كتب
طوني عيسى في" الجمهورية": حتى الآن، تطبّق
إسرائيل في
إيران 4 تكتيكات أساسية سبق أن نفّذتها في الحرب على «حزب الله» العام الفائت:
-1 استهداف الهيكلية القيادية أو «الرؤوس ».
-2 ضرب البنية التحتية والقدرات النوعية.
-3 تقويض القدرات من دون السعي إلى احتلال الأرض.
-4 الضغط لخلق واقع جديد للتفاوض.
طبعاً، هذا لا ينفي وجود وجوه اختلاف جوهري بين نموذجي
لبنان وإيران. ف «الحزب » هو تنظيم مسلح ضيّق النطاق ترعاه إيران، فيما هي قوة إقليمية ودولة ذات سيادة.
حتى اليوم، أثبت هذا النظام قدرة هائلة على التصدّي للضغوط، سواء كانت داخلية أو خارجية. ويرجع ذلك جزئياً إلى طبيعته الأيديولوجية، وقدرته على إعادة التكيّف مع الظروف الصعبة.
أظهرت إيران قدرة على الانطلاق مجدداً عند تراجع الضغوط عنها، كما حدث بعد
الاتفاق النووي عام 2015 ، إذ استعادت جزءاً من عافيتها الاقتصادية. وبعد انسحاب
دونالد ترامب من الاتفاق عام 2018 ، عادت إلى تخصيب اليورانيوم بتسارع، فيما تبدّلت الأولويات في الديموقراطيات الغربية. ويعيش الغرب دائماً سراب خسارة إيران قدرتها على التحمّل، والرهان على انتفاضةداخلية.
للتذكير، أظهر أيضاً «
حزب الله » قدرة لافتة على التأقلم بعد كل أزمة: فهو استعاد المبادرات بعد انتفاضتي 2005 و2019، فلم تتمكن
المعارضة من كسر سيطرته على الدولة التي استفاد غالباً من ضعفها وفراغها، مدعوماً بقاعدة شعبية مرتبطة به ومعبأة أيديولوجياً. ولذلك، بقي يتمسك بسلاحه.