انتهى الاستحقاق البلدي والاختياري في
الشمال على نحو سيىء ميدانيا، بعدما اشتعلت سماء المدن والبلدات بالرصاص العشوائي احتفالا بالنتائج، ما يعكس حالة التفلت وغياب هيبة الدولة التي تعرضت مساء امس لتحد جديد في
طرابلس بعدما تجمع عدد كبير من المواطنين، امام قصر عدل طرابلس، احتجاجا على تأخير إصدار نتائج الانتخابات ، وتوقف عملية الفرز، مطالبين وزير الداخلية احمد الحجار باقالة محافظ الشمال وإعادة إجراء الانتخابات. فاستقدم الجيش تعزيزات كبيرة إلى ساحة عبد الحميد كرامي ومحيط قصر العدل. وقد وصل وزير الداخلية أحمد الحجار إلى طرابلس لمعالجة الأمر.
وكان
" لبنان 24" أورد في تقرير للزميلة ايناس كريمة منتصف الليلة الماضية (
اقرأ التقرير السابق) ان عملية فرز صناديق الاقتراع وصلت نحو مراحلها النهائية، مع بقاء نحو 40 قلماً فقط من أصل 295 قيد الفرز، وسط إشادة من أوساط مطلعة بأداء اللجان
الانتخابية من قضاة وكتبة وموظفين، الذين، وفق المصادر، عملوا بمهنية وشفافية عالية.
لكن العملية لم تخلُ من بعض الشوائب، إذ سُجّل تقاعس من بعض رؤساء الأقلام في المدارس عن تدوين المحاضر بشكل كامل. وبحسب مصادر متابعة، فإن حوالي 30% من المحاضر وصلت إلى سرايا طرابلس غير مكتملة، مرفقة فقط بورقة فرز تتضمن أرقاماً للمرشحين، دون أن تتضمّن المحاضر تفاصيل الأصوات أو أي بيانات توضيحية كافية.
وخلال عملية الفرز، اكتفى المرشحون بداية بتسجيل اعتراضاتهم في المحاضر، حتى تدخل وزير الداخلية احمد الحجار عند وصوله إلى السرايا، وطلب التدقيق في كل الاعتراضات بشكل شامل، ما أعاد ترتيب الإجراءات وأكمل عملية الفرز تحت رقابة مباشرة.
وفيما تعمل إحدى اللوائح على الدفع باتجاه إعادة الفرز، اعتبر مراقبون أن هذه المطالبة تأتي في سياق التغطية على إخفاقها في تحقيق النتائج التي كانت تأمل بها، إذ بحسب متابعين فإنّ النتائج الأولية أتت صادمة!
أما في ما يتعلق بالاصطفافات السياسية، فتُظهر الوقائع أن ما يُتداول إعلامياً عن كون لائحة "نسيج طرابلس" مدعومة من النائب إيهاب مطر غير دقيق. فرغم إبدائه دعماً محدوداً ضمن نطاق ضيق، لم تُسجّل مشاركة فعلية لماكينته الانتخابية يوم الاقتراع.
النتائج الأولية تُظهر حتى الآن تعادلاً بين لائحتي "رؤية طرابلس" و"نسيج طرابلس" بـ10 مرشحين لكل منهما، فيما ترجّح أوساط مطلعة أن تصب النتائج النهائية، بعد فرز الأقلام المتبقية، لصالح "رؤية طرابلس"
وكتبت" الاخبار": التوتر دفع وزيرَي الداخلية أحمد الحجار والعدل عادل نصار للتوجّه سريعاً إلى قصر العدل ليلاً للاطّلاع على ما يجري. وأشارت معلومات صحافية إلى أن الحجار أوعز بنقل خمس لجان قيد لتسريع الفرز، بعد رصد عدد من الشوائب في بعض الأقلام، من دون إعادة فرز النتائج، بعدما تردّدت أنباء عن قرار بإعادتها بإشراف قضائي. وأكّد الحجار أن «عملية فرز الأصوات مستمرة بشفافية».
وكانت النتائج الأوليّة قد أشارت إلى تقدّم واضح لصالح لائحة «رؤية طرابلس» برئاسة عبد الحميد كريمة، المدعومة من النوّاب فيصل كرامي وأشرف ريفي وطه ناجي وكريم كبّارة.
