Advertisement

عربي-دولي

"كارثي".. هكذا قرأ تقرير أميركي خطوة "ضرب إيران"!

Lebanon 24
25-04-2025 | 08:00
A-
A+
Doc-P-1351772-638811825386192564.jpg
Doc-P-1351772-638811825386192564.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
في الوقت الذي جدد فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب المحادثات مع إيران حول برنامجها النووي، فإن حالة من عدم الوضوح برزت بالنسبة لأي اتفاق تريده الإدارة الأميركية.    
Advertisement
 
وكتب الباحث المشارك في معهد أولويات الدفاع سكوت ستراغاسيتش في مجلة "ذا هيل" الأميركية، أن المبعوث الأميركي الخاص إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف بعث برسائل مشوشة حول مدى تشدد الولايات المتحدة في موقفها التفاوضي، قائلاً في 14 نيسان، خلال مقابلة مع المذيع شين هانيتي على شبكة "فوكس نيوز" الأميركية للتلفزيون، إن السماح بنسبة تخصيب 3.67% لليورانيوم هو أحد الخيارات (النسبة المطلوبة لصنع سلاح نووي هي 90%).
 
ومع ذلك، قال ويتكوف في اليوم التالي عبر منصة إكس، إن "إيران يجب أن تتوقف وأن تنهي عملية التخصيب وعسكرة البرنامج النووي".   
 
ويرى ستراغاسيتش أن أي موقف تتخذه الإدارة الأميركية، قد يحدد ما إذا كانت المحادثات ستنجح أو تفشل، ويدفع الصقور نحو احتمال الفشل.   
 
أحد الأسباب لعدم انزعاج الصقور في واشنطن، هو أنهم يعتقدون أن ثمة بديلاً أقل كلفة للتخلص من الطموحات النووية الإيرانية، وهو القصف. ففي كانون الثاني، رفض السناتور عن ولاية ساوث كارولاينا ليندسي غراهام، فكرة تقييد إيران عبر الدبلوماسية، مراهناً بنسبة "واحد على تريليون" على عدم النجاح، وقال إن العمل العسكري "لديه فرصة نجاح 90 في المائة".   


وقلل السناتور عن ولاية أركنساس توم كوتون من القلق في شأن مخاطر اندلاع نزاع، واصفاً ذلك بـ"الهيستيريا". حتى السناتور الديمقراطي عن ولاية بنسلفانيا جون فيترمان، أعلن دعمه لحملة من القصف ضد إيران.   
 
ولكن خيطاً مشتركاً يجمع بين هذه التصريحات- وهو افتراض أن ضرب إيران سيوقف برنامجها النووي، لكن المسألة ليست كذلك.   
 
وبحسب الكاتب، فإن "الافتراض بأن الولايات المتحدة بقوتها العسكرية الجبارة، يمكنها بسهولة ضرب دولة متوسطة مثل إيران، هو افتراض يمكن تفهمه، ومن نواحٍ عديدة هو صحيح"، وأضاف: "القوات الإيرانية تعتمد على تجهيزات عفا عليها الزمن- وخصوصاً قوتها الجوية، التي تعتمد على مقاتلات أمريكية من زمن الحرب الباردة، وقطع الغيار لها لا تتوافر من بلد المنشأ. بالمقارنة مع القوة الأميركية، يمكن الاستنتاج بأن إيران ليست لديها فرصة".
 
ومع ذلك، فإن النصر الذي سيُبحث عنه عبر حرب يجب أن يكون استراتيجياً، وليس عملياً فحسب. ووفقاً للكاتب، فإن "هزيمة في المعركة لا تعني شيئاً إذا لم يُدمر البرنامج النووي الإيراني بالكامل"، وسأل: "هل هذا ممكن من الجو؟ على الأرجح، كلا، بينما معظم صانعي القرار، لا يبدو أن لديهم تقديراً حول ما يمكن أن يشمله ذلك".


ويعتمد البرنامج النووي الإيراني على منشآت متعددة متناثرة في البلاد على مساحة 640 ألف ميل مربع، ولا شك في أن حملة أميركية أو أميركية - إسرائيلية، ستتطلب غارات على مناطق في أنحاء إيران، وشن هجمات على مدار الساعة لاستهداف ليس المواقع النووية فقط، وإنما أنظمة الدفاع الجوي، ومحطات الرادار، والمطارات العسكرية، ومراكز القيادة والسيطرة، وأهداف أخرى استراتيجية لعرقلة رد النظام.
 
 
وقصفت إسرائيل بعض أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية من طراز إس-300 في تشرين الأول الماضي، مما جعل البعض يعتقد أن إيران صارت مكشوفة. ومع ذلك، فإن حجم الضرر غير معروف، وليس واضحاً كيف عوضت إيران خسائرها.   

لا يمكن تحييدها
وعلاوة على هذا التحدي، فإن المواقع النووية نفسها لا يمكن تحييدها بالسهولة التي يعتقدها البعض. ومواقع التخصيب المهمة محصنة تحت الأرض، والتي قد تكون منيعة حتى ضد القنبلة الخارقة للتحصينات من طراز جي. بي. يو-57، وهي سلاح أمريكي مصمم لتدمير مثل هذه الأهداف. 
 
وقد يتطلب تدمير موقع واحد فقط طلعات جوية عدة. ومن المرجح أن تكون الأهداف ذات الأولوية في هذه الحملة هي منشآتا التخصيب في فوردو ونطنز ومفاعل أصفهان، وكلها تقع في قلب تغطية الدفاع الجوي الإيراني.حتى لو تم تحييد هذه المواقع والدفاعات المخصصة لها، فهذا ليس نهاية المطاف.
 
 
وهناك احتمال كبير أن تسارع إيران إلى إعادة بناء برنامجها النووي وعسكرته في حال تعرضها لهجوم. ومن المرجح أن يتطلب الأمر حملة جوية متواصلة لإبقاء البرنامج النووي الإيراني مضبوطاً، مع قصف دوري كلما أُعيد بناء المواقع.
 
وقد يدفع عدم ضمان هذا الحل البعض بطبيعة الحال إلى استنتاج أن الوجود البري الاميركي وحده هو الكفيل بالمهمة، وسيكون هذا الجهد جباراً في بلدٍ يفوق عدد سكانه سكان العراق عام 2003 بثلاثة أضعاف تقريباً، حيث يفيد أحد التقديرات أن القوة الأمريكية اللازمة لاحتلال البلاد تبلغ 1.6 مليون جندي - أي نحو 3 أضعاف عددها في ذروة حرب فيتنام.
 
إن المحاولات لشن حرب محدودة لتحييد البرنامج النووي الإيراني، يمكن أن تنزلق بسهولة إلى مستنقع يطغى على العراق، الأمر الذي يجعل من تشكيك الرئيس بالفكرة، إشارة إيجابية.   
 
ومع هذا، يتعين على ترامب وحكومته فهم كم هو كارثي اللجوء إلى الخيار العسكري. وهنا، يقول الكاتب إن الاتفاق هو البديل الأفضل، حتى أن البقاء في الوضع الغامض أفضل من جر الأميركيين إلى حرب كارثية في الخليج. وعندما يتعلق الأمر بالحرب مع إيران، فإن العلاج سيكون أسوأ من المرض. (24)

مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك