Advertisement

لبنان

هل قال برّاك كل ما لديه؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
09-07-2025 | 02:00
A-
A+
Doc-P-1388833-638876488886819776.jpg
Doc-P-1388833-638876488886819776.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
إذا أراد أي مراقب سياسي أن يدخل في عملية حسابية بين الوقت، الذي أمضاه الموفد الأميركي الرئاسي توم برّاك مع الرؤساء الثلاثة، كل واحد منهم على حدة، بالوقت الذي خصّصه للتحدّث إلى الصحافيين المعتمدين في القصر الجمهوري بعد لقائه الرئيس جوزاف عون لخرج باستنتاج واحد، وهو أن هذا الوقت هو نسبيًا أطول من أي حديث ثنائي، الذي يبدأ عادة بأخذ الصور، ويليه بعض المجاملات والتطرق إلى العموميات قبل الولوج في صلب الموضوع الأساسي، الذي أتى من أجله. وهذا التصريح الطويل هو الأول من نوعه، إذ أن سلفيه في هذه المهمة لم يكونا كثيري الكلام أمام الصحافيين.
Advertisement
وفي اعتقاد هؤلاء المراقبين أن برّاك استفاد من هذه الفرصة لكي يوجّه إلى اللبنانيين أكثر من رسالة، خصوصًا أنه بدا من خلال حديثه مع الصحافيين ملمًّا بأدّق تفاصيل الأزمات اللبنانية. وقد تطرّق في حديثه المطوّل إلى قضايا لم يجرؤ أحد من قبله على التطرّق إليها لا من قريب ولا من بعيد، وبالأخص في ما له علاقة بالموضوعين الإسرائيلي والسوري في هذا الوقت الحسّاس، الذي لا تزال فيه المسيّرات الإسرائيلية تستهدف أكثر من موقع لـ "حزب الله" في أكثر من منطقة لبنانية. وتُترك التفاصيل في سرد مضمون الرسائل التي أراد برّاك توجيهها إلى اللبنانيين، ومن ضمنهم بالطبع بيئة "حزب الله"، والتي يمكن اختصارها بالعناوين التالية:
أولًا، تكّلم بصفة "نحن" عندما كان يشير في حديثه إلى ما يجب أن يقوم به اللبنانيون. وهذا الأمر كان لافتًا، واستحوذ على الكثير من التعليقات الإيجابية، وذلك في دلالة واضحة إلى أصوله اللبنانية.
ثانيًا، قال إن هناك فرصة تلوح في الأفق "ولا أحد اكثر من اللبناني قادر على اغتنام الفرص المتاحة في مختلف انحاء العالم".  وأضاف: "في أي مكان في العالم ولو كان صحراء قاحلة، تجدون اللبناني قادراً على النجاح، لكن لسبب ما لا نستطيع أن نفعل ذلك في وطننا. وهذا أمر لا يصدق. حان الوقت، فالمنطقة تتغير وكل شيء يتحرك بسرعة فائقة. فالدول من حولنا تمر بتحولات وتغييرات".
ثالثًا، نقل مدى اهتمام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالوضع اللبناني، وهو الذي "أعرب عن التزامه واحترامه الكبيرين للبنان ودعمه ورغبته في مساعدته ودعمه لتحقيق السلام والازدهار. وانا لا أظن ان هناك أي تصريح مشابها لذلك منذ عهد دوايت ايزنهاور. ونحن ممتنون ومتفائلون لذلك".
رابعًا، لقد أعطى لبنان واللبنانيين فرصة للحوار "لأننا نحتاج الان الى التعمق وفترة للتفكير أكثر في التفاصيل، وهذا ما سنقوم به (...) هناك هندسة جديدة، علينا ان نغتم الفرصة الآن وسيكون على الجميع ان يتنازل عن شيء ما. فعندما يتخلى البعض عن بعض الامل الزائف او عن التوقعات غير الواقعية او عن الاوهام، او عن العداوات الداخلية التي عشناها، يمكنكم ان تحظوا بدعم من العالم أجمع لتحقيق ذلك. لكن لا بد من أن يبدأ ذلك من الداخل".
خامسًا، ألقى الكرة في الملعب اللبناني حين حمّلهم مسؤولية التغيير المطلوب "فإذا اردتم التغيير فأنتم من يجب أن يحدثه، ونحن سنكون الى جانبكم وندعمكم. أما إذا لم ترغبوا في التغيير، فلا مشكلة، فالمنطقة بأسرها تسير بسرعة فائقة، وأنتم ستكونون متخلفين يا للأسف".
سادسًا، كلامه عن إسرائيل "وانا اعتقد بأنها تريد السلام مع لبنان، ولكن التحدي يكمن في كيفية الوصول الى تحقيق ذلك. "حزب الله" هو حزب سياسي، لكنه ايضاً يمتلك جانباً عسكرياً. وهو يحتاج لان يرى ان هناك مستقبلاً له، وان الطريق المطروح ليس مفروضاً ضده فقط، بل هناك نقطة تقاطع بين السلام والازدهار يمكن ان تشمله ايضاً.
سابعًا، عندما تطرّق إلى موضوع "حزب الله" توجه إلى اللبنانيين بسؤال عمّا إذا كان "حزب الله" حزبًا سياسيًا أم لا، فلماذا تظنون ان اميركا او فرنسا او بريطانيا سيأتون الى لبنان لحل حزب سياسي في دولة سيادية؟ انها مشكلتكم وعليكم أنتم حلها".
ثامنًا، كشف أن الحوار قد بدأ بين سوريا وإسرائيل، و"هذا ما يجب أن يحصل من قِبل لبنان(...) "هذا ما احثكم على القيام به حالياً، هو تخطي مشاكل الماضي، فكلكم عانيتم بشكل كاف، وكل العائلات قد تأثرت بالمجازر التي حصلت في الجانبين. حان الوقت لإنهاء ذلك، ولكن لا يمكن لأميركا ان تعالج ما يحصل في الداخل، يمكنها المساعدة من الخارج، ولكن عليكم كلكم ان تتمتعوا بالروح الطيبة والسخية للقيام بهذا الامر".
ويبقى أن نسأل السيد برّاك: هل قال كل ما لديه أم أنه يخفي ما لا يمكن البوح به؟
 
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

اندريه قصاص Andre Kassas