رأى الكاتب الإسرائيلي، مايكل هراري، أن الظروف الراهنة تخلق فرصة نادرة لتسوية بين لبنان وإسرائيل، ومن المهم الاستفادة منها.
وقال هراري في صحيفة "معاريف"
الإسرائيلية، إن اتفاق وقف إطلاق النار في
لبنان والتغيرات الدراماتيكية في المنطقة، خاصةً في سوريا، خلقت إمكانات إيجابية لوضع العلاقات بين إسرائيل ولبنان على مسار مستقر، موضحاً أنها ظروف غابت عن الساحة الشمالية لإسرائيل لفترة طويلة في ثلاثة أطر زمنية.
وأشار هراري إلى أنه على الأمد القريب، يتمثل التحدي
الرئيسي في تثبيت وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل، وتبدو التطورات في الأسابيع الأخيرة "واعدة"، حيث بات هناك رئيس وحكومة في لبنان يعبران عن التزام خطابي وعملي بتنفيذ القرار وتركيز الأسلحة في أيدي الدولة، ومن الواضح أن "حزب الله" اللبناني في موقف ضعيف، كما هو حال إيران، وهو ما يسمح للحكومة الجديدة في لبنان بمواصلة سياستها، وفق من جاء في الصحيفة.
تغيير السياسة الإسرائيلية
وحض الكاتب إسرائيل على إظهار ضبط النفس والنضج للسماح بنجاح هذه العملية المعقدة، زاعماً أن "الأخيرة محقة في الميل إلى
تغيير سياسة الاحتواء التي تبنتها في الماضي، ولكن العناصر التي تسعى إلى إحباط العملية الواعدة لا ينبغي أن يُسمح لها بالتسبب بانهيارها".
وأوصى الكاتب بأنه من المناسب لإسرائيل أن تعتمد سياسة قوة منضبطة قدر الإمكان من أجل السماح للعملية
اللبنانية الداخلية بأن تبلغ إمكاناتها الإيجابية.
وحسب الكاتب، فإن لبنان يحتاج إلى دراسة متأنية للسياسة الإسرائيلية في فترة ما بعد الحرب، ووضع سياسة عامة وعملية واضحة تؤكد عزمه على فرض السيادة
اللبنانية على كامل البلاد، مضيفاً أن الأطراف الخارجية، مثل
الولايات المتحدة وفرنسا تلعب دوراً مهماً، ويجب التأكد من أن الجانبين يعملان على تنفيذ القرار 1701، وإذا لزم الأمر، ممارسة ضغوط حازمة لتحقيق هذه الغاية.
تحديات قريبة
وقال هراري، إنه على الأمد القريب، فإن التحديات الرئيسية تتعلق بالمفاوضات حول الحدود البرية ونزع سلاح
حزب الله شمال نهر الليطاني، مؤكداً أن نجاح المفاوضات على قضية الحدود سيساعد كثيراً في تحقيق التحدي الثاني، واستطرد: "من المفيد أن نفكر في تقسيم المفاوضات حول الحدود إلى قسمين، والبدء بالنقاط التي لا يوجد عليها أي خلاف تقريباً 12 من أصل 13 نقطة".
وشدد الكاتب على ضرورة إعطاء المفاوضات الإسرائيلية اللبنانية طابعاً سياسياً مدنياً، ليس بالضرورة للسعي إلى اتفاق سلام الآن، بل لتعويد الرأي العام من الجانبين على حوار سياسي، وليس فقط أمني.
تحديات بعيدة المدى
وعلى المدى الأبعد، ونظراً للنجاح الذي تحقق في القضايا المباشرة، شدد الكاتب أيضاً على ضرورة التركيز على جانبين رئيسيين، وعلى أن تتخلى إسرائيل عن الخط العدواني في إظهار قوتها
العسكرية.
وعن الخطاب حول اتفاق سلام، قال إنه رغم أنه سابق لأوانه و"يضع العربة أمام الحصان"، إلا أنه ذو أهمية كبيرة، موضحاً أن على الساحة اللبنانية، يدور نقاش عام مثير للاهتمام، يعبر عن مجموعة متنوعة من الآراء، وينبغي أن يترك هذا الأمر للعامة دون أي تصريحات رسمية الآن، ومن المستحسن السماح لعناصر المجتمع المدني من الجانبين بتعميق الحوار في ما بينهم.
واختتم قائلاً: "الظروف الراهنة تخلق فرصة نادرة لتسوية على الساحة اللبنانية الإسرائيلية، وهناك رغبة دولية في ضمان النجاح على الجبهة الشمالية، خاصة أن الجبهة الجنوبية الفلسطينية لا تبدو واعدة على الإطلاق". (24)