رعت وزارة الثقافة ممثلة بالمدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد حفل توقيع كتاب القسم الاول من موسوعة علامّة
المسلمين العلويين الشيخ سليمان الأحمد للشيخ شادي عبده مرعي في مركز الصفدي الثقافي-
طرابلس، في حضور مفتي
الشمال الشيخ محمد امام. مفتي
عكار الشيخ زيد محمد بكار زكريا، رئيس اساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، ممثل ابرشية طرابلس
المارونية المطران يوسف سويف، النائب جميل عبود، النائب حيدر ناصر، النائب السابق مصباح الاحدب ورئيس اتحاد بلديات الفيحاء المهندس وائل زمرلي.
والقى
المدير العام للشؤون الثقافية الدكتور علي الصمد كلمة بالمناسبة جاء فيها :"إذا كان قدرنا في
لبنان وفي هذا المشرق أن نتعرض للاعتداءات والحروب والنزاعات والمؤامرات الخارجية، وإذا كان قدرنا ان نشهد نزعات داخلية نحو الانعزال ونحو الحروب والاقتتال والتفكك، فإن قدرنا أيضا أن نواجه كل ما سبق وأن نتصدى لكل ما سبق بل وأن ننتصر على كل ما سبق من خلال العودة إلى المسلَّمات، إلى الثوابت، إلى الركائز التي بني عليها وطننا لبنان والتي ميزت هذا المشرق ايضاً، وهي أولاً التمسك بالحرية، اي حرية التفكير والتعبير والإبداع وثانيا ًحماية التنوع في الفكر والدين، وثالثاُ العيش معاً من خلال التفاعل بين مختلف المكونات الدينية والطائفية والسياسية والجهوية".
وأضاف: "اذا كنا وعلى الرغم من جميع التحديات قد نجحنا في مواجهة كل ما سبق، فذلك يعود لأسباب عديدة، لعل اهمها بروز رجالات كان لها الدور الكبير في نشر الوعي، ومن خلال اطلاق عملية الإصلاح والتنوير داخلياً ومجابهة المؤامرات الخارجية، ويأتي في طليعتهم الشيخ سليمان الأحمد، من ضمن كوكبة من الرجالات تضمه الى المفتي الشهيد حسن خالد والشيخ صبحي الصالح والبطريرك مار
نصرالله بطرس صفير والسيد محمد مهدي شمس الدين والبطريرك بشارة
الراعي وسماحة مفتي الجمهورية عبداللطيف دريان الذي قام بالامس بزيارة تاريخية لسوريا واخوانه المفتين الحاضرين بيننا اليوم المفتي محمد امام والمفتي الشيخ زيد محمد بكار زكريا وغيرهم الكثير الكثير. ومن هذه الزاوية تحديدا نرى اهمية لقاءنا هذا حول الموسوعة التي كتبها الدكتور شادي مرعي والتي يتناول فيها سيرة شيخ فقه وقاض جليل وعالم وعلامة المسلمين العلويين هو الشيخ سليمان الاحمد."
وتابع الصمد : "لقد انكب الشيخ سليمان الأحمد خلال مسيرته على اصلاح الطائفة العلوية التي كانت في مطلع القرن العشرين، وبحسب الكاتب، اقتبس" بأن انفرد أبناءها في جبالهم وفي بعض سهولها وامتنعوا عن الاتصال والتواصل مع أهل المدن "واستغنوا عن كتب الأدب والعلوم وانتشرت بينهم الخرافات".
وتطرق الى انجازات الشيخ الاحمد حيث قال: "وكان للشيخ سليمان الأحمد إنجازات كبيرة على صعيد: مسار الإصلاح والتعليم والتنوير للطائفة العلوية التي حققت نهضة غير مسبوقة؛ الخروج من الإنعزال والانفتاح على سائر الطوائف؛ وفي دوره في مواجهة الانتداب الفرنسي على
سوريا والتصدي لمحاولاته باستمالة العلويين وتأليبهم على أبناء الطائفة السنية؛ان ما مر علينا في لبنان وتحديدا هنا في مدينة طرابلس، وما تشهده الدول المجاورة من أحداث وما تواجهه من تحديات، كل ذلك يدعونا للتوقف والتفكر في السبيل الذي يحفظ منعتنا الداخلية ويعزز من قوة واستقرار كل دولة."
وختم الدكتور الصمد :"من هنا اهمية العودة إلى سيرة الشيخ سليمان الاحمد الذي كان شاهداً على أحداث قتل ونهب وسلب شهدها الساحل السوري قبل مئة عام، فكان ان أصدر فتوى مشهودة، اقتبس: "إلى سائر إخواننا من أهل الولاية، إن هذه الفوضى خارجة عن الدين والإنسانية معاً، والواجب على كل من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبذل وسعه لإرجاع هذه المسلوبات إلى أربابها".