شدد النائبان نقولا صحناوي وإدكار طرابلسي على ضرورة الحفاظ على المناصفة في مجلس بلدية بيروت، معتبرَين أن هذا التوازن يشكّل ركناً أساسياً من الشراكة الوطنية في العاصمة، ومؤكدَين أن أي مسّ به يشكّل خطراً على وحدة المدينة واستقرارها.
وخلال مؤتمر صحافي عقد في مكتب هيئة بيروت في "التيار الوطني الحر" – الأشرفية، قال النائب صحناوي: "نُطلق اليوم جرس إنذار بشأن الانتخابات البلدية المرتقبة في بيروت، لأن المناصفة مهددة بشكل جدّي، وكل المؤشرات الحالية لا توحي بإمكانية التوصل إلى حل يحفظ هذا التوازن".
وأوضح أن "المناصفة في بلدية بيروت تعود إلى أكثر من 200 عام، وكانت مضمونة حتى في عهد العثمانيين"، محذراً من أن التفريط بها قد يفتح الباب أمام التطرف والانقسام الطائفي. ودعا المسؤولين من رئاسة الجمهورية والحكومة ومجلس النواب إلى تحمّل مسؤولياتهم والعمل على معالجة هذا الملف قبل فوات الأوان.
وأضاف: "المشكلة تتكرر في كل
دورة انتخابية، إذ تفرز الانتخابات أحياناً نتائج لا تضمن المناصفة بسبب الخلل الديموغرافي، ولذلك نطالب بإقرار قانون واضح يضمن التوازن الفعلي، وليس الشكلي، في التمثيل".
وأشار إلى أن تكتل "لبنان القوي" قدّم ثلاثة اقتراحات
قوانين منذ سبع سنوات، تتيح الحفاظ على المناصفة من خلال: إما تقسيم بيروت إلى بلديتين ضمن مجلس واحد، أو عبر انتخاب الأعضاء من دائرتين متوازنتين، كل دائرة تنتخب 12 عضواً لتشكيل المجلس البلدي.
وأكد صحناوي أن التوافق السياسي وحده لا يكفي، إذ إن غياب التنسيق بين الأطراف، وخاصة في الشارع السني، يجعل من الصعب التوصل إلى لائحة موحدة تضمن المناصفة، ما يزيد الحاجة إلى تشريع قانوني ثابت.
من جهته، شدد النائب إدكار طرابلسي على أهمية الحفاظ على وحدة وتنوّع بيروت، قائلاً: "بيروت يجب أن تبقى واجهة
لبنان التعددية، ولن نسمح بأن تتحول إلى طرابلس أخرى، حيث فُقد التوازن في المجلس البلدي رغم النوايا الحسنة".
وأضاف: "نحن لا نهدد، ولكن الواقع يفرض علينا أن نتحرك. إذا لم تُقَر القوانين المناسبة لحماية المناصفة، فإن شرذمة العاصمة ستكون مدخلاً لمخططات تفتيتية أكبر، كما نشهد في محيطنا الإقليمي".
وطالب طرابلسي بضرورة الإسراع في دراسة واقرار القوانين المطروحة في مجلس النواب، موجهاً نداءً إلى الرئيس نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، داعياً إلى تضافر الجهود للحفاظ على بيروت كرمز للوحدة الوطنية.
وختم قائلاً: "بيروت هي بيت الجميع، وعلينا أن نؤمّن
شراكة حقيقية بين جميع مكوناتها، لا أن يشعر فريق بأنه صاحب البيت والآخرون ضيوف فيه".