ومن المُرجّح أن تحصل «رؤية» على 12 مقعداً في المجلس البلدي على الأقل، ما سيضمن لها الرئاسة، فيما عزّزت النتائج فرصة «نسيج طرابلس» التي يرأسها وائل إزمرلي، ويدعمها النائب إيهاب مطر و«حركة عمران» وبعض المجموعات الإسلامية، بالفوز بستة مقاعد على الأقل.
في المقابل، بدت حظوظ لائحة «حراس المدينة» برئاسة خالد تدمري، والمدعومة من الجماعة الإسلامية و«هيئة الإسعاف الشعبي»، ضعيفة، إذ يُتوقّع أن تحصل على حصة لا تتعدّى عضواً أو اثنين. ومن المُرجّح أن لا يصل أي مرشح مسيحي أو علوي.
في المقابل، جابت الدراجات النارية شوارع جبل محسن ابتهاجاً بفوز 8 مخاتير علويين، نتيجةً لارتفاع نسبة تصويت العلويين، علماً أن العُرف القائم في طرابلس يقضي بوصول مختارَين علويَّين، الأمر الذي أزعج بعض الفاعليات السُّنية في المدينة.
وكتبت" النهار": معظم النتائج الرسمية التي صدرت أمس أو التي أفضت إليها الماكينات الانتخابية كشفت معظم الصورة التي رست عليها انتخابات أقضية الشمال وعكار، وكان لافتاً أن النتائج النهائية في طرابلس تأخرَ صدورها في ما عزي إلى كثافة التشطيب بين اللوائح الست التي خاضت المواجهة الانتخابية بما سيؤدي إلى "خليط " غير متجانس إطلاقاً في المجلس البلدي المنتخب مع انعدام التمثيل المسيحي. وإذ سادت انطباعات غير مريحة حول الفوضى التي طبعت بعض وقائع الجولة الشمالية، عكست مواقف رئيس الحكومة نواف سلام ووزير الداخلية أحمد الحجار اتجاهات متشدّدة للتعامل مع الجولتين المتبقيتين من الانتخابات في
بيروت والبقاع الأحد المقبل والجنوب في 24 أيار، منعاً لأي تشويش على الصورة الإيجابية العامة التي يبرزها انتظام العمليات الانتخابية في مواعيدها بلا خضّات أو مشاكل امنية مهمة ووسط ظروف إقليمية ضاغطة، بما يوفر للبنان ارتدادات خارجية إيجابية هو في أمس الحاجة إليها.
وإذا كان التشدّد في منع المخالفات على انواعها في الجولتين المقبلتين سيشكل أولوية متقدمة للسلطة، فإن "هاجس" بيروت التوازن التعددي والمناصفة الطائفية تقدّم بقوة لدى القوى والأحزاب التي انخرطت في لوائح العاصمة، لا سيما منها القوى التي انخرطت في الائتلاف الواسع الذي أُعلن الأسبوع الماضي، والذي يجمع حلفاء وأضداد سياسيين من معظم الاتجاهات والطوائف في ظل التداعيات التي خلفتها انتخابات طرابلس. وعُلم في هذا السياق أن القوى السياسية المسيحية كما القوى الأخرى أطلقت في الساعات الأخيرة حركة كثيفة في صفوف مناصري كل منها في بيروت، سعياً إلى تامين كثافة انتخابية والتزام بالتصويت لكامل اللائحة بما يجنب احتمالات السقوط في فوضى انتخابية من شانهأ أن تطيح المناصفة وتأتي بمجلس بلدي غير منسجم أقله حول الاهداف التي أمكن جمع هذا التحالف العريض حولها.
وكتبت" نداء الوطن": أوساط نيابية بارزة قرأت نتائج هذه الجولة فلفتت إلى الحقبة الممتدة من العام 2005 ولغاية اليوم. وقالت إن رئيس «
التيار الوطني الحر» حينها
ميشال عون أخذ المسيحيين إلى «حزب الله» عندما قام بتسونامي عام 2005. وقبل ذلك التاريخ، لم يكن المسيحيون قد ذهبوا في تاريخهم إلى خيارات انتحارية وانقلابية على خطهم التاريخي. لكن ميشال عون وفي قمة صعوده اصطدم بالشمال الذي بقيت هويته الخط المسيحي التاريخي. واليوم مع هبوط عون ما زال الشمال شمالاً أي عند التزامه الخط المسيحي التاريخي.
من ناحيته، أكد رئيس «التيار» النائب
جبران باسيل، خلال مؤتمر صحافي أمس في ضوء انتخابات الشمال: «أيّدنا ودعمنا وصوّتنا للوائح لنا فيها تياريون ملتزمون أو مؤيدون أو مناصرون. إن وجودنا على اللوائح وفوزها يرمز إلى قوّة حضورنا وتمثيلنا في هذه اللوائح والبلدات وقدرتنا على التواصل والانفتاح وعلى النجاح، والأرقام تعبر عن وجودنا وانتشارنا في كل أقضية الشمال».
وكتبت" البناء":واصلت القوى السياسية تقييم العملية الانتخابية في الشمال والقراءة في النتائج لا سيما في المناطق المسيحية التي سجل معظمها نسب اقتراع مرتفعة مقابل نسب اقتراع منخفضة في المناطق الإسلامية السنية، وتعزو مصادر طرابلسية وشمالية السبب الى وجود أجواء تنافسية ومعارك انتخابية بين أحزاب وقوى مسيحية عدة تنافست في بلديات وتحالفت في أخرى، رغم أن التحالفات لم تكن سياسية بقدر ما كانت انتخابية وعائلية ومصلحية، كما في البترون حيث تحالف
التيار الوطني الحر وحزب القوات والمرة، أما في قرى المناطق السنية فلم تشهد منافسات حادة ولعبت
المملكة العربية السعودية دوراً في التوفيق بين القوى السنية في الشمال لملء الفراغ الذي خلفه غياب
تيار المستقبل.
وكتبت" الديار":انصرفت القوى السياسية لحساب الخسائر والارباح في محاولة لتظهير موزاين القوى التي افرزتها صناديق الاقتراع. مسيحيا لم تكن ثمة كثير من العلامات الفارقة حيث حافظت كل القوى الاساسية على حضورها المنطقي وانتقل الصراع الى معركة الاستحواذ على اتحادات البلديات، وكان لافتا ارتفاع حدة الصراع السياسي بين تيار المردة وحركة الاستقلال، بينما خاض كل من
القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر معركة مشابهة لجبل
لبنان حيث بات واضحا لدى الطرفين ان التطورات الاخيرة لم تحدث انقلابا يمكن الاعتداد به في المزاج المسيحي، حيث لا يمكن لاي طرف ان يلغي الآخر، والانتخابات النيابية لها حسابات اخرى خصوصا انه صمد التحالف بين «المردة «و التيار». اما على الساحة السنية فيمكن الحديث عن برودة عكستها مدينة طرابلس بعد قرار تيار المستقبل بالعزوف وعدم دخول الرئيس
نجيب ميقاتي في المعركة، وكان عنوان اليوم الانتخابي «التشطيب». بينما شهدت بلدات عكار السنية معاركها المحلية التي طغى عليها حضور النواب السنة. ويمكن الاستنتاج ان ثمة قلقا جديا يحتاج الى معالجة.
وفي هذا السياق» العين» على الانتخابات في بيروت قبل اسبوع من الاستحقاق حيث الخوف الاكبر من معركة تشطيب قد تصيب المناصفة بمقتل في ظل تحالف واسع لقوة مسيحية واسلامية لا يجمعها في السياسة شيء يذكر، والاهم انه لا ضمانات بالقدرة على التحكم بالتصويت السني الحاسم في هذا الاستحقاق. اما بقاعا فلا تعويل على حدوث مفاجآت في المدن والقرى الشيعية، ولا حتى السنية، فيما تبقى المعركة الاكثر اثارة في زحلة. الابرز سياسيا، كان اعلان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم ان
حزب الله جزء من العهد، متهما «اسرائيل» انها تلعب بالنار، مؤكدا ان
المقاومة لن تستسلم.
وكشف وزير الداخلية أحمد الحجار أن عدد الشكاوى والمراجعات بلغ 675 بالإجمال، فيما سُجّل حوالى 143 حادثاً أمنيًا وحوالى 120 إشكالاً وتضارباً. وقال: "بلغت نسبة الاقتراع في الشمال وعكار 43,29% عموماً وبالتحديد 37,25% في الشمال و49,33% في عكار". أضاف: "هناك 7 موقوفين بسبب الإشكالات الأمنية وسُجلت 15 حالة اشتباه بالرشاوى وجرت أحداث إطلاق نار وسقوط عدد من المصابين، إحدى الإصابات خطيرة وندعو المواطنين إلى الإقلاع عن هذه العادة، ويتم العمل على توقيف مطلقي النار والجيش اللبناني بدأ بعلميات الدهم وهناك 34 موقوفًا حتى الآن لدى الجيش".