Advertisement

خاص

كيف أصبحت مملكة خليجية صغيرة قدوة في الوساطة؟ تقرير لـ"Middle East Eye" يُجيب

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
19-01-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1308335-638728794769760051.jpg
Doc-P-1308335-638728794769760051.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "Middle East Eye" البريطاني أن "الاحتفالات عمت كافة أنحاء غزة ليل الخميس، فبعد 15 شهرًا، هناك أمل في أن تنتهي واحدة من أكثر الهجمات العسكرية وحشية في التاريخ الحديث التي ارتكبتها إسرائيل في القطاع. وكما حدث في تشرين الأول 2023، عندما توسطت في الصفقة الوحيدة للإفراج عن الرهائن من أسر حماس حتى الآن، كانت قطر أداة فعالة في إبرام الصفقة اليوم. فكيف أصبحت المملكة الخليجية الصغيرة قدوة في الوساطة؟" 
Advertisement
 
وبحسب الموقع، "في عالم لا يهم فيه الحجم، لا يزال من اللافت للنظر أن فريقًا صغيرًا من الدبلوماسيين من دولة يبلغ عدد مواطنيها 350 ألفًا فقط تمكن من التوسط في صفقة أخرى في الصراع الأكثر تعقيدًا وطولًا في العالم. فلمدة 15 شهرًا، التزمت قطر بجانبها من الصفقة، في حين ظلت إدارة الرئيس جو بايدن في الولايات المتحدة غير راغبة في استخدام كل ثقلها لدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لقبول صفقة. وفي الواقع، ولا يمكن أن تتضح أهمية المفاوضات التي تمكن الدبلوماسيون القطريون من إجرائها مع محاوري حماس إلا عند فهم سياق الوساطة".
 
وتابع الموقع، "لقد اغتالت إسرائيل العديد من قادة حماس في الداخل والخارج. كما وعُقدت مؤتمرات، بحضور وزراء حكومة نتنياهو، حول كيفية إعادة استعمار قطاع غزة. وقد سرب هؤلاء الوزراء أنفسهم إلى وسائل الإعلام أنه لا توجد نية من جانب إسرائيل للانسحاب من غزة. من جانبها، مارس الوسطاء القطريون الضغط المستمر على قادة حماس الذين تمكنوا من النجاة. لقد ظل الاتفاق المكون من ثلاث مراحل لإعادة الرهائن على الطاولة لمدة عام،وقد انتزعت قطر الموافقة من حماس في الغالب في صيف عام 2024. ولكن ما تغير هو قدرة قطر على الاستعانة بعلاقتها الوثيقة مع ستيف ويتكوف، المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط المعين من قِبَل الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، للضغط على نتنياهو لحمله على قبول الصفقة. وفي الواقع، نجحت قطر في الرهان على عامل ترامب".
 
وأضاف الموقع، "إن الوساطة تشكل جزءاً من التفكير الاستراتيجي لدولة الخليج. وكانت قطر حريصة على دعوة أولئك الذين لا يُسمَع لهم صوت عادة إلى طاولة المفاوضات. وأصبحت ألعاب التسوية والفوز المتبادل عنصراً راسخاً في الثقافة الاستراتيجية القطرية، والتي ترجع جذورها إلى الخلافات القبلية التاريخية في شبه الجزيرة. وهذا يؤدي إلى درجة من البراغماتية الاستراتيجية التي تسمح للقطريين بترك سياساتهم الخاصة خارج غرفة المفاوضات.لأكثر من عقد من الزمان، جلس الوسطاء القطريون مع طالبان للتوصل إلى اتفاق بشأن أفغانستان، متجاهلين الاختلافات الجوهرية في النظرة العالمية. وعلى النحو عينه، ترك المفاوضون القطريون مشاعرهم القوية بشأن الظلم الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني جانبًا عند لقاء الممثلين الإسرائيليين".
 
