأيام العشرة الماضية حول صحة مسألة مقتل السنوار، إلا أن حماس لم تبدِ أي تغيير في سلوكها في غزة".
وأضافت أن الحركة لا تزال متمسكة بمنطقة المخيمات المركزية في النصيرات والمغازي والبريج ودير البلح، ولا يزال مقاتلوها في مدينة غزة، كما أنها تسيطر سيطرة محدودة على أجزاء أخرى من غزة.
وأوضحت الصحيفة أن حماس فقدت سلسلة قيادتها بأكملها في غزة وفي كثير من الأحيان، قتل قادة ألوية وكتائبها أكثر من مرة، حل محلهم آخرون وقتلوا.
كذلك، تم
القضاء على عدد كبير من قادة سرايا الحركة وفقا لتقارير الجيش
الإسرائيلي وتقييمات أخرى، مشيرة إلى أنه من المحتمل أن تكون التقارير إيجابية وأن "حماس" في وضع أفضل مما تبدو عليه.
ووفقاً للصحيفة، فقد أخطأت
إسرائيل سابقاً في تقدير نجاحها في غزة، وأضافت: "بعد اليوم
الحادي عشر من عام 2021، انتشرت أنباء على نطاق واسع تفيد بأن أنفاق حماس في غزة تراجعت لسنوات، وكانت هذه التقارير خاطئة، وما بدا هو أن الأنفاق لم تتضرر كثيراً وقد أصلحتها حماس في الوقت المناسب لهجوم تشرين الأول 2023".
وأكملت: "لطالما ازدادت حماس قوة بعد الحروب مع إسرائيل، كما غيرت العديد من قادتها في الماضي، وعادت من ضربات موجعة مثل فقدان الشيخ
أحمد ياسين في غارة جوية إسرائيلية، وعبد
العزيز الرنتيسي، ومحمود
عبد الرؤوف المبحوح الذي كان عنصرا أساسيا في توريد الأسلحة لحماس عام 2010، كما رحل عن الساحة عدد كبير من قادة حماس".
وأشارت "جيروزاليم بوست"، إلى أنه "مع فقدان حماس لقادتها لا يبدو أن الأخيرة تستسلم فعليا"،
وتابعت الصحيفة، "الآن، قد يتغير هذا مع تغير الأوضاع على الأرض في غزة.. من المفترض أن تركز خطة الجيش الإسرائيلي الجديدة عربات جدعون على الهجوم المكثف والاستيلاء على الأراضي بدلا من استراتيجية الغارات التي طبقها عام 2024".
وبينت الصحيفة أن "غياب الانهيار بين كوادر حماس في المخيمات المركزية لا يزال ملفتا للنظر، حيث أن الحركة تجند العديد من الشباب غير المستعدين للصمود والقتال وترسانتها مستنفدة ويبدو أنها لم تتبق لها الكثير، ومع ذلك تحتجز 58 رهينة ويبدو أنها لا تزال قادرة على التواصل مع قادتها في
الدوحة في ما يتعلق بصفقات الرهائن".
وفي الواقع، لا يبدو أن شروط حماس لهذه الصفقات ستتغير رغم خسائر قياداتها، حيث كانت صفقة كانون الثاني 2025 مشابهة بشكل أساسي للصفقة التي سعت إليها حماس طوال عام 2024، والصفقة التي تناقش الآن مشابهة للصفقة التي عرضت على حماس في آذار، بحسب الصحيفة.
وفي ختام تحليلها تقول "جيروزاليم بوست": "لدى حماس ما تريده.. إنها تريد نهاية الحرب.. ومع ذلك لا يبدو أنها على وشك الانهيار.. وحتى لو كان كذلك لا يبدو أن إسرائيل تستغل مقتل قادتها بأي شكل من الأشكال على طريقة كلاوزفيتز (صاحب الرؤية الثاقبة بالعنف المتأصل والكراهية تصبح الحرب قوة طبيعية عمياء) بل تمضي قدما في نجاحاتها التكتيكية دون استراتيجية واضحة لما بعد الحرب، أو استراتيجية خروج من غزة، أو حتى وسيلة لاستبدال حماس بنوع آخر من السلطة المدنية.. تفترض حماس أن كل ما عليها فعله هو الانتظار وستحافظ على نوع من السيطرة، حينها يمكنها إيجاد السنوار التالي ليحل محل من سبقوه". (عربي21)