Advertisement

لبنان

في دروب المنافي اللبنانية... حين يصبح الحنين وطناً للفلسطينيين والوجع رفيق الدرب

جاد حكيم - Jad Hakim

|
Lebanon 24
31-10-2024 | 06:30
A-
A+
Doc-P-1271263-638659681456929402.png
Doc-P-1271263-638659681456929402.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
يعيش الفلسطينيون في لبنان على أمل مجروح، يتنفسون وطنهم عبر حلم العودة، لكنهم وجدوا أنفسهم يكافحون مصيرا يقيّد حريتهم ويختبر صبرهم، وكأنّما كُتب عليهم غربتان؛ الاولى حينما قرّر سارقو الأراضي اقتلاعهم من وطنهم وبناء دولتهم المستجدة، والثانية حينما قرّر السارقون نفسهم اللحاق بهم إلى الأراضي المجاورة ليحاربونهم بناء على عقيدة الإبادة التي تعتبر جزءًا قذرًا وتافرًا من ثقافتهم.
Advertisement

هذا ما يعيشه الفلسطينيون اليوم، إذ إنّ فصلا جديدا من المعاناة والمشقة يواجهها الفلسطينيون داخل لبنان بعد أن امتدت آلة الحرب الإسرائيلية لتطالهم خارج أراضيهم المحتلة، ما دفعهم إلى النزوح مرة أخرى إلى مخيمات وأماكن جديدة بعد نكبة 48، ليلتحقوا مع اللبنانيين الذين أيضا وقعوا ضحية عدوان غاشم، أباد الجنوب، وأبكى البقاع، ودمّر الضاحية، وبدأ بتدنيس أقدم مدينة على شاطئ المتوسط، صور، ومدينة الشمس بعلبك.

وحسب إحصائيات وكالة الأونروا فإن ما يقارب 484 ألف فلسطيني يعيشون في المخيمات، التي يعود تاريخ أوّل مخيم منها إلى عام 1948، عقب إعلان قيام دولة إسرائيل، التي ترافقت مع تهجير قسري لأصحاب الأرض، حيث تحوّلت "الخيام المؤقتة" داخل الأراضي اللبنانية إلى أماكن سكن دائمة، ومنذ ذلك الحين شهدت المخيمات هذه ولا تزال تشهد تطورات جمّة بشكل دائم، بدءًا من عام 1975، بعدما دخل الفلسطينيون في الحرب الأهلية والتي أدّت إلى دمار المخيمات، خاصة مخيم تل الزعتر الذي شهد معارك طاحنة، وصولا إلى مشارف العام 1970، حيث حصلت المخيمات آنذاك على حقها بإدارة أمورها، وشعر الشباب الفلسطيني تحديدًا في ذلك الوقت بأنهم استطاعوا التحرّر مما سميّ بالمكتب الثاني. ويعيد المؤرخون هذه الانتفاضة المحدودة الداخلية إلى وكالة الأونروا التي أنشأت جيلا متعلمًا باستطاعته إدارة "ثورة" غير مخطط لها، وفعلاً تمكن هؤلاء من السيطرة على مصيرهم وقرارهم بعد اتفاق لبناني فلسطيني وقّع عليه ياسر عرفات وقائد الجيش آنذاك إميل البستاني، في القاهرة. إلا أنّ الإدارة الفلسطينية للمخيمات لم تمنع الفلسطينيين من الحفاظ على استقلاليتهم، اقلّه، لناحية حماية أنفسهم، إذ اجتاحت إسرائيل صيف 1982 لبنان وطردت منظّمة التحرير الفلسطينية التي اتّهمت آنذاك بتشكيل "دولة داخل دولة". وعملت إسرائيل على محاصرة الفلسطينيين داخل لبنان، وصولا إلى انتهاء الحرب الاهلية اللبنانية التي ارتدت على الفلسطينيين بعد طردهم من عدد من المناطق بالاضافة إلى تهميش حقهم بعد أربع سنوات مع تجاهل ذكر "حقوق اللاجئين" في اتفاقية أوسلو التي أقامت سلطة فلسطينية تدير قطاع غزة والضفة الغربية.

ومع تمدّن الحياة في لبنان أكثر وسيطرة منطق القانون، منع الفلسطينيون من ممارسة قرابة 30 مهنة، باعتبارهم اجانب. وعلى الرغم من انتهاء الحرب في لبنان، بقيت المخيمات قنابل موقوتة، بسبب الفصائل المسلحة التي سيطرت على المشهد، وحرب المئة يوم في نهر البارد عام 2007 خير دليل على ذلك، إذ شرّدت 33 ألف فلسطيني عقب معارك دامية بين الجيش اللبناني و"فتح الإسلام".
أما اليوم وفي عزّ الحرب الإسرائيلية، تصدّر أيضا الفلسطينيون المشهد، إذ شهدت مخيماتهم جولة نزوح جديدة.

فعلى الأرض، تقوم وكالة الأونروا بمحاولة تجهيز المراكز، والتنسيق مع الجهات المحلية لناحية ضمان استقبال الفلسطينيين في الدرجة الاولى، بالاضافة إلى بعض من السوريين واللبنانيين.
ومن أبرز المخيمات التي شهدت موجة نزوح هي مخيمات صور، وتحديدًا المخيم الشمالي الذي يضم أكثر من 19 ألف فلسطيني، قرابة 3000 منهم تم تجنيسهم عام 1994، بالاضافة إلى مخيم الرشيدية الذي يضم 27 ألف فلسطيني، ومخيم البص.

وعلى الرغم من القيام بعمليات استهداف داخل المخيمات الفلسطينية، وآخرها كان استهداف منزل اللواء منير المقدح الذي قتلت إسرائيل زوجته ونجله، لم تشهد المخيمات أي حركة لجوء كبيرة، خاصة تلك في المناطق الآمنة، لا بل تؤكّد المصادر أن النزوح اقتصر على الاحياء المستهدفة، وارتفعت بالتوازي حركة دخول نازحين جددا إلى الأحياء الآمنة من خارج المخيم.
وحسب أرقام جديدة اطّلع عليها "لبنان24"، فإنّ وكالة الاونروا، وضمن خططها سجّلت إلى حدّ الآن استقبال 1056 عائلة، بمعدل 3679 شخصًا (1754 من الذكور مقابل 1925 من الإناث).
وحسب الارقام، فإن عملية التوزيع أتت على الشكل التالي:
-1411 فلسطينيا لاجئ داخل لبنان
- 774 فلسطينيا لاجئ من سوريا
-740 شخصا من الجنسية السورية
-53 مكتوم قيد وغير مسجل
-27 جنسيات مختلفة

وحسب التقارير فإن منظمة الهجرة العالمية رصدت نزوح 809,043 نازحًا حتى 20 تشرين الاول(52% من الذكور – 48% من الإناث) .
المصدر: خاص لبنان24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك

جاد حكيم - Jad Hakim