وكشفت المصادر أن روسيا رفضت منح اللجوء لعشرات المدنيين الذين كانوا ينتظرون دورهم للتوجه إلى
موسكو، بعد أن أمضى بعضهم عدة أشهر في
المطار، حيث أبلغتهم سلطات
القاعدة عن تعذر نقلهم ومنحهم اللجوء، طالبة منهم العودة إلى منازلهم.
ووفقا للمصادر، اختارت سلطات المطار في الرحلة الأخيرة عددا محددا من المدنيين الذين "اشتروا" لجوءهم، إضافة إلى عناصر من جيش النظام السابق كانوا يقيمون في قاعدة حميميم منذ آذار الماضي. بينما رفضت سلطات القاعدة منح اللجوء لعائلات مدنية فقدت بيوتها وأرزاقها في آذار الماضي، رغم الوعود بنقلها إلى مراكز إيواء في روسيا.
ومنذ نيسان الماضي، استقبلت روسيا عدة دفعات من اللاجئين السوريين "لأسباب صحية" على حد تعبير مسؤولين روس، مؤكدين حينها أن لا "دلالات سياسية" وراء القرار، فيما كشفت مصادر متقاطعة في الساحل السوري وموسكو لـ "إرم نيوز" أن قبول طلبات اللجوء للسوريين العلويين في روسيا تحول في الفترة الماضية إلى تجارة رابحة، انخرط فيها وسطاء وسماسرة في روسيا، وأيضا عناصر في
الأمن العام السوري على الحواجز المحيطة بقاعدة "حميميم"، وضباط روس في القاعدة الروسية.
وتؤكد المصادر أن الدفعة التي تم قبول لجوئها في الرحلة الأخيرة، كانت من المدنيين الذين دفعوا مبالغ طائلة مقابل الحصول على فرصة السفر واللجوء إلى روسيا. وهؤلاء أخذوا فرصة المدنيين الأكثر حاجة الذين خسروا كل شيء خلال أحداث الساحل.
ووفقا لبعض المدنيين العلويين الذين لجؤوا إلى قاعدة حميميم، بعد المجازر التي شهدها الساحل السوري، تغيرت المعاملة الروسية مع اللاجئين في الشهر الأخير، حيث بات
الروس يضغطون على العائلات الباقية في القاعدة للخروج والعودة إلى منازلهم، بضمانات روسية .
وتنقل المصادر عن بعض من خرجوا في الآونة الأخيرة (نحو 30 عائلة ) أن سلطات المطار باتت تقنن بوجبات الطعام في الفترة الأخيرة، كنوع من الضغط على اللاجئين، إضافة إلى غياب العناية الصحية للمرضى.
وتتقاطع هذه المعلومات مع حديث للمستشار السابق في
وزارة الخارجية الروسية (من أصل سوري) رامي الشاعر، الذي قال في مقابلة مع "إرم نيوز" أمس الأربعاء، إن روسيا لم تعد مهتمة بتواجدها في قاعدة حميميم الجوية، وأن أولويتها حاليا تنحصر بالبقاء في قاعدة طرطوس "اللوجستية" حسب وصف الشاعر، والتي لن تكون مهمتها عسكرية وفق قوله، وإنما ستنحصر بإمداد
الأسطول البحري العسكري الروسي في
البحر الأبيض المتوسط بما يحتاجه.
ووفقا للمصادر ذاتها، من المرجح أن تسلم روسيا المطار المدني في حميميم للسلطات
السورية، حيث جرت مفاوضات خلال الفترة الماضية بين الجانبين الروسي والسوري لإعادة المطار المدني إلى سلطات
دمشق، بهدف صيانته وتشغيله من قبل هيئة الطيران السورية. (ارم نيوز)