Advertisement

عربي-دولي

قبل وبعد الحرب.. هكذا تغيّرت غزة

Lebanon 24
19-01-2025 | 07:00
A-
A+
Doc-P-1308342-638728804096487969.jpg
Doc-P-1308342-638728804096487969.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
نشر موقع "بلينكس" الإماراتي تقريراً تحت عنوان "غزة قبل الحرب وبعدها.. قطاعان مختلفان"، وقال فيه إنّه بعد شهور طويلة من المفاوضات ومحاولات التوصل إلى هدنة تؤدي إلى إنهاء الحرب في غزة، تحققت أمنية سكان القطاع الفلسطيني أخيراً، وتوصلت حركة حماس إلى اتفاق مع إسرائيل.
Advertisement
 
 
وشنت إسرائيل حربها على قطاع غزة في يوم 7 تشرين الأول 2023، وقصفت القطاع الفلسطيني بشكل مستمر يومياً، ليتحول إلى أكوام من الركام، وينتشر الدمار في كل مواقعه تقريبا.

وأفادت تقارير أممية ودولية عدة بأن قطاع غزة "لم يعد صالح للحياة"، بعدما دمرت الحرب القطاع الصحي بالكامل، واستهدفت البنية التحتية في كل مدن القطاع، فضلا عن تدمير آلاف المباني السكنية.
 
قبل ذلك، كان قطاع غزة ينبض بالحياة، الكثير من المستشفيات والمدارس والمصالح الحكومية، والأسواق والمتاجر والمساجد والكنائس، لتصبح غزة القديمة المحفورة في ذاكرة سكانها، مختلفة كليا عن غزة ما بعد الحرب، فماذا نعرف عن "الغزتين"؟
 
غزة قبل 7 تشرين الأول
 
لم تكن الحياة في قطاع غزة وردية قبل الحرب، لكنها كانت حياة، على عكس الوضع الحالي، إذ يعاني السكان في القطاع الفلسطيني من نقص الغذاء والدواء، والخدمات الأساسية، فضلا عن الدمار الشامل الذي تعرض له كل شيء، بما في ذلك المنازل السكنية والطرق العامة.
 
في تشرين الأول الماضي، وبعد عام تقريبا على بداية الحرب، نشرت الإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة "NPR" ، شهادات حول طبيعة الحياة في غزة قبل 7 تشرين الأول، عندما كانت حركة حماس هي الحاكم الأول والأخير.
 
وتحدث آية بطراوي مراسلة الإذاعة الأميركية عن طبيعة الحياة في غزة قائلة: "اعتاد سكان غزة أن تهتز حياتهم كل بضع سنوات، بسبب الصراعات والحروب مع إسرائيل، الفرار من المنازل واللجوء إلى المدارس ودفن الضحايا، كلها أشياء مألوفة لديهم".
 
وتابعت: "كانت تعيش غزة على المساعدات الإغاثية والاقتصادية القادمة من الخارج، كما كانت هناك علاقة مباشرة مع إسرائيل، للدرجة التي دفعت حكومة تل أبيب لمنح عشرات الآلاف من تصاريح العمل لمواطني غزة من أجل العمل في مدن إسرائيلية".
 
ونشرت وكالة أسوشيتد برس في تشرين الأول الماضي، مقطعاً مرئياً للحياة قبل الحرب في قطاع غزة، وأظهرت مدن كاملة طبيعية تشبه المدن العادية في البلاد الأخرى، طرق سريعة وضخمة، وحدائق ومبان حكومية وسكنية ومصارف وأسواق، وعلى النقيض تماماً، تحول كل ذلك إلى أنقاض.
 
وصنعت مؤسسة "أطباء بلا حدود" فيلما وثائقيا، عن طبيعة العيش في غزة قبل الحرب الحالية، وتحدث السكان عن تأثير الحصار الإسرائيلي، وفرض القيود على استيراد الحاجات الأساسية مثل المواد والأجهزة الطبية الضرورية.

وتمتعت حركة حماس بصلاحية الحكم المنفرد في قطاع غزة، وشكلت حكومة كاملة، ووزارات مختلفة، وفرض جنودها الأمن في مختلف مدن القطاع وسيطروا عليه، لكن كان كل ذلك يحدث تحت الحصار الإسرائيلي من كافة الجهات.

وأفاد البنك الدولي أن ما يقرب من ثلثي السكان في غزة كانوا يعيشون تحت خط الفقر، وعاش بالفعل الآلاف قبل حرب 7 تشرين الأول في مخيمات لاجئين تحت إدارة الأمم المتحدة، وعانى كل السكان من الحصار الإسرائيلي، وفقا لشبكة " بي بي سي".
 
 
ورغم الصعوبات التي كانت تواجه السكان في غزة قبل 7 تشرين الأول 2023، كانت الحياة تسير على طبيعتها، ولم يكن هناك عدادا للقتلى والمصابين بشكل يومي، ولم يضطر السكان إلى النزوح والتهجير، وكانت الأسواق تكتظ بالجماهير، وكذلك الملاهي ومواقع الترفيه والشواطئ في الصيف، كل هذه الأمور التي أصبحت الآن دربا من الخيال بعد تدمير القطاع.
 
