Advertisement

لبنان

استبعاد أورتاغوس عن الملف اللبناني: الأسباب والتبعات

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
03-06-2025 | 11:00
A-
A+
Doc-P-1369763-638845407675749671.jpg
Doc-P-1369763-638845407675749671.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
شكل قرار إدارة ترامب استبعاد المبعوثة الأميركية الخاصة إلى لبنان مورغان أورتاغوس عن متابعة الشأن اللبناني مفاجأة نسبيّة، خاصة بعد الدور الفاعل الذي لعبته في لبنان وفي المنطقة. يعود هذا التغيير في النهج إلى مجموعة من العوامل الداخلية والإقليمية التي دفعت واشنطن إلى إعادة ترتيب أولوياتها في التعاطي مع الملف اللبناني.
Advertisement

أولاً، جاء تعيين اورتاغوس مع بداية ولاية ترامب وبالتوازي مع زخم عسكري وامني اسرائيلي واميركي ضد حزب الله، ما حفّز الإدارة على تبني نهج ضاغط عبر قنوات دبلوماسية وتصريحات إعلامية حادة. كانت أورتاغوس تمثّل الوجه الإعلامي الأبرز لهذا النهج، إذ دأبت على التأكيد في لقاءاتها وتصريحاتها على ضرورة استمرار الضغط السياسي على الحزب، حتى في ظل محاولات نزع سلاحه أو على الأقل تقييد نفوذه السياسي.

غير أن هذا الزخم تغيّر جذرياً في الأشهر الأخيرة. فعلى المستوى الميداني، استعاد حزب الله جزءاً من توازنه وقدرته على المناورة بعد بعض التطورات الإقليمية والعسكرية التي قلّصت التأثير المباشر للضغوط الإسرائيلية والأميركية. ومع تراجع حدة التصعيد وعودة الاهتمام الأميركي باتجاه ملفات أخرى، لم يعد ممكناً المواصلة في استراتيجيات المواجهة ذاتها داخل لبنان.

ثانياً، أدركت إدارة ترامب عمق التعقيدات اللبنانية، حيث إن الخيارات التي كانت تُطرح، مثل نزع سلاح حزب الله بالقوة أو اللجوء إلى حرب إسرائيلية شاملة، باتت خارج الإمكانات العملية للقوى السياسية الحليفة للولايات المتحدة داخل لبنان. إذ لا تمتلك هذه القوى القدرة على اتخاذ قرار مماثل من دون إشعال فتيل صراع داخلي واسع يؤدي إلى انهيار الوضع الأمني والاقتصادي في البلاد.

ثالثاً، شهدت العلاقة بين أورتاغوس وبعض الشخصيات السياسية والعسكرية اللبنانية توتراً واضحاً، لا سيّما مع النائب السابق وليد جنبلاط وقائد الجيش الحالي. هذا التوتر زاد من تراجع قبول أورتاغوس لدى فئات أساسية في النخبة اللبنانية بعضها حليف للولايات المتحدة، الأمر الذي جعل من الصعب على واشنطن الاستمرار في التعويل عليها كصوت مقدَّرٍ وزنه في دوائر صنع القرار اللبناني.

رابعاً، لا يمكن تجاهل عامل التفاهم الأميركي–الإيراني المحتمل. فإذا ما نجحت المفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران في بلورة اتفاق جديد يخفّض حدة التوتر الإقليمي، فإن الساحة اللبنانية ستتأثر بشكل مباشر، ولن يكون منطق الاشتباك الحاد بين الولايات المتحدة وحزب الله قابلاً للاستمرار كما هو عليه اليوم.

في ضوء هذه العوامل، قررت إدارة ترامب استبدال أورتاغوس بشخصية أخرى أقل صدامية وأكثر قدرة على التوافق مع المعادلات اللبنانية الراهنة. ولا يعني هذا الاستبعاد تراجعاً حقيقياً في موقف واشنطن من حزب الله، بل هو بالأساس إعادة ضبط تكتيكي يراعي مشهد التوازنات الداخلية والخارجية.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

علي منتش Ali Mantash