Advertisement

لبنان

هل يمنح إضعاف إيران وحزب الله لبنان فرصة لرسم مسار بعيدًا عن الصراعات؟

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban

|
Lebanon 24
11-07-2025 | 03:30
A-
A+
Doc-P-1389757-638878222276233155.png
Doc-P-1389757-638878222276233155.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
ذكر موقع "The Conversation" الأسترالي أنه "بعد حرب استمرت 12 يوما شنتها إسرائيل وانضمت إليها لفترة وجيزة الولايات المتحدة، خرجت إيران ضعيفة وأكثر عرضة للخطر، وهذا له تداعياتٌ وخيمةٌ على بلدٍ آخر في المنطقة: لبنان. لقد خسر حزب الله، الحليف الرئيسي لطهران في لبنان، الكثير من مقاتليه وترسانته ودعمه الشعبي خلال حربه مع إسرائيل في تشرين الأول 2024. والآن لم تعد لدى الحكومة الإيرانية القدرة الكافية لمواصلة تمويل ودعم وتوجيه الحزب في لبنان كما فعلت في الماضي. وفي إطار هذا التحول بعيداً عن نفوذ حزب الله، وضعت الولايات المتحدة مؤخراً شروطاً لاتفاق من شأنه أن يؤدي إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان مقابل نزع سلاح الحزب شبه العسكري بالكامل، وهو الاقتراح الذي يبدو أنه يحظى بدعم الحكومة اللبنانية. في الحقيقة، إن هذه الديناميكيات الإقليمية المتغيرة تمنح الدولة اللبنانية فرصة لرسم توجه أكثر حيادية وتحرير نفسها من الصراعات المجاورة التي أدت منذ فترة طويلة إلى تفاقم المشاكل المزمنة في الدولة المنقسمة والهشة".
Advertisement

وبحسب الموقع، "من الناحية الأيديولوجية، لعبت التطورات في إيران دوراً رئيسياً في تشكيل الظروف التي أدت إلى ولادة حزب الله. ومع مرور الوقت، ومع الدعم المستمر من إيران، أصبح حزب الله لاعباً مهماً في الشرق الأوسط، حيث تدخل في الحرب الأهلية السورية لدعم نظام بشار الأسد ودعم كتائب حزب الله، وهي فصيل عراقي مهيمن موالي لإيران. وفي عام 2016، اعترف الأمين العام لحزب الله آنذاك حسن نصر الله رسميًا بدور إيران في تمويل أنشطته. وبفضل الدعم الذي قدمته طهران، تمكن حزب الله فعلياً من العمل كدولة داخل الدولة، بينما استخدم نفوذه السياسي لنقض الغالبية العظمى من القرارات البرلمانية التي عارضها".


كيف تغيرت المعادلة
وبحسب الموقع، "سيكون من المبالغة القول إن ضعف موقفي حزب الله وإيران نتيجة لصراعاتهما مع إسرائيل منذ أواخر عام 2023 من شأنه أن يخلق تداعيات سياسية كبرى على لبنان. انتهى الفراغ الرئاسي الأخير وسط الخسائر العسكرية لحزب الله أمام إسرائيل، مع انتخاب لبنان قائد الجيش السابق جوزاف عون رئيساً للجمهورية. في غضون ذلك، ورغم التهديد بالعنف، زادت المعارضة لحزب الله، والتي تتألف من أعضاء في المجلس النيابي وشخصيات عامة، من انتقاداتها للحزب، ودعت إلى الحياد السياسي للبنان. خلال الحرب الإسرائيلية الإيرانية الأخيرة، شعرت المعارضة اللبنانية بجرأةٍ لتكرار دعوتها للحياد. وبفضل الوصاية الأميركية المتزايدة على لبنان، دعت بعض شخصيات المعارضة إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل. إن هذه الجهود المبذولة لإبعاد لبنان عن دائرة العنف ليست بالأمر السهل. في الماضي، كانوا يتعرضون للهجوم من قبل حزب الله وأنصاره بتهمة ما كانوا يعتبرونه خيانة عظمى. أما اليوم، فقد اختلف الأمر". 

وتابع الموقع، "مع التغيير الحذر للنظام السياسي، يواجه حزب الله تحديات مالية غير مسبوقة، ويعجز عن تلبية احتياجات مقاتليه، بما في ذلك الوعد بإعادة بناء منازلهم المدمرة. ومع تحدياتها الداخلية الجسيمة، أصبحت قدرة إيران على دعم حزب الله من الخارج أقل بكثير. ولكن كل هذا لا يعني أن حزب الله قد هُزم كقوة سياسية وعسكرية، خاصة وأن المناوشات المستمرة مع إسرائيل تمنح الحزب ذريعة خارجية. انتهت الحرب بين حزب الله وإسرائيل بوقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وفرنسا في 27 تشرين الثاني 2024، ومع ذلك، كانت إسرائيل تهاجم جنوب لبنان بشكل يومي تقريبًا. وفي ظل هذه الانتهاكات، يواصل حزب الله رفض نزع سلاحه، ولا يزال يصور نفسه باعتباره المدافع الوحيد عن وحدة الأراضي اللبنانية، مما يؤدي مرة أخرى إلى تقويض قوة الجيش والدولة اللبنانية".

وأضاف الموقع، "سيكون لجارة لبنان الأخرى، سوريا، دور حاسم أيضاً. فقد أدى سقوط نظام الأسد في كانون الأول 2024 إلى تقليص نفوذ حزب الله في المنطقة وقدرته على الوصول إلى العراق وإيران برًا. وفي الحقيقة، إن القيادة السورية الجديدة ليست مهتمة بدعم الفكر الشيعي الإيراني في المنطقة، بل بتمكين المجتمع السني الذي تعرض للقمع في ظل نظام الأسد . ومع أنه من السابق لأوانه الجزم بذلك، إلا أن التوترات الحدودية قد تترجم إلى عنف طائفي في لبنان، أو حتى إلى خسارة محتملة للأراضي. ومع ذلك، يبدو أن للحكومة السورية الجديدة نهجاً مختلفاً تجاه جيرانها عن سابقتها. بعد عقود من العداء، يبدو أن سوريا تختار الدبلوماسية مع إسرائيل بدلًا من الحرب، وليس واضحًا ما ستؤول إليه هذه المفاوضات وكيف ستؤثر على لبنان وحزب الله. مع ذلك، ثمة مخاوف حقيقية بشأن حدود جديدة في المنطقة".

وبحسب الموقع، "ستلعب الولايات المتحدة، كعادتها، دورًا محوريًا في الخطوات المقبلة في لبنان والمنطقة، وقد دأبت على الضغط على لبنان لنزع سلاح حزب الله. وعبّر السفير الأميركي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، عن "رضاه التام" عن استجابة لبنان، ولكن حتى الآن، لم يُلاحظ أي تغيير جوهري في هذا الشأن. في هذه الأثناء، ورغم دعوات الحياد والضغط الأميركي على لبنان، يصعب تصور بلد جديد ومحايد دون تغييرات جذرية في المنطقة. وأي مسار مستقبلي للبنان سيتطلب أولاً إحراز تقدم نحو السلام في غزة وضمان التزام إيران بعدم استخدام حزب الله وكيلاً لها في المستقبل". 
المصدر: لبنان24
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

ترجمة رنا قرعة قربان - Rana Karaa Korban