تصاعدت المخاوف في لبنان على المستويات الرسمية والأمنية والشعبية حيال انعكاسات الأحداث والتطورات الجارية في سوريا في ظل الأنباء عن مجازر مروعة شهدتها مناطق الساحل السوري منذرة باقتتال أهلي طائفي ولو أن آخر المعلومات تحدثت عن تراجع نسبي في الاشتعال الحاصل. ولعل ما زاد وتيرة المخاوف اللبنانية تمثّل في موجات النزوح الجديدة للسوريين الهاربين من جحيم الاقتتال الأهلي في الساحل السوري بحيث كانت مناطق عكار وجبل محسن في طرابلس مقصداً لألوف النازحين كما أن مناطق البقاع الشمالي "تأهلت" لتلقي دفعات مماثلة جديدة. وقدرت الأعداد الأولية للنازحين الذين وصلوا إلى عدد من البلدات العكارية وحدها بنحو عشرة آلاف نازح حتى البارحة.
وكتبت" النهار": بإزاء هذا الخطر الداهم الجديد بدا من المستغرب للكثير من الأوساط المعنية أن يلتزم كبار المسؤولين اللبنانيين الصمت المطبق فيما يفترض أن يرتب هذا التطور المثير للقلق استنفاراً على مختلف المستويات وخطة عاجلة لمنع تلقي لبنان كالعادة النتائج والتداعيات الأشدّ سلبية لمجريات التقلبات السورية. ذلك أن تداعيات الأحداث السورية عادت تثير المخاوف من تسرب تداعياتها الأمنية إلى لبنان إذ تتهم السلطات السورية الحالية "حزب الله" بالتورط مع فلول النظام الأسدي في الصراع. وأمس اتهم مدير العلاقات العامة في وزارة الإعلام السورية، علي الرفاعي، إيران و"حزب الله" بالوقوف وراء زعزعة الأمن في البلاد من خلال "فلول النظام السابق" وذلك تعليقاً على الاشتباكات الدامية التي وقعت بين القوات الأمنية وعدد من المسلحين الموالين للرئيس السوري السابق بشار الأسد، في الساحل السوري.
ولا يقف الأمر عند التطورات السورية وحدها إذ أن التصعيد الإسرائيلي في الجنوب وعبره بات يثير عوامل ريبة كبيرة في الأهداف التي ترمي إليها إسرائيل لجهة عرقلة وحشر السلطات اللبنانية في خانة الاستفزاز والإحراج في وقت لا تجد فيه المراجعات اللبنانية الضاغطة على الولايات المتحدة الأميركية أي استجابة مناسبة لردع التصعيد الإسرائيلي. ولذا ستكتسب الأيام الطالعة دلالات بارزة لجهة رصد ومعاينة كيف سيتصرف المسؤولون اللبنانيون في مواجهة التحدي المزدوج الذي دهم العهد والحكومة بعد شهرين فقط من انطلاقتهما وبدء مواجهة الأولويات والاستحقاقات الداخلية كالتعيينات وغيرها.
وكتبت" الديار": بيّنت الاحداث الاخيرة وبخاصة المجازر التي شهدها الساحل السوري، ان النيران السورية كامنة تحت الرماد، وان الانفجار في حال حصل سيكون كبيرا ويودي بالمنطقة ككل.
ولعل اولى الانعكاسات السلبية للتطورات السورية على المشهد اللبناني، هي توافد آلاف النازحين السوريين الجدد الى شمال لبنان، هربا من المجازر والقتل والتنكيل، خاصة بعدما تحولت الحدود بين البلدين مشرعة، مع تدمير «اسرائيل» المعابر الشرعية، وعدم قدرة الجيش المنهمك في اكثر من مهمة ، على التصدي لموجات النزوح الكبيرة، التي تهدد باغراق البلدات اللبنانية ذي الغالبية العلوية ، بغياب اي دور لمفوضية اللاجئين والمؤسسات والمنظمات الدولية الانسانية.
وتقول مصادر نيابية معنية بالملف لـ «الديار» ان «التصدي بالقوة للهاربين من ابشع المجازر، وعمليات الاعدام التي تحصل على الهوية غير وارد. فالوافدون راهنا ليسوا نازحين اقتصاديين، انما فقراء علويّون يحاولون انقاذ حياتهم حيث يلجأون الى عكار ، وهو ما يستدعي تحمل المنظمات الانسانية مسؤولياتها لاغاثة الآلاف، الذين باتوا من دون مأوى، بحيث بات نحو 60 شخصا يسكنون في بيت واحد».
وتشير المصادر الى انه «في الوقت عينه لا يمكن للاجهزة الأمنية التخلي عن مسؤولياتها، بحيث ان هناك خشية حقيقية من انتقال التوتر الامني والطائفي الى المجتمع السوري النازح في لبنان، وليس ما حصل في مدينة طرابلس نهاية الاسبوع من اشكالات وتوترات، الا عينة مصغرة عما ينتظرنا، اذا لم يتم الضرب بيد من حديد من قبل الجيش ».
وكتبت" اللواء":ان الرئيس عون يجري الاتصالات اللازمة لمنع وصول اللهيب السوري الى لبنان، وبخاصة بعد الاشتباكات التي حصلت على الحدود الشرقية مع سوريا. وشدد على ضبط الحدود بين البقاع وسوريا لمنع اي توتر اونزوح جديد.