ذكر موقع "The National Interest" الأميركي أن "أي ضربة جوية تقودها
الولايات المتحدة ضد منشآت أسلحة نووية مشتبه بها في
إيران ستشمل أسطولاً من الطائرات الحربية والقاذفات. وحتى الآن، ركز معظم
النقاش الدائر حول هذه الضربة على قاذفات الشبح البعيدة المدى من طراز B-2 Spirit التي أُعيد نشرها في دييغو غارسيا في شمال المحيط الهندي. ما لا يدركه الكثيرون هو أن طائرات B-2 سترافقها طائرات E/A-18G Growlers، وF/A-18 E/F Super Hornets، وطائرات KC-135 Stratotanker - المصممة لتزويد طائرات B-2 بالوقود قبل بدء هجومها".
وبحسب الموقع، "لنتخيل ضربةً افتراضيةً على إيران تُشنّها القوات الجوية الأميركية. مع انطلاق قاذفات B-2 من دييغو غارسيا واقترابها من إيران، ستنتشر قاذفات غرولر وسوبر هورنت من حاملات طائرات قريبة، وتلتقي بطائرة ستراتوتانكر في منطقة صديقة خارج إيران مباشرةً، فس الوقت الذي تنطلق فيه قاذفات B-2 من دييغو غارسيا. بعد ذلك، ستقوم طائرات KC-135 بإعادة تزويد طائرات B-2 بالوقود جوًا، وملء خزاناتها قبل وصولها إلى إيران. ثم تنطلق طائرات E/A-18G Growlers أمام طائرات B-2، سعيًا لإنشاء ممر عبر مناطق الدفاع الجوي
الإيرانية المزدحمة باستخدام أنظمة الحرب الإلكترونية المتطورة (EW) الخاصة بها. وستشارك طائرات Growlers في ما يُعرف باسم SEAD، أو "قمع الدفاعات الجوية للعدو". بعد ذلك، ستساعد طائرات F/A-18 E/F Super Hornet المرافقة لطائرات Growlers في تدمير الدفاعات الجوية للعدو (DEAD)".
وتابع الموقع، "ستستخدم طائرات "غرولر" أنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بها لإغراق نطاق الترددات التي يعتمد عليها الجيش
الإيراني لتنسيق دفاعاته. وستعيق هذه القدرات الأنظمة الأقل تطورًا، مثل طائرات ميغ-29 الإيرانية وطائرات إف-14 توم كات القديمة، والتي ستنشرها الجمهورية الإسلامية حتمًا لاعتراض طائرات B-2 العالية التحليق. وستقع مسؤولية حماية طائرات B-2 على عاتق طائرات سوبر هورنت المذكورة آنفًا، والتي ستُستدعى لمناوشات جوية مع أي طائرات يُرسلها الإيرانيون لاعتراض الطائرات الأميركية التي تدخل مجالهم الجوي. وستُوجَّه طائرات F/A-18 أيضًا بطائرات الإنذار المبكر والتحكم الجوي من طراز E-3 Sentry (أواكس)، التي تعمل بأمان فوق الأفق، موفرةً مراقبةً وتنسيقًا مُحسَّنين آنيًا للمجال الجوي. هذا الأسبوع فقط، نشرت إدارة
ترامب إحدى هذه الطائرات في
الشرق الأوسط، في إشارة واضحة إلى عواصم الشرق الأوسط، إذ يدرك الجميع أن نشر هذه الطائرات لا يعني سوى أن
الأميركيين يستعدون للهجوم".
وأضاف الموقع، "ستُحدث طائرات سوبر هورنت وغرولر ثغرةً في الغلاف الواقي المحيط بالأهداف الإيرانية، وتُعطّل أي دفاع. ثم ستنطلق طائرات B-2 بهدوء غربًا، بعد دخولها المنطقة الجنوبية من البلاد. في الواقع، لا ينبغي الاستهانة بالدفاعات الجوية الإيرانية، خاصةً وأن أقوى الأنظمة الإيرانية روسية الأصل. ويزعم
الروس منذ سنوات أن دفاعاتهم الجوية، ولا سيما إس-400 وإس-500، قادرة على تحديد مواقع طائرات التخفي الأميركية وتدميرها. في الواقع، يؤكد بعض المحللين الروس أن حتى إس-300 قادر على ذلك. هذا يعني أن صواريخ غرولر، بقدراتها على الدفاع الجوي الصاروخي، ستكون أساسية. وإذا لم تكن صواريخ غرولر موجودة، تزداد احتمالية نجاح إيران في إسقاط طائرة B-2 أو أكثر".
وبحسب الموقع، "في تشرين الأول 2024، شنّت
إسرائيل غارة جوية واسعة النطاق في عمق إيران. ومثل الأميركيين، اعتمدت إسرائيل بشكل كبير على نظام الدفاع الجوي الصاروخي (SEAD) لمواجهة دفاعات
طهران الجوية، ودمرت ما لا يقل عن ستة صواريخ إس-300 خلال الغارة دون خسائر جوية. بعد ذلك، عادت الطائرات الحربية
الإسرائيلية إلى قواعدها، مؤكدةً أنها "تسيطر على التصعيد". ومع ذلك، ظلّ سؤالٌ حقيقيٌّ يشغل بال العديد من المحللين: ما الهدف من تلك الغارة؟ في البداية، بدا وكأن
سلاح الجو
الإسرائيلي كان يخطط لضربة أكبر بكثير في تشرين الأول من العام الماضي، ولكن بعد قصفه نظام إس-300 الروسي وعدد من المواقع
العسكرية الإيرانية الأخرى، لم يحدث أي رد فعل لاحق. لماذا؟ وإذا لم تكن الضربة الجوية الإسرائيلية ناجحة كما كان يُعتقد آنذاك، فإن
السؤال التالي هو: لماذا لم تكن ناجحة بنفس القدر؟ ألم تقم طائرات الدفاع الجوي الجنوبي (SEAD) بمهمتها؟"
وتابع الموقع، "يجب على صانعي السياسات الأميركيين الإجابة على هذه الأسئلة قبل أن يقرروا تنفيذ ما يبدو أنه غارة جوية أميركية-إسرائيلية مشتركة محتملة ضد أهداف إيرانية. ربما يكون هناك ما أخاف طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، القوية أصلًا، من تنفيذ هجماتها على أهداف إيرانية في تشرين الأول، حتى بعد استخدامها أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي (SEAD). فهل سيواجه الأميركيون، الذين يستخدمون تقنيات مماثلة، التعقيدات عينها؟ والجدير بالذكر أن أميركا لا تمتلك سوى 19 قاذفة شبح بعيدة المدى من طراز B-2 ضمن أسطولها، وقد نشرت الآن في قاعدة دييغو غارسيا ما يصل إلى ست قاذفات، أي أكثر من ثلث ترسانتها بالكامل. إذا قررت إدارة ترامب شنّ ضربة على إيران، فستكون هذه الأنظمة رأس حربتها، ولكن إذا كانت الدفاعات الجوية الإيرانية أكثر تطورًا وشمولية مما تشير إليه المعلومات الاستخباراتية، فإن الولايات المتحدة تُخاطر بفقدان بعض قاذفاتها التي تُفاخر بها. والأمر الأكثر أهمية هو أن طائرات B-2 الأميركية ضرورية لردع
الصين، وسوف يؤدي
التدخل الأميركي الأكبر في حرب الشرق الأوسط إلى حرمانها من قدرتها على وقف الهجوم الصيني على تايوان".
وبحسب الموقع، "كل هذا يعني أن هناك احتمالاً ألا تكون الضربة على إيران حتمية كما يعتقد الجميع. وبالطبع، في حالة تدمير المواقع النووية الإيرانية تحديدًا، يُمكن للأميركيين على الأرجح قصف بعضها، ولكن كلما طالت مدة العملية وتلاشى عنصر المفاجأة، زادت فرصة حدوث أمر غير متوقع لتلك الطائرات الحربية الأميركية. ينبغي على إدارة ترامب ألا تسعى إلى العمل العسكري ضد إيران إلا إذا اعتقدت أن طهران تُشكل تهديدًا مباشرًا لسلامة الولايات المتحدة وامنها".