ذكرت صحيفة "The Spectator"
البريطانية أن "الرئيس الأميركي
دونالد ترامب أجرى محادثة أخرى من "محادثاته الجيدة" مع نظيره الروسي
فلاديمير بوتين، هذه المرة لتقديم تعازيه في الغارة التي شنتها
أوكرانيا بطائرات من دون طيار والتي دمرت العشرات من القاذفات الثقيلة الروسية في أربعة مطارات يوم الأحد. وكتب
ترامب على موقع Truth Social أن مكالمتهما التي استمرت 75 دقيقة كانت "جيدة، لكنها ليست محادثة من شأنها أن تؤدي إلى السلام الفوري"."
وبحسب الصحيفة، "من ثم، نقل ترامب خطة بوتين للرد على أوكرانيا، وكتب: "ناقشنا الهجوم على الطائرات الروسية الراسية من قِبل أوكرانيا، بالإضافة إلى هجمات أخرى متعددة شنّها الجانبان"، وكأن تلك الطائرات نفسها لم تقصف أوكرانيا خلال السنوات الثلاث الماضية. وتابع ترامب: "لقد قال الرئيس بوتين، وبقوة، إنه سيضطر للرد على الهجوم الأخير على المطارات"، كما لو أن كييف هي من وجهت الضربة الأولى. ومن ثم تحول ترامب فجأة إلى
إيران، قائلاً إن بوتين سيساعد
الولايات المتحدة في إنهاء محادثاتها النووية، كما لو أن
روسيا لم تكن في شراكة نشطة مع طهران، حيث تلقت طائرات من دون طيار وصواريخ باليستية لقتل المدنيين الأوكرانيين".
وتابعت الصحيفة، "اختفى منشور ترامب لفترة وجيزة، ربما ظن حينها الأوكرانيون أنه شعر ببعض الخجل، إلا أن المنشور عاد وظهر مرة أخرى على موقع "Truth Social"، دون أي إضافة. فلم يأتِ ترامب على ذكر أي شيء بشأن وقف إطلاق النار، كما وأنه لم يطلب من بوتين أن "يتوقف". ومن اللافت للنظر غياب أي اعتراض على استهداف روسيا للمدن
الأوكرانية "ردًا" على قصف كييف لمواقع عسكرية روسية. وبدلاً من استغلال ضعف بوتين لانتزاع تنازلات في أعقاب تدمير ثلث أسطول القاذفات الاستراتيجية الروسية، اختار ترامب تأييد الرد الروسي. وتأكيدا على ذلك، أصدرت السفارة الأميركية الخميس تحذيرا بشأن الخطر المتزايد لهجمات روسية واسعة النطاق، وحثت المواطنين
الأميركيين على الاستعداد للاختباء".
وأضافت الصحيفة، "يأتي هذا بعد أيام قليلة من اعتراف ترامب بحماية روسيا من "أمور بالغة الخطورة"، والتي، على حد تعبيره، كانت لتحدث لولا تدخله. وحذر الرئيس الأميركي الأسبوع الماضي من أن "بوتين يلعب بالنار"، وذلك بعد أن رفض الكرملين مجددا وقف إطلاق النار في أوكرانيا. في الواقع، هذا التهديد كان تهديدًا واهيًا، لا يليق برئيس أميركي، ومن الواضح أن بوتين لم يأخذه على محمل الجد. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلق
الرئيس الروسي أكثر من 500 طائرة من دون طيار وصاروخ على أوكرانيا. بعض القاذفات التي دمرتها أوكرانيا يوم الأحد كانت مُحمّلة بصواريخ كروز، مُستعدة لشن موجة أخرى من الضربات. ومن المتوقع أن تشهد كييف المزيد من الهجمات، لكن الجيش الروسي لديه الآن عدد أقل من الطائرات لتنفيذها".
وبحسب الصحيفة، "كما لو كان يريد تخفيف حدة منشوره، أعاد ترامب نشر مقال في صحيفة
واشنطن بوست يشير إلى أن الكونغرس قد يمنحه نفوذًا من خلال تمرير قانون فرض
العقوبات على روسيا، وهو مشروع قانون مشترك بين الحزبين ويحظى برعاية 82 عضوا. والمشكلة هي أن أعضاء مجلس الشيوخ أكدوا مرارًا وتكرارًا أنهم ينتظرون موافقة ترامب للمضي قدمًا في الأمر، لكن هذه الموافقة لم تأتِ قط. إنما ما حاول ترامب فعله هنا هو إلقاء مسؤولية الوفيات في أوكرانيا على عاتق شخص آخر. لكن هذه الاستراتيجية لن تنجح إلى الأبد. وكما قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في خطابه: "إذا لم يوقف الأقوياء بوتين، فهذا يعني أنهم يتشاركون المسؤولية معه"."