ذكر موقع "
ارم نيوز"، أنّه في خضم حرب استنزاف تتسع رقعتها يومًا بعد يوم، وجهت
روسيا ضربة عسكرية نوعية استهدفت واحدة من أكبر شحنات الإمداد العسكري الأوكراني منذ بدء النزاع.
وطالت الضربة سفينة حاويات في ميناء أوديسا، محملة بـ100 حاوية من العتاد العسكري، وتمثل نقطة تحول في مسار الحرب، وتفتح الباب أمام مرحلة جديدة تتركز فيها المعركة على شل خطوط الإمداد، لا كسب الأراضي فقط.
وبحسب مصادر عسكرية، تمثل الضربة الروسية تحديا مزدوجا أمام
كييف، فمن جهة، تواجه تراجعًا في تدفق الدعم
الغربي كمًّا ونوعًا، ومن جهة أخرى، تواجه خطر فقدان المخزون العسكري الحالي بفعل الضربات الاستباقية الروسية.
وفي هذا السياق، قال
ديميتري بريجع مدير وحدة الدراسات الروسية في
مركز الدراسات العربية الأوراسية، إن الأيام المقبلة ستشهد تصعيدًا خطيرًا في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، مرجحًا أن يكون الأعنف منذ بداية الحرب، في ظل التصاعد المتبادل في الاستهدافات واستخدام أسلحة نوعية على جبهات مختلفة.
وأضاف بريجع أن الضربات الروسية الأخيرة تمثل تحولا نوعيا في مسار الحرب، مشيرًا إلى أن
موسكو بدأت تحكم قبضتها على خطوط الإمداد والتسليح، في محاولة لشل قدرة كييف على الصمود والمناورة.
وأوضح أن القدرات
الأوكرانية تقف اليوم عند
مفترق طرق، فمن جهة، تعاني من استنزاف كبير في الذخيرة والأسلحة الغربية التي لم تعد تصل بالوتيرة نفسها، ومن جهة أخرى، تتسارع وتيرة التقدم الروسي على محاور الشرق والجنوب، لاسيما بعد انهيار بعض خطوط الدفاع الأوكرانية في محيط وأفدييفكا.
وأشار إلى أن صمود القدرات الأوكرانية بات مرهونا ليس فقط بالإمدادات الغربية، بل أيضا بقدرة كييف على التكيّف ميدانيًا، وإعادة توزيع ما تبقى من الموارد العسكرية، إلى جانب تعزيز الدفاعات الجوية لمواجهة صواريخ روسيا المتطورة.
وأكد بريجع أن العالم يقف أمام مرحلة من الحرب قد تكون أكثر حسما من سابقاتها، حيث لم تعدّ المعركة تدور على الأرض فقط، بل تحولت إلى حرب إرادات واستنزاف استراتيجي طويل الأمدّ، تسعى فيها روسيا لإرسال رسالة مفادها أن التقدم نحو الحسم لم يعد خيارا بل مسارا فعليا بدأ تنفيذه بالصواريخ لا بالكلمات. (ارم نيوز)