Advertisement

عربي-دولي

كيف استفاد بوتين من قصف إسرائيل لإيران؟

Lebanon 24
07-07-2025 | 05:56
A-
A+
Doc-P-1387933-638874897727704970.png
Doc-P-1387933-638874897727704970.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
Messenger
اعتبرت صحيفة "Times of Japan" أنّ طموح بوتين لإعادة ترسيخ مكانة روسيا كقوة في الشرق الأوسط قد تراجع. كان سقوط الرئيس بشار الأسد في سوريا خسارة فادحة. وكان إخفاقه في مساعدة إيران، التي وقّع معها لتوه شراكة استراتيجية لمدة عشرين عامًا، أمرًا محرجًا.
Advertisement
 
وقالت الصحيفة: "قبل عام، كان ذلك سيضرّ بمجهود موسكو الحربي في أوكرانيا، لكن روسيا تُصنّع الآن نسختها الخاصة من طائرات "شاهد" الإيرانية المُسيّرة. الأهم من ذلك بكثير هو فهم أين ينسجم كل هذا مع رؤية بوتين للعالم وأولوياته. فتدمير الدولة الأوكرانية يُمثّل هدفًا أعلى بكثير للرئيس الروسي من أي هدف آخر في سياسته الخارجية، سواء في الشرق الأوسط أو في أي مكان آخر. وفي هذا الصدد، كان الهجوم الأمريكي الإسرائيلي على إيران إيجابيًا للغاية.

بالمعنى الواسع، أدى اندلاع حرب أخرى في الشرق الأوسط إلى صرف الانتباه والطاقة والموارد عن أوكرانيا، تاركًا بوتين حرّ التصرف. حتى في قمة الناتو الأخيرة، تم تجاهل الهدف الأساسي من التعهد بزيادة الإنفاق الدفاعي - إلى مستويات لا يبررها إلا التهديد الروسي - فلم يرغب أحد في إغضاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال احتفاله بالنصر".

تابعت:" بشكل أكثر تحديدًا، لم تتمكن إسرائيل من كبح جماح وابل الصواريخ الذي شنته الجمهورية الإسلامية إلا باستهلاك جزء كبير من مخزون دفاعها الجوي، بالإضافة إلى بعض مخزون الولايات المتحدة، التي قدمت المساعدة باستخدام أنظمة الدفاع الجوي المحمولة على متن السفن. وبالمثل، لم تتمكن الولايات المتحدة من التدخل إلا بعد أن تتأكد من امتلاكها ما يكفي من بطاريات باتريوت لحماية قواعدها العسكرية في المنطقة. ربما يكون هذا التهديد قد انحسر حاليًا، لكن المخططين في البنتاغون ملزمون بافتراض استئناف الحرب والحاجة إلى مزيد من الدفاع الجوي، مما يقلل من توافره لأوكرانيا.

بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، مؤكدين مؤخرًا أنهم أوقفوا المساعدات العسكرية المقررة لأوكرانيا، بما في ذلك إمدادات الدفاع الجوي. وذكر بيان صادر عن البنتاغون أن القرار يضع المصالح الأميركية في المقام الأول، وأن "قوة القوات المسلحة الأميركية لا تزال غير قابلة للشك - فقط اسألوا إيران".

أكملت:" كان شعار ترامب زائفًا. لقد وضعت وزارة الدفاع مصالح روسيا في المقام الأول؛ ولا يمكن للولايات المتحدة أن تستفيد من هزيمة القوات الأوكرانية وما قد ينجم عنها من زعزعة استقرار أوسع في أوروبا.

كان التصعيد الكبير الأخير في ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة الروسية على أوكرانيا في توقيت مناسب. ففي ليلة 30 حزيران، شنت روسيا أكبر وابل من الصواريخ منذ بداية الحرب، شمل 477 طائرة مسيّرة وطائرة وهمية، بالإضافة إلى 60 صاروخًا باليستيًا تتطلب صواريخ اعتراضية عالية المستوى، مثل صواريخ باتريوت. ومنذ ذلك الحين، شنت روسيا هجمات جوية أثقل. ويُعد فقدان أوكرانيا لطائرة إف-16 وطيارها أثناء محاولتهما إسقاط جزء من وابل الصواريخ مؤشرًا واضحًا على الضغط الذي تتعرض له أنظمة الدفاع الجوي في البلاد".

وأشارت الصحيفة إلى أنّه "كانت هجمات الأيام السابقة أقل حدةً بقليل، لذا ساد جوٌّ من اليأس حول طلب الرئيس فولوديمير زيلينسكي المزيد من صواريخ باتريوت الاعتراضية خلال لقائه بنظيره الأمريكي في حلف الناتو. وكانت تعليقات ترامب لاحقًا صادقة أيضًا. قال إنه أخبر زيلينسكي أنه سينظر في ما يمكن للولايات المتحدة فعله، لكن من الصعب الحصول على صواريخ باتريوت، لأننا "بحاجة إليها أيضًا. كنا نزود إسرائيل بها". في غضون ذلك، كان البنتاغون يقطع حتى الإمدادات المخطط لها.

هذا ما يهم بوتين، أكثر بكثير من الصورة الخارجية لفشله في مساعدة إيران. فهذه الحرب ستُحدد إرثًا يراه في سياق بناء الإمبراطورية الروسية على مر القرون. أو كما قال وزير خارجيته، سيرجي لافروف، مازحًا عام ٢٠٢٢، فإن رئيسه لديه ثلاثة مستشارين فقط: "إيفان الرهيب، بطرس الأكبر، وكاترين العظيمة".

ولفتت الصحيفة إلى أنّه "لم يُضعف أيٌّ مما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية هذه الرؤية لاستعادة روسيا العظمى. بالنسبة لبوتين، ليس مجرد وجود أوكرانيا إهانةً فحسب، بل إن إعادة استيعاب مواردها - البشرية والاقتصادية والعسكرية - في روسيا الأم هو الشرط الأساسي لقدرة موسكو على البقاء على رأس النظام العالمي متعدد الأقطاب الذي يراه بديلاً للهيمنة الغربية. وهذا هو السبب الذي جعل خطة أوكرانيا لتوقيع معاهدة تجارية مع الاتحاد الأوروبي تُثير غضبه الشديد عام ٢٠١٣؛ إذ كانت تعني أن كييف لن تنضم إلى مجموعته المنافسة، الاتحاد الأوراسي".

تحول ترامب مؤخرًا من لوم أوكرانيا على غزوها إلى التذمر من عدم اهتمام بوتين بمحادثات السلام. لكن عليه أن يفعل ما هو أفضل من ذلك بكثير. عليه أن يعترف، على الأقل لنفسه، بأن بوتين قد تلاعب به. فقد استغل عميل المخابرات الذي يدير الكرملين استماتة ترامب في التوصل إلى وقف إطلاق النار لتعزيز أهداف روسيا الحربية، في وقت يعاني فيه هو أيضًا من نقاط ضعف متزايدة، بما في ذلك أزمة ائتمان وشيكة.

قد تمر سنوات قبل أن يجزم أحد بنجاح التدخل العسكري الأمريكي في إيران أو فشله. لكن إذا كان هناك استنتاج واحد يمكن لترامب استخلاصه من نجاحه في فرض وقف إطلاق النار على إسرائيل وإيران، فهو أن السلام من خلال القوة يتطلب أولًا إظهار القوة. وهذا ما فشل فيه فشلًا ذريعًا في تعاملاته مع الكرملين.
مواضيع ذات صلة
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك