Advertisement

لبنان

سلام يرفع السقف السياسي… وحزب الله يتحفّظ

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
30-05-2025 | 11:01
A-
A+
Doc-P-1367963-638841923917246397.png
Doc-P-1367963-638841923917246397.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
تسجّل العلاقة بين رئيس الحكومة نواف سلام و"حزب الله" برودة واضحة، تظهر ملامحها تدريجياً في المواقف والمقاربات، من دون أن تصل إلى حدود القطيعة أو التصعيد العلني. غير أن بعض الرسائل السياسية التي وجّهها سلام مؤخراً، سواء في لقاءاته أو خطاباته، لاقت تحفّظاً داخل أوساط "الحزب"، واعتُبرت انعكاساً لتوجّه لا يأخذ بعين الاعتبار حساسية التوازنات الداخلية.
Advertisement

مصادر مطلعة على أجواء "الحزب" اعتبرت أنّ مقاربة رئيس الحكومة لعدد من الملفات تحمل إشارات تجاوز ضمني للمساحات المشتركة التي يُفترض أن تجمع بين مكونات الحكومة، وتحديداً في ما يتعلق بالثوابت السيادية والإجماع الوطني حولها. وأضافت المصادر أن بعض العبارات التي استُخدمت في الآونة الأخيرة، حتى وإن لم تكن موجهة مباشرة، حملت نبرة استعلائية أو تحريضية لا تنسجم مع مقتضيات التهدئة الداخلية. 

وإذ يمتنع "الحزب" حتى اللحظة عن الردّ المباشر أو فتح أي مواجهة، ترى المصادر أن العلاقة بين الجانبين لم تقم منذ البداية على تفاهم سياسي فعلي، بل جاءت في إطار تعايش مؤسساتي محدود، فيما يراكم سلام في المقابل مواقف تعكس رغبةً في التموضع السياسي، تارة تحت عنوان الإصلاح، وتارة أخرى في سياق الاستفادة من انفتاح إقليمي متجدّد على لبنان.

في المقابل، يرى مطّلعون على أجواء رئاسة الحكومة أن رئيس الوزراء يسعى إلى تكريس موقع متمايز في المشهد السياسي، ويحرص على مخاطبة الخارج بلغة منسجمة مع المتغيّرات الإقليمية والدولية. لكن مصادر "الحزب" ترى أنه يعتمد خطاباً حادّاً في الداخل يطاول قوى أساسية، وهو ما يُفهم منه خروج عن منطق الشراكة وتجاهل لمواقع القوى المؤثرة، بما قد يفتح الباب أمام فجوة سياسية يصعب ردمها لاحقاً.

يحاول سلام أن يحفظ موقعه في مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية المرتقبة، وسط رهان كان معقوداً على تغييرات منتظرة في تركيبة المجلس النيابي تتيح إعادة رسم موازين القوى. غير أن رياح الانتخابات البلدية لم تأتِ بما تشتهي السفن، بعدما أظهرت النتائج استمرار حضور "الثنائي الشيعي" وحفاظه على ثقله الأساسي في الشارع، ما اعتُبر مؤشراً مبكراً على صعوبة تحقيق الخروقات المرجوّة في الاستحقاق النيابي المقبل، الأمر الذي من شأنه أن يفرض على رئيس الحكومة مقاربة أكثر واقعية للتوازنات الداخلية القائمة، تفادياً لمزيد من الانزلاق نحو التوتر مع القوى المؤثرة في المشهد الداخلي.

في ضوء هذه المعادلات، يبقى المشهد مفتوحاً على أكثر من احتمال، ويتوقف إلى حدّ كبير على مدى قدرة رئيس الحكومة على إعادة ضبط إيقاع مقاربته السياسية وقراءة التوازنات الداخلية بدقة، خصوصاً في مرحلة دقيقة تتطلب من كل الأطراف قدراً أعلى من الواقعية والتفاهم لتفادي أي انزلاقات قد تعيد إنتاج الأزمات بدلاً من معالجتها.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك
Author

ايناس كريمة Enass Karimeh

Lebanese journalist, social media activist and communication enthusiast