كشف استطلاع حديث أن نحو نصف
الأميركيين يرون في
إيران تهديدًا وعدوًا لبلادهم، إلا أن الغالبية العظمى تفضّل الحلول الدبلوماسية على التدخل العسكري، في مؤشر على تحول واضح في المزاج العام الأميركي الرافض للانخراط في صراعات خارجية جديدة.
وبحسب ما نقلته صحيفة لو فيغارو
الفرنسية، أظهر استطلاع أجرته مؤسسة YouGov لصالح مجلة The Economist أن 50% من الأميركيين يعتبرون إيران خصمًا مباشراً، في حين عبّر 60% عن معارضتهم لأي تدخل عسكري ضدها.
في المقابل، لم يؤيد خيار إرسال قوات أميركية إلا 16% من المستطلعين، بينما ظل 24% منهم مترددين أو غير محددين في مواقفهم.
ويُلاحظ أن هذا الرفض للتدخل العسكري يشمل مختلف التوجهات السياسية، إذ يعارضه 65% من
الديمقراطيين، و61% من المستقلين، و53% من الجمهوريين.
ويبدو أن هذا التغيّر يعكس ميلاً متزايداً لدى الأميركيين نحو العزلة السياسية، بعد عقود من التورط في صراعات خارجية، لا سيما في
الشرق الأوسط.
وعلى الرغم من أن 61% من المشاركين في
الاستطلاع ما زالوا يرون أن البرنامج
النووي الإيراني يُشكل تهديداً للولايات المتحدة، فإن معظمهم يفضل التعامل مع هذا الملف عبر القنوات الدبلوماسية، إذ أبدى 56% دعمهم لهذا الخيار.
هذا التحول لا ينفصل عن تغيّرات أوسع في رؤية الأميركيين لأعدائهم الخارجيين.
ففي استطلاع منفصل أجراه مركز بيو للأبحاث عام 2024، جاءت
الصين (64%) وروسيا (59%) في مقدمة قائمة الدول التي تُعد تهديداً أكبر، متقدمة على إيران التي لم تحصل سوى على 42%.
وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى القول إن القلق بشأن إمكانية حصول
إيران على سلاح نووي لا يزال قائماً، وإن غالبية الأمريكيين لم يعودوا يرون في ذلك سبباً كافياً لتبرير تدخل عسكري جديد. (ارم نيوز)