ذكر موقع "19fortyfive" الأميركي أنه "في تشرين الأول 2024، هددت
إيران بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار
النووي والسعي لامتلاك سلاح نووي إذا هاجمتها
إسرائيل. وإذا كان التاريخ والتقييمات المبكرة للضربات
الإسرائيلية والأميركية مؤشرًا، فإن إيران لم تكن تُخادع، ومن المرجح أنها ستسعى لامتلاك القنبلة. ومع ذلك، لا ينبغي أن يُشعل هذا سباق تسلح إقليمي إذا استمرت
الولايات المتحدة في التزامها. منذ الهجمات، انقسمت الآراء، فيجادل المتشددون بأن الهجمات أعاقت تقدم إيران، بينما يُسلّط المشككون الضوء على محدوديتها وخطر نتائجها العكسية . لكن الحقيقة هي أن الضربات النووية يمكن أن تلحق الضرر بالبرامج النووية بشكل مباشر من خلال تدمير المنشآت، وغير مباشر من خلال ردع الموردين، وتشديد الرقابة، وتعقيد إنتاج المواد الانشطارية".
وبحسب الموقع، "كانت الضربات الأكثر فعالية، مثل هجوم إسرائيل على
سوريا عام 2007، تستهدف برامج في مراحلها المبكرة. أما الهجمات على جهود متقدمة أو متفرقة، مثل هجوم ألمانيا النازية ومفاعل أوزيراك
العراقي، فكانت أقل نجاحًا. قد تُقوّي الضربات أيضًا عزيمة الدولة، فقد تسببت الضربات
الإيرانية في اضطراب حقيقي، وإن كان مؤقتًا. ومع ذلك، فإن اكتفاءها الذاتي يجعلها صامدة، والضغط الدولي آخذ في التراجع. كما وصوّت المجلس على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مما يُضعف إطار معاهدة حظر الانتشار النووي".
وتابع الموقع، "وجهت الضربات الإسرائيلية والأميركية ضربةً قاصمة للبرنامج النووي
الإيراني، لكنها لم تُشلّه. فقد تم استهداف مواقع تخصيب رئيسية، منها نطنز وفوردو. وفي نطنز، تم تدمير المباني السطحية والأنظمة الكهربائية، مما أثر على الأرجح على العمليات تحت الأرض، على الرغم من أن المرافق المدفونة لا تزال قيد الإصلاح. وواجهت فوردو أضرارًا مماثلة، فقد تعرضت البنية التحتية للضرب، وأدت القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي، لكن الموقع لم يُدمر بالكامل. وفي أصفهان، لحقت أضرار سطحية، لكن الأجزاء الجوفية سليمة، ويبدو أن القدرات الأساسية لإيران قابلة للاستعادة".
وأضاف الموقع، "في آراك، ألحقت إسرائيل أضرارًا بقبة المفاعل والمنشآت المجاورة، لكن محطة الماء الثقيل بقيت سليمة. ولأن المفاعل لم يكن يعمل، كان التأثير محدودًا. ونجا المفاعلان المدنيان، بوشهر ومفاعل
طهران البحثي، من الهجوم. ولا يزال بوشهر يعمل تحت إشراف روسي، إلا أن رحيل العلماء
الروس يثير المخاوف".
وبحسب الموقع، "قد تُؤخر هذه الضربات تقدم إيران، لكنها لن تُوقفه. تمتلك البلاد خبرة محلية ومخزونًا من أجهزة الطرد المركزي، وستكون إعادة البناء صعبة، لكنها لن تستغرق عقودًا. وتشير التقديرات إلى أن التأخير قد يتراوح بين أشهر وبضع سنوات، حسب سرعة الإصلاح والتكيف. وفي رد فعل على ذلك، قد تلجأ إيران إلى أساليب تخصيب سرية مثل فصل النظائر الكهرومغناطيسية. ورغم صعوبة اكتشاف هذه الأساليب، فإنها تتطلب جهداً فنياً كبيراً وقد تؤدي إلى إبطاء التقدم. باختصار، أدّت الضربات إلى تدهور البنية التحتية لإيران، لكنها لم تُضعف عزيمتها. طموحات إيران لا تزال قائمة، وقد يكون التأخير مؤقتًا".