نشر معهد دراسات الأمني القومي الإسرائيلي "INSS" تقريراً جديداً قال فيه إن هناك فرصة سانحة حالياً لزيادة الضغط على "حزب الله" في لبنان.
ويقول التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنَّ "حزب الله الذي أصبح الآن قوة مهزومة، يتعرّض لضغوط متزايدة من جراء الحملة العسكرية المستمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي لتقليص قدراته وإعاقة تعافيه؛ وتفكك المحور الشيعي؛ والأهم من ذلك، الدعوات الداخلية والخارجية المتزايدة لنزع سلاحه".
وأضاف: "مع ذلك، فإن حزب الله، المتمسك بهويته كحركة مقاومة، يرفض التخلي عن مكانته أو أهدافه، ويعلن أنه لن ينزع سلاحه. في الوقت نفسه، يتخذ الحزب خطوات لضمان هدنة في الأعمال العدائية تتيح له الوقت الكافي للتعافي".
وتابع: "بناءً على ذلك، يجب على
إسرائيل مواصلة ضغطها العسكري لإضعاف حزب الله - بالتنسيق مع
الولايات المتحدة - وتعزيز الجهود الدبلوماسية والاقتصادية والنفسية ضد المنظمة على الساحتين الإقليمية والدولية. وبالتوازي مع ذلك، يُوصى بأن تفتح إسرائيل قنوات اتصال مع القيادة
اللبنانية الجديدة لمساعدتها والتواصل معها، مع مراعاة قيود
بيروت ومخاوفها من صراع عنيف مع حزب الله".
واعتبر التقرير أنَّ "حزب الله، الذي خرج من الحرب الأخيرة مع إسرائيل، يختلف تماماً عن المرحلة الماضية"، وأضاف زاعماً: "بعد أن مُنيَ بالهزيمة، يقف الحزبُ الآن عند مفترق طرق، يكافح من أجل التعافي. تم
القضاء على معظم قياداته السياسية والعسكرية".
وأكمل: "لقد تدهورت القدرات العسكرية للمنظمة بشكل كبير. وفقًا لبيانات الجيش الإسرائيلي، تم تحييد أكثر من 70% من قوة الحزب النارية على نطاقات مختلفة حتى الآن، إلى جانب نسبة مماثلة من بنية الحزب التحتية في كل أنحاء لبنان تم تحييدها آيضاً. كذلك، فإن هذا يشمل ما يقرب من 80% من أنظمة أسلحة قوة الرضوان النخبوية ومعظم شبكة أنفاقها في
جنوب لبنان. أيضاً، كانت هناك أضرار جسيمة لأفراد الحزب العسكريين. ومنذ بدء الحرب، قُتل حوالى 4500 عنصر عسكري - بما في ذلك ثلثهم من قوة الرضوان - وجُرح 9000 آخرون، ويمثلون معاً ما يقرب من نصف القوة العسكرية النظامية لحزب الله. بالإضافة إلى خسائره العسكرية، فقد حزب الله أيضاً موارد اقتصادية - لا سيما الأضرار التي لحقت بنظامه المالي، بما في ذلك فروع جمعية القرض الحسن ومؤسسات أخرى. لقد جعل هذا من الصعب على المنظمة دعم تعافي السكان الشيعة والحفاظ على دعمهم، الذي كان شبه مطلق قبل الحرب".
وذكر التقرير أنه "رغم ذلك، فإنَّ حزب الله لم يختفِ، وهو يُحاول التعافي بكلّ الوسائل المُمكنة"، وأضاف: "وبينما أصبحت قدراته العسكرية محدودة، فإن عدد عناصره العسكريين والمدنيين يصل إلى عشرات الآلاف، ولا يزال يحظى بدعم غالبية الشيعة في لبنان".
وتابع: "تواجه جهود حزب الله للحفاظ على ما تبقى من قدراته والتعافي بعد اضطراره لقبول وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان عقبات متزايدة أبرزها استمرار النشاط العسكري الإسرائيلي ضد لبنان، والضغط الأميركي في تشكيل لبنان ما بعد الحرب، بالإضافة إلى ضعف المحور
الإيراني وتفككه المتزايد والأساس في ظل يعود إلى انهيار نظام الرئيس السوري السابق
بشار الأسد وظهور قيادة جديدة في
دمشق لإخراج كل من
إيران وحزب الله من
سوريا".
ورأى التقرير أن "مكانة حزب الله في السياسة اللبنانية قد شهدت تآكلاً"، موضحاً أنَّ "نفوذ حزب الله تضاءل بشكلٍ كبير وسط
المعارضة الكبيرة له والقوة المُتنامية لمنافسيه".
كذلك، ذكر التقرير أن الضغوط المحلية تتزايد لنزع سلاح "حزب الله"، وهو موقف نادراً ما تمَّ التعبير عنه علناً في الماضي، لكن خطوات تنفيذه ما زالت حذرة.
وأكمل: "بينما لا يزال حزب الله ملتزماً بأيديولوجية
المقاومة، إلا أن ضعفه أجبره على تكييف استراتيجيته. ويتمثل جوهر سياسته الحالية في الالتزام بوقف إطلاق النار اعتباراً من 27 تشرين الثاني 2024، وسياسة الاحتواء التي تتسم بضبط النفس رداً على عمليات الجيش الإسرائيلي المستمرة".
التقرير قال أيضاً إن "حزب الله يتجنب في الوقت الحالي المواجهة المباشرة مع القيادة اللبنانية الجديدة، ويتظاهر بالتعاون"، وتابع: "في حين أن أيديولوجية حزب الله وعدائه لإسرائيل لا تزالان على حالهما، فإن ضعفه - ورغبته في تجنب تجدد الصراع للتركيز على التعافي - يمنح إسرائيل فرصة استراتيجية لإعادة تشكيل البيئة الأمنية على طول حدودها الشمالية. في الوقت نفسه، يتيح ترسيخ القيادة اللبنانية الجديدة فرصة لبناء علاقة جديدة مع إسرائيل قائمة على المصالح المشتركة، حيث تسعى
الدولة اللبنانية إلى استقرار لبنان كدولة موالية للغرب مع نزع سلاح حزب الله تدريجياً".
واعتبر التقرير أن "التدخل الأميركي أمر بالغ الأهمية، سواء من أجل دعم المساعدات الغربية للحكومة والجيش اللبنانيين، من أجل إبعادهم عن حزب الله وإيران، أو من أجل ضمان الدعم الأميركي لإجراءات إسرائيل ضد حزب الله".
وختم: "نظراً لتوسع حزب الله المحتمل في الخارج، لا بد من بذل جهود لمكافحته سياسياً واقتصادياً وإعلامياً على الساحة الدولية، وذلك باستهداف مصادر دخله وكبح أنشطته. ويُقترح إطلاق مبادرة للتعاون إقليمياً ودولياً لإحباط عمليات حزب الله في تهريب المخدرات وغسل الأموال".