Advertisement

لبنان

هذه هي الفرصة الأخيرة أمام اللبنانيين

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
15-07-2025 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1391477-638881668371847463.jpg
Doc-P-1391477-638881668371847463.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
إذا سلّمنا جدلًا بأن سلاح "حزب الله" لم يستطع أن يردع إسرائيل من أن تدّمر أكثر من 93 قرية جنوبية بالكامل، ولم يحل دون وصول الأذى الإسرائيلي إلى البقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، فإنه حكمًا لن يستطيع أن يقف في وجه تلزيم لبنان للقوى الإقليمية، بحسب ادعاءات توم برّاك، حين يبلغ التمادي الخارجي في اعتبار اللبنانيين قصارًا ولم يبلغوا بعد سن الرشد السياسي، وهم بالتالي غير قادرين على أن يحكموا أنفسهم بأنفسهم، بل يحتاجون دائمًا إلى وصاية خارجية لتسيير شؤونهم حتى ولو كان ذلك على حساب كراماتهم الوطنية.
Advertisement
ما قاله برّاك من هرطقات تاريخية وجغرافية غير مقبول أيًّا تكن الظروف التي أملت عليه هذه النظرية "الخنفشارية"، وبالتالي فإن مواجهتها لن تكون بالطبع بالسلاح، الذي يصرّ "حزب الله" على الاحتفاظ به من دون أي مبرّر عقلاني ومنطقي. فالمواجهة الوحيدة الممكنة والمتاحة والناجعة لن تكون سوى بوحدة الموقف اللبناني برفض كل ما يُحاك ضد لبنان، الذي أثبت في الماضي بأنه ليس "خطأ تاريخيًا"، وبأنه جدير بأن يكون "كبيرًا" كما أراده البطريرك الماروني التاريخي الياس الحويك، وكما توحدّت إرادة اللبنانيين عندما قالوا معًا "لا للشرق ولا للغرب"، ويوم وقفوا، "كتائب" ونجادة" في ساحات بيروت، رافضين الهيمنة الفرنسية ومطالبين بالاستقلال، الذي لا يزال غير منجز ما دام كل فريق يحاول أن يستقوي بالخارج على الأفرقاء الآخرين.
فإذا لم يتوحدّ اللبنانيون اليوم في وجه محاولات تذويب وطنهم ككيان قائم بذاته، وتوزيعه "جوائز ترضية" على "القوى الإقليمية"، والمقصود بالطبع إسرائيل وسوريا، فلن يستطيعوا أن يتوحدّوا على أمر آخر، وسيندمون ساعة لا يعود ينفعهم الندم.   
لقد طغت تداعيات تصريح برّاك على ما عداها من أحداث أخرى، على رغم أهميتها، وإن كان ما يربط بينها من أسباب ومن نتائج قد يكون واحدًا، وهو غياب الدولة بما تمثّله من رمزية وجودية، مع استمرار موجات مواجهتها بتحديّها من هنا وهناك، لأسباب لم تعد خافية على أحد، خصوصًا أن ترابط الأحداث السياسية والأمنية يثبت مرّة بعد مرّة أن ثمة قرارًا في مكان ما بعدم تعافي لبنان وتركه فريسة الهواجس والمخاوف المتلاحقة.
فعلى رغم التطمينات التي تصدر عن المراجع الأمنية المعنية والمستندة إلى تقارير مخابراتية في شأن الوضع الأمني العام في البلاد، فإن المكتوي من الحليب لا يزال ينفخ على اللبن طالما أن الجمر لا يزال تحت الرماد. فما جرى على الساحة اللبنانية منذ أن قرّر "حزب الله" ربط الساحة اللبنانية بالساحة الغزاوية والساحة الإيرانية لم يكن بريئًا، بحسب بعض الأوساط الديبلوماسية، التي تربط هذه التطورات بالوضع الأمني العام في منطقة الشرق الأوسط، وبالأخص بعد السقوط السريع والمفاجئ لنظام الأسد في سوريا، التي يبدو أنها لا تزال تعيش أيامًا صعبة، وكأنها تجلس على فوهة بركان يغلي، وفق ما يُرصَد من تحركات أميركية وإسرائيلية وإيرانية وتركية، على رغم الكلام الأميركي الذي يتحدّث عن المتغيّرات السريعة والمتسارعة، التي تحققت في "بلاد الشام" منذ تولّي الرئيس أحمد الشرع السلطة فيها.
وعليه، فإن أنظار الجميع شاخصة نحو كل هذه المعطيات، التي لا تطمئن تطوراتها كثيرًا بعض الذين لا يزالون متفائلين، وتجعلهم يترقبون ما يمكن أن يحدث، خصوصًا أن الذين يخطّطون لافتعال حوادث أمنية متفرقة لن يستكينوا، خصوصًا أن ما يُعرف بـ "الخلايا الإرهابية النائمة" بدأت تستعيد بعضًا من نشاطها التخريبي، وسط شائعات كثيرة مثيرة للجدل. وهذا ما أشار إليه صراحة البيان الأخير للجيش.
وعلى رغم كل هذا السواد، الذي يسبق جلسة مساءلة الحكومة اليوم، فإن ما أعلنه النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في دولة الكويت فهد يوسف سعود الصباح من "أن هناك خبرًا إيجابيًا ستسمعونه من رئيسكم مباشرة وليس مني" أعطى اللبنانيين جرعة جديدة من الأمل المفقود بين زواريب السياسات الخارجية والتخبطّ الداخلي، على أن يبقى الصيف الواعد في الربوع أقوى من أي مخططات جهنمية. ويكفي أن يزور السياح الذين يقصدون لبنان هذا الصيف الصخرة الشاهدة عند مدخل نهر الكلب ليتأكدوا بأن جميع الذين تآمروا على لبنان قد رحلوا عنه، وبقي هو صامدًا في وجه الأعاصير.  
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas