كتب جاد فياض في"
النهار": سادت حالة من الاستنفار داخل أروقة
تركيا وإسرائيل، مع تسريب معلومات عن انسحاب أميركي محتمل من
سوريا. وهو مستجد من شأنه
تغيير الخرائط وتبديل المعادلات، كونه سيترك فراغاً سيدفع
الأطراف الإقليمية الفاعلة لملئه، وقد يفتح
الباب على توسيع النفوذ
التركي، وتهديد أمن
إسرائيل، كما سيعزز من حالة التشرذم والفوضى التي تشهدها المنطقة.
أبدى مسؤولون إسرائيليون قلقاً من الخطوة الأميركية، وحاولوا الضغط على
الولايات المتحدة للعدول عن
رأيها دون نجاح، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، التي أشارت إلى أن
المخاوف الإسرائيلية تنطلق من احتمال تشجيع الانسحاب الأميركي تركيا على توسيع نفوذها والتموضع في مواقع عسكرية استراتيجية في سوريا.
يسعى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى استغلال الديناميكيات الإقليمية المتغيّرة وتوظيفها في سياق مصالح أنقرة
الداخلية والخارجية. وقد تكثفت هذه المساعي بعد سقوط نظام
بشار الأسد وتسلم أحمد
الشرع، المقرّب من تركيا، قيادة سوريا. ويندرج التوسع التركي المحتمل بعد الانسحاب الأميركي في سياق عملية ترسيخ تركيا كقوّة إقليمية وازنة ترث التركة
الإيرانية والفراغ الأميركي.
وفق وجهة نظر عبرية، فإن التوسع التركي في سوريا وما قد ينتج عنه من جنوح السلطة نحو اتجاهات أكثر إسلامية يثير المخاوف الإسرائيلية، ووجود مواقع عسكرية تركية في سوريا "قد يحد من حرية إسرائيل العملياتية"، وخصوصاً أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، ما من شأنه أن يخلق واقعاً جديداً في سوريا خارجاً عن الأطر الإسرائيلية المرغوبة.
الكاتب والإعلامي السوري
إبراهيم الجبين يكشف لصحيفة "النهار" معلومات عن بدء عملية تغيير التشكيلات
العسكرية الأميركية في سوريا، ويرى أن تركيا "ستسعى لملء الفراغ الأميركي ومعها الدول الخليجية"، لكنه، وبعكس الرواية الإسرائيلية، لا يرى "صداماً" بين تل أبيب وأنقرة، لأن "علاقة
تحالف" تحكم الطرفين في الكثير من الساحات وعلى مستويات متعددة، رغم الصدى الصدامي في سوريا.