Advertisement

منوعات

سر اللون الأزرق المصري… العلماء يعيدون اكتشاف صبغة الفراعنة بعد آلاف السنين (صور)

Lebanon 24
27-06-2025 | 00:32
A-
A+
Doc-P-1383288-638866068841946657.png
Doc-P-1383288-638866068841946657.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
قبل أن يُلهم اللون الأزرق أعمال عظماء مثل بيكاسو ومايلز ديفيس وجوني ميتشل، كان هذا اللون رمزًا للجمال والروحانية لدى قدماء المصريين، الذين زينوا به جدران المقابر والتماثيل والتحف. واليوم، يعود هذا اللون إلى الضوء من جديد، بعد أن تمكن باحثون من جامعة ولاية واشنطن وشركاء من مؤسسات بحثية أميركية مرموقة من إعادة تصنيع "الأزرق المصري"، أقدم صبغة صناعية معروفة في التاريخ.
Advertisement

في دراسة حديثة نُشرت في مجلة NPJ Heritage Science، كشف الباحثون أنهم نجحوا في ابتكار 12 وصفة مختلفة لإنتاج الصبغة التي عرفها الفراعنة منذ آلاف السنين، مستخدمين تركيبات متنوعة من النحاس، ورمل الكوارتز، والملاكيت، وكربونات الصوديوم، مع تسخينها إلى درجات حرارة وصلت إلى 1000 درجة مئوية.

هذا الإنجاز العلمي لم يكن مجرد تجربة مخبرية، بل محاولة لفهم أسرار تكنولوجية قديمة ضاعت بمرور الزمن، لا سيما بعد انقطاع استخدامها في العصور الوسطى. واستخدم الفريق تقنيات تحليل متطورة كـحيود الأشعة السينية وطيف رامان، وقارن النتائج بصبغات حديثة وأثرية محفوظة في متاحف عالمية، مثل متحف التاريخ الطبيعي في وسط أفريقيا.

أظهرت النتائج أن الأزرق المصري ليس لونًا ثابتًا بل تركيبة معقدة، تتغيّر خصائصها حسب مدة التسخين وطريقة التبريد. وقال البروفيسور جون ماكلوي، أحد مؤلفي الدراسة: "فوجئنا بأن الجزيئات لم تكن متجانسة، ومع ذلك، أنتجت ألوانًا نابضة بالحياة، رغم أن بعضها لم يحتوي إلا على 50% من المكونات الزرقاء."

ويُعتقد أن المعالجة الطويلة والتبريد البطيء هما العاملان الرئيسيان في الوصول إلى أكثر الدرجات نقاءً وصفاءً من اللون الأزرق.
 
بدأ المشروع، بحسب ماكلوي، كنشاط بسيط لإعداد مواد تعليمية، لكنه تطور إلى دراسة علمية كاملة بفضل تجدد الاهتمام العالمي باللون الأزرق المصري، والفضول لمعرفة كيف استطاعت الحضارات القديمة الوصول إلى هذه التقنية.

ويُعرض الآن جزء من هذه العينات ضمن معرض "قصص نحتفظ بها" في متحف التاريخ الطبيعي بوسط القاهرة، على أن يُصبح هذا الإنجاز جزءًا من المعرض الدائم "مصر على ضفاف النيل" المرتقب افتتاحه في أواخر عام 2026.
 

بفضل التعاون بين التكنولوجيا الحديثة وفضول العلم، تمكّن الباحثون من إعادة إحياء أحد أعظم أسرار الحضارة المصرية القديمة، مثبتين أن الألوان لا تبهت بمرور الزمن... بل قد تعود لتُدهشنا من جديد.
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك