أثار امتناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن زيارة إسرائيل خلال جولته الخليجية الأخيرة، والتي شملت السعودية وقطر والإمارات، موجة قلق في الأوساط السياسية الإسرائيلية، وسط مخاوف من أن تمضي واشنطن في خطوات إقليمية حاسمة دون التنسيق مع تل أبيب أو مراعاة مصالحها الاستراتيجية.
وبحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن المخاوف الإسرائيلية تعززت بعد سلسلة من المؤشرات المقلقة، من أبرزها انخراط الإدارة الأميركية في مفاوضات مباشرة مع حركة
حماس لإطلاق سراح الأسير الأميركي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر، وهو ما اعتُبر
في إسرائيل تجاوزًا لقنوات التنسيق التقليدية.
كما تسود حالة من التوتر في إسرائيل على خلفية تقارير تفيد باستعداد واشنطن لتقديم تنازلات في المحادثات النووية مع طهران، بما يشمل القبول باستمرار تخصيب اليورانيوم ضمن اتفاق جديد. وأضافت الصحيفة أن "الإشارات إلى أن
الولايات المتحدة لم تعد تشترط التطبيع مع إسرائيل مقابل موافقتها على برنامج نووي مدني للمملكة العربية السعودية" فاقمت منسوب القلق
الإسرائيلي.
سوريا
وتابعت الصحيفة، أن
ترامب اتخذ خلال زيارته الأخيرة للمنطقة، قرارا تاريخيا برفع
العقوبات التي فرضت على نظام
الأسد السابق، رغم معارضة إسرائيل الشديدة لهذا القرار، حيث طلب نتنياهو من ترامب عدم رفع العقوبات خوفا من تكرار أحداث مأساوية مثل مذبحة 7 تشرين الاول، لكن إسرائيل أبلغت لاحقا أن القضية
السورية لم تكن محورا للمحادثات الأخيرة مع واشنطن، ولم تعتبر رفع العقوبات "صفعة على الوجه" من وجهة نظرها"، وفق وصف الصحيفة.
إيران
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن "ترامب أصدر في قطر، بيانا دراماتيكيا آخر: أعرب عن تفاؤل أكبر من أي وقت مضى بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، مشيرا إلى أن إيران وافقت تقريبا على شروط الاتفاق، وأضاف أن الولايات المتحدة تجري مفاوضات جادة للغاية مع طهران من أجل سلام طويل الأمد"، مشيرة إلى "قلق متزايد في إسرائيل من أن الرئيس الأميركي يتحرك نحو اتفاق سيئ من شأنه أن يترك لإيران إمكانية تطوير الأسلحة النووية ويسمح لها بزيادة أسلحتها من خلال رفع العقوبات".
السعودية
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، أن "قضية التطبيع لم تكن ضمن محادثات ترامب مع زعماء الخليج، إلا أنه تناولها، في تصريحاته العلنية. وقد أعرب عن أمله في أن تنضم سوريا إليها، كما دعا السعودية إلى القيام بالمثل في خطابه في الرياض أمام ولي
العهد الأمير محمد بن سلمان، الذي يصر على أن إنهاء الحرب في غزة والتحرك نحو إقامة الدولة
الفلسطينية كشرط لذلك، لكن ترامب لم يضغط
على بن سلمان، وقال فقط إن السعودية ستنضم إلى اتفاقيات إبراهيم بوتيرتها الخاصة".
غزة
وأشارت "يديعوت أحرونوت" إلى أن ترامب زعم أن زيارته للشرق الأوسط "لم تهمش إسرائيل". وبدا وكأنه لا يزال يصر على خطته السابقة بشأن غزة، والتي انسحب منها في الأسابيع الأخيرة في أعقاب
المعارضة واسعة النطاق لها في
الدول العربية، وقال إن الولايات المتحدة يجب أن تتحرك في
قطاع غزة وتحوله إلى "منطقة حرة". (روسيا اليوم)