غزة بعد الحرب
 
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، كشف عن انخفاض عدد سكان غزة بنسبة 6% في الفترة ما بين 7 تشرين الأول 2023 وحتى بداية العام الجاري، إذ غادر نحو 100 ألف فلسطيني القطاع، مع اعتقاد أن أكثر من 55 ألفا لقوا حتفهم أو اختفوا، وفقا للتقرير الذي نشرته وكالة رويترز.
 
وبحسب الإحصاء فإن عدد سكان غزة انخفض بنحو 160 ألف نسمة خلال فترة الحرب، مع التأكيد على أن نسبة 47% من السكان، ما بين أطفال ومراهقين تحت 18 عاماً.
 
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، في آخر بيان لها، الثلاثاء 14 يناير، ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى 46 ألفا و645 منذ بداية الحرب، وإصابة 110 ألفا و12 شخصا، بإصابات مختلفة.

الجهاز الإحصائي الفلسطيني، أكد أن الخسائر البشرية والمادية في قطاع غزة نتيجة الحرب "كارثية"، مؤكدا أن هناك الكثير من العائلات محيت بالكامل، مع تدمير شامل للبنى التحتية.
 
وفي بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" مطلع يناير الجاري، قال رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إن الأرقام "مرعبة" بشأن الضحايا في قطاع غزة، والتدمير الذي حل بالقطاع.
 
وقالت الإذاعة الوطنية الأميركية إن ما يقرب من 60% من المباني في قطاع غزة تم تدميرها خلال الحرب، أو تضررت بشكل بالغ، وفقا لتحليل الأقمار الصناعية الذي أجراه كوري شير من مركز الدراسات العليا بجامعة نيويورك، وجامون فان دين هوك من جامعة أريغون.

وأشار التقرير الذي أعلن في تشرين الأول الماضي، إلى أن مدينة غزة شهدت تدمير 71% من مبانيها، وشمال غزة فقدت 67% من مبانيها، مع استمرار عداد الخسائر مع الحرب.
 
وكشف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن تدمير أو تضرر 87% من مدارس غزة خلال الحرب، بعد إلقاء كميات ضخمة من القنابل عليها، وتحول بعضها إلى أماكن صراعات عسكرية.
 
وبسبب المباني المهدمة زاد حجم الحطام داخل القطاع عن 37 مليون طن، وفقا لتقديرات الأمم المتحدة، ما يجعل مهمة إعادة الإعمار تحتاج جهودا عملاقة لرفع الركام فقط، وتمهيد الأراضي لإعادة البناء.
 
وفي تقديرات تحليلية أصدرها مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية في سبتمبر الماضي، كشف عن تدمير 68% من الطرق في قطاع غزة أو تضررها، الأمر الذي سيعيق الحركة حتى بعد انتهاء الحرب.

حكم جديد في غزة
 
قبل الحرب كانت غزة تحت حكم حماس، وبعد الحرب لن تكون كذلك على الأرجح، بعد رفض إسرائيل والولايات المتحدة استمرار الحركة الفلسطينية في حكم القطاع، والعمل على استبدالها.
 
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، قال في بيان الثلاثاء 14 كانون الثاني، إن قطاع غزة الجديد لن يكون تحت حكم حماس، ولن يخضع كذلك تحت السيطرة الإسرائيلية، مشيرا إلى "حكم جديد" للقطاع.
 
وأكد بلينكن أن إسرائيل ستخرج بالكامل من القطاع عقب انتهاء الحرب، وستخضع غزة لإدارة جديدة "تشمل فلسطينيين من غزة وأعضاء من السلطة الفلسطينية"، بصورة مؤقتة لتسليم المسؤولية كاملة إلى إدارة جديدة لاحقا، وسيكون ذلك بالتعاون مع مسؤول كبير في الأمم المتحدة.

وأشار وزير الخارجية الأميركي إلى أن حفظ الأمن داخل غزة سيتم من خلال قوات أمن بقيادة السلطة الفلسطينية في غزة، تركز على القانون والنظام وتتولي بشكل تدريجي مهام البعثة الأمنية المؤقتة، وفقا لما أوردته شبكة "سي إن إن".
 
وترفض أصوات إسرائيلية في الحكومة ترك قطاع غزة لأي إدارة فلسطينية أخرى، إذ قال يسرائيل كاتس وزير الدفاع الإسرائيلي، الشهر الماضي في تصريحات لصحيفة "هاآرتس"، إن بلاده يجب أن تسيطر على غزة كما تفعل في الضفة الغربية.
 
وأبدى أحد قادة المكتب السياسي لحماس، باسم نعيم، مرونة في ترك الحركة حكم قطاع غزة بعد الحرب، في تصريحات له مع الإذاعة الوطنية الأميركية، في شهر آب الماضي.
 
وتأتي تصريحات بلينكن التي ربما تكون الأخيرة له، قبل أن يترك منصبه مع الرئيس الحالي جو بايدن في 20 يناير الجاري، لتمهد الطريق إلى غزة جديدة تحت حكم مختلف بعيدا عن إسرائيل وحماس. (بلينكس - blinx)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك