ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أنه على الرغم من العقوبات والضغوط الاقتصادية والعزلة الدولية لإيران التي تواجه بالفعل صعوبات كبيرة وأزمة شرعية داخلية، إلا أنها تحقق أيضاً إنجازات كبيرة، مشيرة إلى أن الصراع على الاتفاق النووي لن يحسم قضية القنبلة فحسب، بل سيؤثر على تصميم النظام الإقليمي بأكمله في السنوات المقبلة.
وأضافت "يسرائيل هيوم" تحت عنوان "ليس مجرد معارضة للاتفاق.. هكذا يجب على
إسرائيل أن تتحرك ضد
إيران"، أنه في الوقت الذي دفع الواقع الجيوسياسي المتغير بالشرق الأوسط إيران إلى الزاوية، فإن المفاوضات على وجه التحديد تجعل الساعة الرملية تعمل لصالحها، موضحة أن الإدارة
الأمريكية تتردد بشأن النهج المطلوب تجاه إيران، فيما لم تضع إسرائيل بعد سياسة واضحة، أما إيران فتواصل بشكل منهجي تعزيز تخصيب اليورانيوم وتطوير مجموعة الأسلحة، وتجميع المعرفة الحاسمة التي ستسمح لها – حال اتخاذ خامنئي القرار – بإنتاج الأسلحة النووية.
إجراء سياسي ضروري
وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من العقوبات والضغوط الاقتصادية والعزلة الدولية، فإن إيران تواجه بالفعل صعوبات كبيرة وأزمة شرعية داخلية، ولكنها تحقق أيضاً إنجازات كبيرة، موضحة أن قدراتها الدفاعية، وتعزيز أصولها، وأدواتها الهجومية تتحسن، ويبدو أن التحدي المتمثل في الفوز في صراع عسكري مستقبلي أصبح صعباً بشكل متزايد، ومن ثم فإن الأمر يتطلب من إسرائيل والولايات المتحدة اتخاذ إجراء سياسي حازم لا هوادة فيه، دون تأخير.
اتفاق هش
وبحسب الصحيفة، إن الاتفاق الهش، في صيغة خطة العمل الشاملة المشتركة 2، من شأنه أن يعمل ضد المصالح الأميركية، ومن شأن هذا السيناريو أن يمنح إيران الوقت للتعافي اقتصادياً، وتعزيز النظام
الإيراني في الداخل، وتسهيل إعادة بناء محور
المقاومة من الضربة التي تلقاها من إسرائيل، وبالتالي استعادة
الأمن القومي الإيراني، وحتى لو نجح الاتفاق في الحد مؤقتاً من الجهود النووية
الإيرانية، فإنه سيسمح لها بالحفاظ على مكانتها كدولة تمتلك أسلحة نووية، في حين تستمر في زعزعة استقرار المنطقة، وفي
المستقبل، عندما تقرر
طهران أن الوقت مناسب، فإنها ستحاول تنفيذ خطتها لتدمير إسرائيل.
وفي ضوء ذلك، شددت الصحيفة على أنه على إسرائيل أن توصي الرئيس الأمريكي
دونالد ترامب بـ"إحياء الإنذار ضد إيران"، الذي تم التخلي عنه منذ إعلانه في آذار وإعادته إلى جدول الأعمال، لافتة إلى أن الموعد المطلوب هو شهر حزيران المقبل، موعد اجتماع مجلس إدارة
الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حيث سيتم تجديد
النقاش حول آلية "سناب باك"، ومن المتوقع اتخاذ قرار حاسم بشأن تجديد العقوبات.
حملة إعلامية
في الوقت نفسه، أوصت الصحيفة بأن تقود إسرائيل حملة إعلامية واسعة النطاق ومركزة مع الإدارة وقادة الرأي والرأي العام الأمريكي، على أساس رسالة مركزية تنص على أن الاتفاق
النووي الناعم من شأنه أن يضعف موقف
الولايات المتحدة، ويعرض حلفاءها للخطر، ويوفر شريان حياة لـ"نظام أيديولوجي متطرف"، وفي المقابل، فإن السياسة الصارمة تجاه إيران من شأنها أن تعزز موقف الولايات المتحدة الإقليمي، وتشجع دولاً إضافية على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، وبالتالي خلق واقع جيوستراتيجي جديد وأكثر استقراراً.
حرب إقليمية!
وفي هذا السياق، شددت الصحيفة على ضرورة تهدئة المخاوف في الولايات المتحدة بشأن الانجرار إلى حرب إقليمية من شأنها أن تفرض ثمناً باهظاً، وحتى لو اندلع صراع عسكري، فلا بد من الافتراض أن إيران لن تكون قادرة على تحمل تكاليف الدخول في تبادل كبير للضربات مع الولايات المتحدة وإسرائيل في وضعها الحالي.
وأضافت "يسرائيل هيوم" أن محور المقاومة لن يتمكن من أداء دور خط الدفاع كما كان في السابق، ولن يتمكن الحوثيون، المعقل النشط الوحيد المتبقي، من تقديم الدعم اللازم، وعلاوة على ذلك، فإن أي هجوم إسرائيلي، بدعم أميركي ما، من شأنه أن يلحق حتماً أضراراً كبيرة بقدرات طهران الدفاعية والهجومية.
الموقف الإيراني
وأشارت إلى أن إدراك القيادة الإيرانية لضعفها التكنولوجي والاستخباراتي والعسكري مقارنة بالولايات المتحدة يجعل من المشكوك فيه للغاية أن تكون مستعدة للدخول في صراع واسع النطاق، وخاصة في ظل تآكل الدعم الشعبي لها ووجود وكلاء طهران في أزمة تاريخية.
وقدرت الصحيفة أن عملية صنع القرار في طهران تسترشد بمنطق البقاء على قيد الحياة، وبالتالي فمن المرجح أن أولئك الذين يمسكون بزمام الأمور لن يستجيبوا لمطالب "العناصر المتشددة مثل قائد
الحرس الثوري حسين سلامي" بالجر إلى الحرب.
ولذلك رأت الصحيفة، أن حملة دعائية فعالة سوف تساعد، من ناحية، على إحباط جهود العناصر المسالمة في الولايات المتحدة التي تدعو إلى صفقة مشبوهة مع إيران، ومن ناحية أخرى، سيساعد ذلك في إرساء موقف صارم تجاه إيران.
وقالت الصحيفة إنه حتى لو اضطرت إسرائيل إلى قبول اتفاق يقتصر على القضية النووية وحدها، فإن عليها التوصل إلى تفاهمات واضحة مع
واشنطن من أجل صياغة خطة استراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى إحباط وكلاء إيران الإقليميين وإضعاف مشروعها الصاروخي، مستطردة: "لا داع للإصرار على إدراج هاتين القضيتين في المفاوضات المباشرة مع إيران، وبدلاً من ذلك، يمكن نقل الرسائل إلى طهران من خلال وسائل أخرى (مثل الهجمات السيبرانية) مفادها أن إسرائيل والولايات المتحدة عازمتان على وضع حدود واضحة، بما في ذلك في ما يتصل بالإرهاب والقدرات الصاروخية، وهذا من شأنه أن يوضح الواقع الاستراتيجي الجديد بالنسبة لإيران، وستدرك أنها يجب أن تتراجع بشكل كبير عن طموحاتها الهجومية في هذه الساحات". (24)