في كل صيف، تتكرّر المأساة نفسها. فتيات محجّبات يُمنعن من السباحة، وأخريات غير محجبات يُفرض عليهن تغطية أجسادهن.
وفي بلد يتغنّى بالحريات، تتحوّل الشواطئ والمنتجعات إلى ساحات تمييز صارخ ضد النساء، تحت ذريعة "الزي المناسب".
في بعض مناطق
الشمال وبيروت، تعاني النساء المحجّبات من تضييق ممنهج في عدد من المنتجعات، يشمل المنع من الدخول أو السباحة بحجّة عدم ارتداء لباس السباحة "المعتمد".
رغم أن البوركيني هو لباس مخصص للسباحة ومعتمد عالميًا، تُقابل النساء المحجّبات بنظرات دونية، ومعاملة تمييزية، فقط بسبب خيارهن في ارتداء الحجاب.
وفي مشهد معاكس تمامًا، تشهد بعض مناطق الجنوب، وعلى رأسها
صيدا، فرض نمط اجتماعي مختلف.
النساء غير المحجّبات أو اللواتي يرتدين "
البكيني" يُمنعن من السباحة، ويُلزمن بلباس "محتشم" كشرط للدخول.
المفارقة أن التمييز نفسه يُمارس، لكن باتجاه معاكس.
هذا التفاوت في المعايير يكشف عن واقع غير متوازن، ويطرح تساؤلات جوهرية حول حرية
النساء في الأماكن العامة، وحقّهن في اختيار لباسهن دون وصاية أو تمييز، سواء لأسباب دينية أو ثقافية.
وفي ظل غياب إطار قانوني واضح ينظّم عمل المنتجعات، ويُلزمها بعدم التمييز على أساس اللباس أو المعتقد، تبقى حرية النساء في
لبنان رهينة الاجتهادات الفردية والمناخ الاجتماعي السائد في كل منطقة.