في عام 2005، شهدت
البرازيل واحدة من أحلك لحظات تاريخها الكروي، بعد أن فجرت "
مافيا الصافرة"، أكبر فضيحة تحكيمية ضربت اللعبة في بلد يُعدّها ديانة.
التحقيقات التي كشفها الصحفي أندريه ريزيك في مجلة
فيغا كشفت شبكة فساد متكاملة، تورط فيها
الحكم الدولي إيديلسون بيريرا دي كارفاليو، الذي كان يحمل شارة
الفيفا، ويُعد من أبرز قضاة الملاعب في اتحاد
ساو باولو. لكن خلف الصافرة، كان كارفاليو شريكًا في مؤامرة تلاعب بنتائج نحو 40 مباراة، بمساعدة رجل الأعمال
نجيب فياض، العقل المدبّر لشبكة مراهنات دفعت ما يصل إلى 10 آلاف
ريال برازيلي لكل مباراة فاسدة.
الفضيحة دفعت الشرطة لاعتقال كارفاليو في 24 ايلول 2005، بعد
يوم واحد من نشر التحقيق. وأُعيدت 11 مباراة فقط من
الدوري البرازيلي الممتاز، وهو ما غيّر مسار البطولة بالكامل. فبفضل الإعادة، جمع كورينثيانز نقاطًا حاسمة، وانتزع اللقب من إنترناسيونال، الذي كان على وشك التتويج.
لم تكن البطولة الوحيدة التي تضررت، بل انهارت معها ثقة الجماهير، وسقطت معها أسطورة "اللعب النظيف".
رغم إقصاء كارفاليو وزميله باولو دانيلون من التحكيم
مدى الحياة، أسقطت
المحكمة العليا التهم لاحقًا، لأن القانون البرازيلي حينها لم يكن يعترف بجريمة "الاحتيال الرياضي" ،ولم يُدرج إلا بعد خمس سنوات، في عام 2010.
فضيحة القرن في
كرة القدم البرازيلية لم تغيّر فقط اسم البطل، بل شوّهت سجل اللعبة، وخلّفت جرحًا لا يُنسى في ذاكرة الجماهير. (شبكة تواصل)