في وقت تتصاعد فيه المخاوف من اندلاع نزاعات نووية على خلفية التوترات العالمية المتزايدة، أثار مقطع فيديو تفاعلي نُشر عبر حساب "Atomic Marvel" على منصات التواصل الاجتماعي
ضجة كبيرة، بعد أن كشف بتفاصيل دقيقة الآثار المدمرة لانفجار قنبلة نووية على جسم الإنسان والبيئة.
الفيديو، الذي تجاوزت مشاهداته 13 مليونًا، اعتمد أسلوب المحاكاة البصرية لتوضيح ما يحدث بدقة للجسم
البشري وفق المسافة من مركز الانفجار، مقسّماً الكارثة إلى خمس مناطق دمار رئيسية، تبدأ من دائرة الانفجار الحراري وتنتهي بأثر الصدمة الهوائية والحرائق الممتدة.
حتى على بُعد ميلين (3.2 كيلومتر) من مركز التفجير، تظهر التأثيرات على الجسم مروعة. الحرارة الشديدة قد تؤدي إلى حروق من الدرجة الثالثة، والضغط الناتج عن موجة الانفجار قد يسبب تمزقات داخلية في الرئتين والأعضاء الحيوية، فضلًا عن الشظايا الناتجة عن الانفجار التي تتحول إلى مقذوفات قاتلة.
إلى جانب الأضرار البشرية، حذر الفيديو أيضًا من الآثار البيئية والمناخية بعيدة المدى، حيث يؤدي الغبار
النووي والدخان الناتج إلى تغييرات مناخية مؤقتة تُعرف بـ"الشتاء النووي"، قد تتسبب في انخفاض درجات الحرارة عالميًا، وفشل المحاصيل الزراعية، وحدوث مجاعات محتملة.
ووفقاً للمحاكاة التي تعتمد على بيانات انفجار "تجربة ترينيتي" النووية الأولى عام 1945 بقوة 18.6 كيلوتون، فإن الأشخاص في المنطقة الأبعد (بين 1.27 و3.27 كيلومتر) معرضون لحروق في شبكية
العين بسبب وميض الانفجار الشديد، بالإضافة إلى حروق من الدرجة الثانية وتأثر السمع بالصمم المؤقت أو الدائم. أما في المناطق الأقرب (حتى 600 متر)، تتفاقم الإصابات لتشمل صدمات قوية تقذف الضحايا بعيداً، مع حروق من الدرجة الرابعة وإصابات خطيرة في الأعضاء، فضلاً عن احتمال التبخير الفوري لمن هم أقرب من 200 متر.
ويشير التقرير المنشور في صحيفة "
ديلي ميل"
البريطانية إلى أن المحاكاة لا تعكس بدقة حجم الدمار الذي ستسببه القنابل النووية الحديثة، حيث أن قوة الأسلحة الحالية تقاس بمئات الكيلوتونات، أي أكثر من 10 أضعاف قوة قنبلة ترينيتي. على سبيل المثال، تفجير نووي بقوة 500 كيلوتون في مدينة مكتظة مثل
لندن قد يؤدي إلى مقتل 400,000 شخص على الفور، وإصابة أكثر من 850,000 آخرين بجروح مختلفة.
يُضاف إلى ذلك، خطر التسمم الإشعاعي المزمن الذي يلوّث الهواء والماء والتربة لسنوات طويلة، وهو ما يسبب أمراضاً مثل مرض الإشعاع الحاد والسرطانات. ووفقا لتقارير من
الحملة الدولية لإنهاء الأسلحة النووية (ICAN)، فإن المرافق الطبية لن تكون كافية لمعالجة العدد الهائل من المصابين بحروق الإشعاع في حال وقوع هجوم نووي.