نشر موقع "الجزيرة نت" تقريراً جديداً تحت عنوان "اللواء 188.. تأسس عام 1948 وشارك في كل حروب إسرائيل"، وجاء فيه:
اللواء 188 أحد ألوية الفرقة المدرعة 36، ويتبع القيادة الإقليمية الشمالية في الجيش الإسرائيلي، وتعود نشأته إلى شباط 1948 وشارك في جميع حروب إسرائيل، ومر بمراحل تطوير عديدة في تاريخه، وتحول من لواء مشاة إلى لواء مدرع، كما تغير اسمه عدة مرات.
يصنف اللواء المذكور واحداً من أفضل الألوية المدرعة
الإسرائيلية من حيث التسليح، وهو أول لواء مدرعات إسرائيلي يعتمد دبابات ميركافا 3، التي
تحتوي على نظام متقدم من الذكاء الاصطناعي وتصنف ضمن أفضل الدبابات قتالية في العالم.
أثناء العدوان الإسرائيلي على
قطاع غزة بعد عملية طوفان
الأقصى، تمركز اللواء في منطقة البريج وسط القطاع، قبل أن يتم سحبه بعد 100 يوم إثر تعرض ألوية الفرقة 36 لخسائر كبيرة، وبعد استئناف العدوان في 17 مارس/آذار 2025، شارك في احتلال
محور موراغ.
النشأة والتأسيس
تعود نشأة اللواء 188 إلى ما قبل قيام دولة إسرائيل وتحديدا في أواخر شهر شباط 1948، عندما تم تقسيم لواء ليفانوني إلى لواءي مشاة:
اللواء الأول: سمي لواء غولاني، نسبة إلى الجولان، إذ يتمركز في تلك الهضبة الحدودية بين فلسطين وسوريا.
اللواء الثاني: سمي كرملي، نسبة إلى مؤسسه القائد العسكري موشيه كرملي. وبعد إعلان قيام إسرائيل أعيد تشكيل
الوحدات القتالية فحمل اسم اللواء 18.
وبعد العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 بدأ الجيش الإسرائيلي تعزيز وحداته المدرعة ضمن ما قيل إنها استنتاجات كشفتها الحرب، فبدأت عملية تحويل اللواء 18 من لواء مشاة إلى لواء مدرع واكتملت العملية عام 1962 فأصبح يحمل اسم اللواء المدرع 45.
وخضع اللواء لعملية تطوير جديدة ونقل مقره من معسكره من المنصورة إلى بيلون، وابتداء من شهر نيسان 1969 أصبح يعرف باسم لواء باراك أو اللواء 188.
الهيكلة
تزامنا مع
المحطات العديدة التي مر بها اللواء 188 في مسار تطوره، خضع أكثر من مرة لإعادة هيكلة وحداته، ففي مطلع الستينيات كان يتألف من كتيبة دبابات واحدة وكتيبتي مشاة مدرعتين ووحدة استطلاع وكتيبة هاون.
وقبيل مشاركته في العدوان الذي أعقب عملية طوفان الأقصى كان يتألف من:
- كتيبة صوفا المدرعة 53.
- كتيبة رشف المدرعة 71.
- كتيبة ساعر المدرعة 74.
- كتيبة المهندسين المدرعة 605.
- كتيبة اللوجستيات.
- سرية الاستطلاع المدرعة.
- سرية الإشارات 358.
التسليح
يعد اللواء 188 واحدا من أفضل الألوية المدرعة الإسرائيلية من حيث التسليح، وينضوي تحت الفرقة 36، وهي أكبر
فرقة مدرعة في الخدمة النظامية في
سلاح المدرعات في الجيش الإسرائيلي، الذي يعتبر واحدا من أكثر جيوش العالم استثمارا في تطوير هذا السلاح.
شارك اللواء 188 في جميع حروب إسرائيل منذ ما قبل إعلان قيامها، فابتداء من تأسيسه في شباط 1948 شارك بوصفه لواء مشاة حينها في الحرب بمنطقة الجليل
الغربي.
كما تمركز على الحدود الأردنية أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تحسبا لفتح
جبهة ثانية، لكنه لم يشارك في القتال.
وابتداء من أواخر ستينيات القرن الـ20، وبعد اكتمال تحويله إلى لواء مدرع، أصبح يحمل اسم اللواء المدرع الـ45، وبات يوصف بأنه الذراع العملياتي
الرئيسي للقيادة الشمالية في ما تسميها إسرائيل حرب الاستنزاف التي أعقبت النكسة عام 1967.
وتعرض اللواء لأكبر خسارة في تاريخه في حرب تشرين الأول 1973، إذ قتل 112 من جنوده، بينما سقط 9 من ضباطه الـ10 ما بين قتيل وجريح، إضافة إلى خسائر كبيرة في دباباته.
وفي عام 1982 شارك في اجتياح
لبنان، وكان ضمن القوات التي استولت على مطار بيروت، كما كان من بين آخر القوات الإسرائيلية التي انسحبت من لبنان.
كذلك، شارك في حروب أخرى عديدة من بينها الحرب على جنوب لبنان في تموز 2006، والحرب على قطاع غزة في 2014، والتي تكبد فيها خسائر كبيرة في الدبابات.
طوفان الأقصى
دفع الاحتلال الإسرائيلي باللواء 188 إلى قطاع غزة في تشرين الثاني 2023 ضمن ألوية الفرقة 36 المدرعة للمشاركة في الحرب التي أعقبت عملية طوفان الأقصى، وتمركز في منطقة البريج وسط القطاع.
لكن الاحتلال الإسرائيلي سرعان ما أعلن سحب كافة ألوية الفرقة بعد نحو 100 يوم إثر تعرضها لخسائر كبيرة، لكنه علل الانسحاب بما سماه "انتهاء العملية
البرية المكثفة"، بينما تشير تقارير إلى أن الخسائر هي سبب الانسحاب، حتى إن لواء غولاني -أحد ألوية الفرقة- خسر ربع قواته، وفق بعض التقديرات.
وبعد استئناف العدوان على غزة في 17 آذار 2025 وخرق اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في 15 كانون الثاني من العام نفسه، تولى اللواء 188 إلى جانب لواء غولاني احتلال محور موراغ الذي يفصل رفح عن خان يونس ويعزلها عن باقي مدن ومناطق القطاع.