وبحسب الموقع، "إن الوساطة، التي ترسخت في دستور قطر، هي الركيزة الأساسية لحكم الدولة بالنسبة للمملكة الصغيرة الغنية بالهيدروكربونات في بيئة غير آمنة، وهي تمنح الدوحة أهمية ومكانة في النظام الدولي. إن قطر قادرة على التحرر من اللامبالاة والسلبية التي يُحكم على العديد من الدول الصغيرة بالبقاء عليها.وبفضل توفيرها لجسر حاسم بين القوى العظمى والجهات الفاعلة غير الحكومية، فضلاً عن الجنوب العالمي والشمال العالمي، أصبحت قطر قوة مهمة في عصر التشابك العالمي، كما أنها توفر الاستقرار. إن الشبكات التي تستطيع قطر استخراجها من مشاركاتها المختلفة تسمح للدوحة بتحوط رهاناتها. وباعتبارها "سويسرا الشرق الأوسط"، فقد برزت كمركز لا غنى عنه في شبكة الوساطة العالمية،ولن يكون أحد أحمقاً بما يكفي لقتل الوسيط".
 
وأضاف الموقع، "لكن الوساطة بين الأطراف غير المحتملة ليست خالية من المخاطر. فقد أثار احتلال قطر لمركز الصدارة في هذا الصراع حسد الجيران والمنافسين. وكان المحاربون في مجال المعلومات يستمتعون بيوم حافل مع استضافة الدوحة لجهات فاعلة مسلحة غير حكومية مثل حماس وطالبان، وإن كان ذلك بناء على طلب الإدارات الأميركية المتعاقبة. ولقد دفعت سنوات من الحملات السردية المسلحة ضد الدولة الخليجية البعض في الدوحة إلى التساؤل عما إذا كانت الوساطة تستحق العناء حقا".
 
وبحسب الموقع، "لقد لعب رئيس وزراء قطر، الذي تولى إدارة عملية الوساطة بصبر، دوراً رئيسياً في حشد الدعم حولها على المستوى المحلي. ولا شك أن الاختراق الذي تحقق في غزة يثبت صحة ما قاله. لقد قلل كثيرون من شأن دور قطر إلى مجرد رسول ينقل الملاحظات من غرفة إلى أخرى، ولكن خمسة عشر شهراً من الوساطة أظهرت أنها أكثر من ذلك. فهي تتمتع بنفوذ وهي حريصة على استخدامه. وبالنسبة لأمثال حماس، فقد وفر لهم مكتبهم الافتراضي في الدوحة الشرعية والقدرة على الوصول، الأمر الذي خلق نوعاً من الاعتماد المتبادل على حسن نية قطر، وهو ما استخدمه الوسطاء على المستوى التجاري لانتزاع التنازلات".
 
وتابع الموقع، "استخدمت قطر تقليديا التسهيلات لتسهيل الصفقات، فوعدت بتقديم المساعدات لإعادة الإعمار أو دفع فدية للرهائن.وتشكل ثروة الدولة الخليجية من الهيدروكربونات أيضا سببا يدفع واشنطن إلى الاعتماد على قطر، على أمل أن تلعب دورا بعد الوساطة لضخ الأموال التي تشتد الحاجة إليها في جهود إعادة إعمار غزة. وبغض النظر عن كل الحماس، فإن تاريخ نتنياهو الطويل في عرقلة وتعطيل الصفقات التفاوضية يعطي أكثر من سبب كاف للشك والسخرية. فقطر تمتلك عملية التنفيذ وآلية المتابعة للصفقة، جنبا إلى جنب مع مصر والولايات المتحدة، وسوف يكون ترامب مفتاحا لضمان تنفيذ الصفقة. وهنا، لا ينبغي للدوحة أن تتوسط بين إسرائيل وحماس لتجاوز العقبات فحسب، بل ينبغي لها أيضا أن تحشد إدارة ترامب حول عملية التنفيذ".
 
وبحسب الموقع، "إن التحدي الأعظم سيكون تحويل الاتفاق من تبادل الأسرى والرهائن إلى اتفاق وقف إطلاق نار مستدام ينهي الحرب في غزة. وفي الوقت الحالي، يبدو أن الإرادة السياسية داخل إدارة نتنياهو غير كافية لإنهاء الحرب والانسحاب من كل اراضي غزة. وسيتعين استخدام نفوذ قطر لدى المحاورين الرئيسيين في إدارة ترامب بشكل استباقي لضمان عدم تخفيف البيت الأبيض الجديد للضغوط عن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل. ولن يمر الطريق إلى حل طويل الأجل في غزة عبر الدوحة إلا عندما تتحول المرحلة الأولى من الاتفاق إلى المرحلتين الثانية والثالثة".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban